استطاع مهندس المعلوماتية "ماهر مصطو" تجاوز الصعوبات والفقد المادي والمعنوي الذي تعرض له وعائلته، والعمل على إيجاد حلول الاستمرار والنجاح في مجال ريادة الأعمال بالتعلم المستمر والسعي الدائم.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 كانون الثاني 2019، المهندس "ماهر مصطو"، فتحدث عن البيئة التي عاش فيها طفلاً وترجم نتاجها في شبابه قائلاً: «نشأت ضمن عائلة ريفية زراعية علمتني الكثير من القيم؛ وأقطف ثمارها الآن؛ فقد علمتني أن أكون صبوراً ومنضبطاً وملتزماً، بالإضافة إلى الصرامة واتخاذ القرار الصحيح، وبرز شغفي بالأعمال والمشاريع منذ الطفولة، حين كان عمري سبعة أعوام أسست مشروعاً مصغّراً وصمّمت حديقة منزلية خاصة في قريتي "الزنبقي" التابعة لبلدة "دركوش" في محافظة "إدلب"، وأخذت الاهتمام بورود الحديقة والعناية بها على أكمل وجه، كما عملت على إحياء مشروعي وتجديده في السنتين الفائتتين بتصميم حدائق منزلية في الأبنية السكنية، وطبقت ذلك مع أحد طلاب الهندسة في تنفيذ مشروع تخرّجه الجامعي في "دمشق"».

المهندس "ماهر" إنسان راقٍ تميز بدماثة أخلاقه وتفانيه في عمله، وهو إنسان دائم السعي لتطوير عمله سواء في البيع المباشر أو في مجال العمل الوظيفي، ويتبع الكثير من الدورات التدريبية ليطور من نفسه وعمله

تفوق المهندس "ماهر مصطو" على الصعوبات التي ظهرت بسبب الأزمة، ويقول: «خسرت معنوياً ومادياً في هذه الحرب، فقد استشهد أخي في "جسر الشغور"؛ وهو ما سبّب لي أذية نفسية وتراجعاً دراسياً بعد أن كنت من المتفوقين في الجامعة لمدة سنتين، ونزوح أهلي إلى "اللاذقية" بعد أن خسروا كل شيء هناك، فكان لا بدّ من البداية من جديد، فعملت كعامل في البناء والمطاعم والمكتبات لأساعد نفسي وأهلي وأعوض بعض الخسارة، حيث كوّنت من خلال تلك الأعمال علاقات كثيرة كانت بمنزلة رصيد وكنز لي في الحياة وساعدتني لأبدأ من جديد، وأزيد رصيدي بالعلاقات التي فتحت لي باباً للعمل والنجاح فيما بعد».

ماهر مصطو وحصوله على شهادة تدريبية

ويتابع حديثه عن عمله قائلاً: «بدأت العمل عن طريق المصادفة بالبيع المباشر عبر شبكة الإنترنت، وهو أحد مجالات ريادة الأعمال، العمل الذي أستطيع القيام به من أي مكان، كما حققت بواسطته اسماً على مستوى الوطن العربي، وكنت مؤثراً وقائداً في العمل لخمسين مهتماً في هذا النوع من الأعمال، وقدمت لهم خبراتي ليتمكنوا من النجاح في مجال البيع المباشر، فقد وجدت نفسي في البيع المباشر وتقديم الخدمات والمنتجات مباشرة من الشركات المصنعة والمسؤولة عن الخدمات من دون الحاجة إلى وسطاء، نجحت من خلال التجربة والتعلّم المستمر، إضافة إلى شغفي بالأعمال التي تحتاج إلى التفكير خارج الصندوق بعيداً عن التقليد».

كما تمكّن المهندس "ماهر مصطو" من امتلاك مفاتيح ريادة الأعمال، ويقول: «عملي بالبيع المباشر جعلني أفكر بطريقة أوسع والتركيز في العمل ووضع المعايير الخاصة لكل مشروع، كما جعلني فرداً مؤثراً في محيطي ومن الأشخاص المهتمين بريادة الأعمال، فالتحقت بدورات تدريبية تصقل خبراتي ومهاراتي في مجال الأعمال وعملي الوظيفي في "هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة"، وأصبحت مدرّباً وميسراً للأعمال الريادية والمشاريع الخاصة، وشجعت في عملي التركيز على الفكرة وتطويرها كرأس مال في كل مشروع نقوم به».

خليل العلي

"خليل العلي" مؤسس فريق "أفكار بلا حدود التنموي"، مدرّب تنمية ومهارات وحساب ذهني، يتحدث عنه قائلاً: «المهندس "ماهر" إنسان راقٍ تميز بدماثة أخلاقه وتفانيه في عمله، وهو إنسان دائم السعي لتطوير عمله سواء في البيع المباشر أو في مجال العمل الوظيفي، ويتبع الكثير من الدورات التدريبية ليطور من نفسه وعمله».

أما "لمعان سلهب" ماجستير كيمياء بحرية، ومدرّسة فيزياء وكيمياء في "اللاذقية"، فتقول عن المهندس "ماهر": «هو المخلص الوفي في زمن قلّ فيه الصدق والوفاء، تعرّض هو وعائلته كأغلب العائلات السورية لمواقف عصيبة ونال نصيبه من مآسي الحرب من نزوح وفَقْد، فكان الإنسان القوي الجسور المتوازن، لم تنل الظروف من عزيمته على كافة الصعد؛ سواء في الناحية العلمية وتحصيله العلمي أو الناحية العملية كمهندس أو على الصعيد الاجتماعي، وعنده رصيد لا يستهان به من الأصدقاء، وسببه أخلاقه العالية واتزانه، وعلى الصعيد العائلي هو مثال الابن البار والأخ العطوف، فقد تحمل مسؤولية تنشئة أولاد أخيه الشهيد، والأهم من ذلك كله بناء الذات، حيث عمل على تطوير ذاته وتدريبها حتى استحق بجدارة أن يكون مدرّباً في مجال التنمية والإدارة البشرية، فهو مثال المدرب الناجح الطموح المتوازن، ونشاطه في هذا المجال سيوصله إلى أعلى المستويات بالعمل والإصرار الذي عودنا عليه».

لمعان سلهب

يذكر، أن مهندس المعلوماتية "ماهر مصطو" من مواليد عام 1991، قرية "الزنبقي" في ريف "إدلب" مقيم في "اللاذقية"، ومتطوع لدى الأمانة السورية للتنمية.