من قرى ريف "جبلة" الصغيرة، لكن موقعها على طريق رئيس، وتنوع إطلالاتها وميزاتها التضريسية والطبيعية، جعل منها موقعاً سياحياً مهماً، وملجأً للهاربين من ضوضاء المدينة ورطوبة الساحل المرتفعة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 نيسان 2019، المدرّس "مهند لوحو"، ليتحدث عن الموقع والسكان والمعيشة فيها، فقال: «تتبع المزرعة إدارياً إلى ناحية "القطيلبية" في ريف "جبلة"، حيث تبعد عنها مسافة ثلاثة وعشرين كيلو متراً، وعن مدينة "بانياس" مسافة ثمانية عشر كيلو متراً، وتحيط بها مجموعة من القرى، منها قرية "بيت العلوني" من جهة الشمال، ومن جهة الغرب "دوير بعبدة"، ومن الجنوب قرية "سلمية"، أما من جهة الشرق فتحدها قرية "بطشاح". الارتفاعات فيها متنوعة؛ حيث تصل إلى سبعمئة وثلاثين متراً في أعلى نقطة لها، وترتفع ستمئة وعشرين متراً عن سطح البحر في أخفض نقطة، و"المزرعة" تقع على تلة رئيسة ومنطقة صغيرة مستوية تأتي بعد التلة مباشرةً، تتركز فيها المنازل السكنية، وتنحدر بانحدارات شديدة بثلاثة اتجاهات، هي: الجنوب، والشمال، والغرب، وتزداد ارتفاعاً تدريجياً نحو الشرق، وأكثر ما يميزها إطلالاتها الساحرة على الساحل البحري الممتد من "اللاذقية" حتى "طرطوس"، وتعدّ هذه من العوامل التي زادت من أهميتها السياحية. كما تتميز السفوح المنحدرة بنباتاتها الطبيعية، من أشجار السنديان والبلوط والقطلب، وبعض أشجار الغار المتفرقة. أيضاً من العوامل التي تميز هذه المنطقة، طبيعة مناخها المعتدل في فصل الصيف؛ لذلك تعدّ ملجأ الهاربين من الحرّ والرطوبة المرتفعة في المناطق الساحلية القريبة، أما شتاؤها، فهو بارد جداً».

يعود تاريخ تأسيسها إلى مئة سنة مضت، فقد كانت في الماضي عبارة عن بيتين فقط لأخوين هما "محمود ورجب لوحو"؛ كانا قد قدما من إحدى القرى التابعة لريف "القدموس"، وتدعى "سريجس"، ونسبة إلى عائلة الأخوين أطلق عليها اسم مزرعة بيت "لوحو"

ويضيف عن السكان وعملهم: «تتكون المزرعة من ثمانية وستين بيتاً، ويراوح عدد سكانها بين الأربعمئة وخمسين إلى خمسمئة نسمة، وأهم العائلات فيها: "لوحو" وهي الأقدم، و"خليل"، و"عيدة". وقد شهدت المزرعة نمواً كبيراً في تسعينات القرن الماضي، وارتفع عدد منازلها من اثني عشر منزلاً إلى أربعين منزلاً. يعمل معظم الأهالي في الزراعة، والزراعات فيها بعلية، حيث تحتل زراعة الزيتون المرتبة الأولى والمساحة الأكبر، تليها زراعة أشجار التفاح، أيضاً من زراعاتها الكرمة والتين والكرز، إضافة إلى التبغ، وإلى جانب الاعتماد على الزراعة يعتمد الأهالي في معيشتهم على وظائفهم، إضافة إلى بعض المهن والمحال التجارية التي تخدم المزرعة».

علي لوحو

ويضيف: «امتلاكها للكثير من العوامل الطبيعية يؤهلها لأن تكون منطقةً سياحيةً بامتياز، خاصةً بعد رفع مستوى الطرقات فيها، إذ تمثل مكاناً مثالياً للسياحة البيئية، ومقصداً لمحبي المسير الجبلي؛ خاصةً مع المجاري المائية، وما تحتويه من تشكيلات صخرية مميزة، وقد اكتشفت مؤخراً بالقرب منها مجموعة من المدافن الحجرية التي تعود إلى عصور قديمة، وهناك أيضاً بقايا لبيت حجري قديم جداً».

أما عن الجانب الخدمي، فتقول "غصينة محفوض"؛ وهي من سكان المزرعة: «تتوفر جميع الخدمات الطرقية، لكونها تقع على طريق عام (جبلة - الدالية)، إضافة إلى وجود عدد من الطرقات الزراعية وجميعها معبدة، كما تتوفر فيها شبكة كهرباء، وشبكة صرف صحي، وخدمات الهاتف، ويجري العمل حالياً على تأمين شبكة الإنترنت من مقسم بلدة "دوير بعبدة" المجاورة، وإلى جانب وجود شبكة مياه للشرب، يوجد في المزرعة نبع قديم جداً يسمى "عين العسل"، يعتمد عليه السكان بوجه أساسي في تأمين مياه الشرب، لكن بالمقابل تعاني المزرعة مشكلة عدم توفر وسائل النقل؛ وهو ما يؤدي إلى زيادة الأعباء على السكان والطلاب أثناء تنقلاتهم، خاصةً أنها لا تحوي إلا مدرسةً ابتدائيةً فقط؛ لذلك يضطرون إلى إرسال أولادهم إلى مدارس "دوير بعبدة"، ومع ذلك ترتفع نسبة التعليم فيها كثيراً وبمختلف الاختصاصات العلمية».

المزرعة كما تبدو على الخريطة

وعن قدمها وسبب تسميتها يقول "علي لوحو" من أهالي المزرعة: «يعود تاريخ تأسيسها إلى مئة سنة مضت، فقد كانت في الماضي عبارة عن بيتين فقط لأخوين هما "محمود ورجب لوحو"؛ كانا قد قدما من إحدى القرى التابعة لريف "القدموس"، وتدعى "سريجس"، ونسبة إلى عائلة الأخوين أطلق عليها اسم مزرعة بيت "لوحو"».