بالإصرار والعمل الجماعي تمكّنت "ساندي الصايغ" و"نورا ديبو" الطالبتان بكلية الهمك-هندسة الاتصالات والالكترونيات‏ في جامعة "تشرين" من تنفيذ مشروعهما الذي يهدف لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة كالصم والبكم للتواصل مع الأشخاص والمؤسسات الحكومية وتأمين متطلباتهم بأنفسهم.

ولمعرفة المزيد عن مشروعهما تواصلت مدونةُ وطن "eSyria" بتاريخ 13 تموز 2019، مع الطالبة "ساندي الصايغ" حيث قالت: «المشروع هو نتاج عمل جماعي أنجزته أنا وزميلتي "نورا ديبو" وبإشراف ومساعدة الدكتور "فائق عراج" الذي قدم لنا من علمه وتجاربه الشيء الكثير خلال العام الدراسي، وبالنسبة للمشروع انطلقنا من فكرة أنه في البلاد العربية وخصوصاً "سورية" لا يوجد برامج أو وسائل تدعم الصم والبكم في حال رغبوا بالذهاب إلى الدوائر الحكومية أو المؤسسات وتأمين متطلباتهم من دون مساعدة ذويهم، فمن خلال التطبيق يستطيع الصم والبكم التواصلَ مع الآخرين حيث يقوم التطبيق بتحويل الإشارات الخاصة بهم إلى نص مكتوب يمكن قراءته ومعالجته وتخزينه، وهذا النص يمكن أن يكون مسموعاً حيث يتم تخزينه أو إرساله، إضافة إلى أن إشارات الصم والبكم ليست بالضرورة أن تكون محفوظة من قبل جميع أشخاص الصم والبكم فهي إشارات محددة».

واجهتنا الكثير من الصعوبات في تعلم البرمجة، وخصوصاً أنّ هذه البرامج تحتاج إلى معرفة واسعة جداً وخبرة كبيرة في لغة البرمجة وكتابة الخوارزميات، ولكن بالاجتهاد والمثابرة والاطلاع على العديد من المصادر والمعلومات التي تلقيناها خلال دراستنا الجامعية التي تعدّ بمثابة مجموعة من المفاتيح لكثير من الأبواب؛ والبحث والتعلم الذاتي وتطوير مهاراتنا وخبرتنا، تمّ تجاوز كل هذه العقبات، وحقق مشروعنا علامة 94%، وشارك مشروعنا بمعرض المشاريع (MEE6) المقام بجامعة "تشرين" عام 2019، وقد كانت مشاركتنا وتجربتنا جميلة وغنية بالمعرفة، فقد أضافت الكثير لرصيدنا العلمي، وخصوصاً أننا اطلعنا على تجارب ومشاريع جديدة من كليات متنوعة

وعن آلية عمله تابعت "ساندي": «يعمل النظام أو التطبيق إما بمساعدة الحاسب الشخصي أو المحمول مع وجود كاميرا لالتقاط صور الإشارات وحركات اليد والأصابع ويمكن تطبيقه عبر الموبايل، حيث يلبس الأصم والأبكم قفازاً أسودَ أو ملوناً (ويفضل اللون الأسود كونه يمتصّ الضوء ولا يشعّ أيُّ ضوء من خلاله) وبالتالي يتم تمييز الحركة بشكل أفضل، حيث يضع الأصم والأبكم يده ضمن مجال رؤية الكاميرا الموصولة على الحاسوب أو اللابتوب ويقوم بالإشارة أو بالحركة لليد والأصابع حسب لغة الصم والبكم، ثم تظهر لدينا الحروف المقابلة للإشارة، ويتم تجميع الحروف لكلمات ومقاطع وجمل قابلة للقراءة والمعالجة فيما بعد، وقد استخدمنا تقنيات التصنيف (knn و svm) ثم استخدمنا المنصة (Qt) لبناء التطبيق والواجهة ومكتبة (opneCV) ، إضافة الى لغة (C++)».

د. فائق عراج

وفي حديث مع الطالبة "نورا ديبو" قالت: «واجهتنا الكثير من الصعوبات في تعلم البرمجة، وخصوصاً أنّ هذه البرامج تحتاج إلى معرفة واسعة جداً وخبرة كبيرة في لغة البرمجة وكتابة الخوارزميات، ولكن بالاجتهاد والمثابرة والاطلاع على العديد من المصادر والمعلومات التي تلقيناها خلال دراستنا الجامعية التي تعدّ بمثابة مجموعة من المفاتيح لكثير من الأبواب؛ والبحث والتعلم الذاتي وتطوير مهاراتنا وخبرتنا، تمّ تجاوز كل هذه العقبات، وحقق مشروعنا علامة 94%، وشارك مشروعنا بمعرض المشاريع (MEE6) المقام بجامعة "تشرين" عام 2019، وقد كانت مشاركتنا وتجربتنا جميلة وغنية بالمعرفة، فقد أضافت الكثير لرصيدنا العلمي، وخصوصاً أننا اطلعنا على تجارب ومشاريع جديدة من كليات متنوعة».

أما الدكتور "فائق عريج" أستاذ في كلية هندسة الاتصالات والالكترونيات‏ بجامعة "تشرين" والمشرف على المشروع، فتحدث عن المشروع والجهد المبذول من قبل الطالبتان، فقال: «من بداية العام الدراسي يكلف الطلاب بالبحث عن موضوعات وأبحاث جديدة تخدم المجتمع، ليتم مناقشتها واختيار الأفضل منها، وباعتباري المشرف العلمي للمشروع حاولت مساعدة الطالبتين "ساندي" و"نورا" على تحويل أفكارهما إلى مشروع منفّذ ضمن المدة المحددة كونه مشروع السنة الخامسة وبهدف المشاركة بمعرض المشاريع (MEE6) المقام بجامعة "تشرين"، وبالرغم من الصعوبات التي واجهتها الطالبتان "ساندي" ونورا" في تعلم لغة البرمجة وكتابة الخوارزميات المتعلقة بالمشروع إلا أنهما بفضل اجتهادهما وعملهما المتواصل استطاعتا أن تحققا النجاح والتميز وتجاوزتا العقبات خلال فترة الإعداد للمشروع خلال العام 2018-2019 وتمّ قبول المشروع في معرض "الهمك" للعلوم التطبيقية، وقد تمت المشاركة بنجاح ولاقى الموضوع اهتماماً واسعاً من قبل الجامعة والكلية والزائرين للمعرض، وخصوصاً أنّه يخدم الإنسانية والمجتمع، ويمكن تطبيقه على أرض الواقع عبر الحاسب وربطه بشبكة الإنترنيت ونقل النصوص ومشاركتها عبر الشبكة بعد تحويل النص إلى صوت وتخزينه في ملف صوتي ومعالجته، ما فتح آفاقاً كبيرة أمام الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة كالصم والبكم للتواصل مع الناس بكل سهولة».

الطالبتان أثناء التعريف بالمشروع في المعرض MEE6

يذكر أنّ "ساندي فريد الصائغ" مواليد "اللاذقية عام 1997، و" نورا فاطر ديبو" مواليد "اللاذقية" عام 1996، وأنّ كلتيهما طالبتان في السنة الخامسة كلية "الهمك" قسم هندسة الاتصالات والالكترونيات جامعة "تشرين".