بالإرادةِ والتصميم على التميّز والنجاح، قام كلٌّ من الطالبين "يزن سلهب" و"سعاد بصيص" من طلاب الهندسة الطبية بجامعة "تشرين" بإنجاز نموذجٍ لحاضنةٍ متنقّلة إسعافية لاستخدامها خارج المشافي.

مدوّنةُ وطن"eSyria" التقت "سعاد بصيص" (طالبة سنة رابعة هندسة طبية) في جامعة "تشرين" بتاريخ 1 أيلول 2019، لتحدثنا عن المشروع: «أنجزت المشروع أنا وزميلي "يزن سلهب" وبإشراف ومساعدة كلٍّ من الدكتور "أيمن الصابوني" والدكتورة "لميس قدسي" اللذين قدما لنا الكثير من خبرتهما وتجاربهما العلمية وأغنيا مشروعنا بعلمهما وملاحظاتهما البناءة، وبالنسبة للمشروع انطلقنا من فكرة أنّه يوجد مليون حالة وفاة سنوياً حول العالم للأطفال الخدّج وسبب هذه الوفيات يعود لحاجة الأطفال بعد الولادة لحواضن تؤمّن رطوبةً عاليةً ودرجةَ حرارةٍ 37 درجة مئوية، وفي البلدان النامية قد ينحصر وجود الحواضن ضمن المشافي ما يقلل فرص النجاة للأطفال في المناطق البعيدة أو في المناطق التي تعاني مشاكلَ أمنيةً لا تسمح بوصول الكادر الطبي بالوقت المناسب، من هنا ظهرت الحاجة لحواضن خفيفة الوزن وأقل حجماً لتكون حاضنة متنقّلة إسعافية وبديلاً مثالياً للحواضن العادية الموجودة بالمشافي وتعمل على حفظ أرواح الأطفال الذين يصعب وصولهم للمشافي».

من صغري أحب الأمور الهندسية والتقنية والبرمجية، بالإضافة إلى مواكبة التطورات والاختراعات العلمية وحبّ الاكتشاف لما هو جديد ومتميز، وهذا كان دافعي لاختيار اختصاصي، إضافة إلى رغبتي وشغفي لابتكار تصاميم طبية تخدم الإنسانية وتساعد المرضى وذوي الإعاقات، وخصوصاً أنّ أخي لديه مشاكل في السمع وعانى كثيراً لعدم وجود حلّ طبي لحالته، ما دفعني للدخول في مجال الأمور الطبية لتقديم حلول لحالات ومشاكل يعاني منها المجتمع

وعن الصعوبات التي واجهتهم تابعت: «واجهتنا العديد من الصعوبات بسبب انتشار نسبة من المواد المقلدة في أسواقنا ما دفعنا للتحقق الدائم من جودة هذه المواد، إضافة إلى احتكار بعض الأدوات والمعدات التي تخدمنا بالتصميم من قبل بعض التجار، والتكاليف المادية الباهظة فتصميم أيّ جهاز طبي يحتاج مواد بجودة عالية، وهذا ما جعلنا نقع في العديد من المشاكل المادية والتي استطعنا تجاوز بعضها بتصميمها ذاتياً، وقد شارك مشروعنا بمعرض MEE6، وحقق درجة عالية أثناء المناقشة العلمية بالجامعة كانت 96%».

نموذج الحاضنة المتنقلة

وفي حديث مع "يزن سلهب" (طالب سنة رابعة هندسة طبية) بجامعة "تشرين" قال: «من صغري أحب الأمور الهندسية والتقنية والبرمجية، بالإضافة إلى مواكبة التطورات والاختراعات العلمية وحبّ الاكتشاف لما هو جديد ومتميز، وهذا كان دافعي لاختيار اختصاصي، إضافة إلى رغبتي وشغفي لابتكار تصاميم طبية تخدم الإنسانية وتساعد المرضى وذوي الإعاقات، وخصوصاً أنّ أخي لديه مشاكل في السمع وعانى كثيراً لعدم وجود حلّ طبي لحالته، ما دفعني للدخول في مجال الأمور الطبية لتقديم حلول لحالات ومشاكل يعاني منها المجتمع».

وعن مشروع الحاضنة المتنقلة تابع: «قمنا بإنشاء نموذج لحاضنة متنقلة إسعافية قادرة على تأمين الحرارة والرطوبة للطفل الخدج، وإمكانية استخدامها خارج المشافي في الظروف المختلفة والقاسية، إضافة إلى أنّه تمّ تصميم هيكلها من "الفايبر جلاس" "fiberglass" الذي يحقق عازلية حرارية عالية تضمن الحفاظ على الجو المثالي للحفاظ على حياة الخديج، بالإضافة إلى أنّها معزولة كهربائياً تحقق الأمان والحماية للطفل من أيّ مصدر كهربائي خارجي أو داخل الحاضنة، كما أنّها مؤتمتة بشكل كامل وتمتلك نظام أزرار ومراقبة لحالة الطفل كقياس نبضات قلبه ودرجة حرارته وقياس الرطوبة والحرارة ضمن جو الحاضنة ويتمّ الإنذار في حالة تغيرت هذه القياسات خارج المجال الطبيعي، بالإضافة إلى أنّ الحاضنة تمتاز بسهولة التعامل معها من حيث سهولة تركيبها وفعالية أدائها بالنظر لتكلفتها المقبولة ما يسمح باستخدامها كحاضنة منزلية».

حاضنة الأطفال المتنقلة أثناء ربطها باللابتوب

وفي حديث مع المشرف العلمي الدكتورة "لميس قدسي" (رئيسة قسم الهندسة الطبية بكلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية) بجامعة "تشرين" قالت: «كانت رغبة "سعاد" و"يزن" تنفيذ مشروع تطبيقي يخدم المناطق البعيدة التي لا يتوفر فيها مستشفيات، ومن هنا أتت فكرة "حاضنة أطفال إسعافية"، فبدأنا بالبحث عن العناصر الإلكترونية اللازمة لتطبيق المشروع بعيداً عن الشكل الخارجي والغلاف للحاضنة، وتالياً تبنينا المشروع الإنساني والذي يخدم المجتمع على أمل أن يكون بدايةً لتوطين الصناعات الطبية، وكان تفاعل الطالبين متميزاً للعمل على تأمين الدارات الإلكترونية اللازمة، واعتمدوا على ما تلقوه بالجامعة من علم ومعرفة، وكان ذلك أساس عملهم الصحيح لتطبيق هذا المشروع بشكل متميز وحققوا بإصرارهم وحبهم لهذا العمل أكثر من النتيجة التي توقعتها، وبالرغم من الصعوبات التي تعرضوا لها من حيث تأمين مستلزمات المشروع وغلاء أسعارها وعدم توفرها، استطعنا تأمين البدائل المتوفرة التي حققت الغرض المرجو منها، كما لاقى مشروعهم ترحيباً كبيراً وإقبالاً في المعرض الذي يقام سنوياً بجامعة "تشرين"، وعند امتحان مشاريعهم نالوا العلامة التي استحقوها من قبل اللجنة الفاحصة 96% بجدارة».

الدكتور "أيمن الصابوني" المشرف العلمي للمشروع قال: «توجه قسم الهندسة الطبية بجامعة "تشرين" إلى دراسة وتصميم وتنفيذ بعض المشاريع التطبيقية ذات الطابع الخدمي البسيط، من بينها دراسة وتنفيذ نموذج أولي لحاضنة أطفال بعناية متنقلة بإشرافي المشترك مع الدكتورة "لميس قدسي" على "سعاد" ويزن" لما يتمتعان به من جدية بالعمل المشترك مع زملائهم، بالإضافة إلى تميزهما العلمي الذي يؤهلهما لإنجاز مشروع متميز كالحاضنة ويقدم خدمات للمجتمع، وقد استمر العمل بالمشروع حوالي عشرة أسابيع».

الجدير بالذكر أنّ الطالبة "سعاد بصيص" مواليد "اللاذقية" عام 1997، والطالب "يزن سلهب" مواليد" اللاذقية" عام 1998.