تميزت منذ أيام المدرسة بحقائبها التي كانت تثير إعجاب صديقاتها وطالبات المدرسة؛ خاصة أنها كانت من صنع يديها وتبدعها بإعادة تدوير قطع ملابس قديمة متوفرة لديها.

جذبها صوت ماكينة الخياطة في منزلها، حيث كانت تخيط عليها والدتها كثير من الأشياء الخاصة بأسرتها. وفي حديثها لمدوّنة وطن "eSyria" تروي "خولة خريمة" بدايات تعلمها لصناعة الحقائب المنزلية فتقول: «كنت أرى إتقان والدتي في تصميم ودرز الحقائب المنزلية البسيطة، وأعجبت بأعمالها وعبرت لها عن رغبتي بالتعلم على الماكينة، كسرت الكثير من إبر الخياطة أثناء تعلمي، ولكنها لم تكن تبدي استياءً ولم تمنعني وكانت تشجعني على إعادة المحاولة، بدأت بتصميم حقائبي المدرسية بعمر الـ14 سنة من قماش وألبسة قديمة، وحين أحملها إلى المدرسة كانت تراها صديقاتي وتعجبنَ بها. كنت أعتمد على علبة كالصندوق اعتادت والدتي أن تضع فيها الأزرار وإكسسوارات الملابس وغيرها، كانت تلك العلبة سحري الحقيقي وفضاءً لموهبتي».

شجعتها أن توسّع دائرة عملها وأحبّت الفكرة، وحين صممت أول حقيبة اشتريتها منها، وهكذا خرجت من دائرة التصميم لنفسها وأصبحت تصمم لكل من يطلب منها، وبدأت رحلة العمل وإعلان مشروعها

أنهت "خولة خريمة" دراسة تقنيات إلكترونية وكانت بعيدة عن مجال الأعمال، وبالمصادفة استطاعت جمع أفكارها وتوجيهها إلى الهدف والمشاركة بمعارض. وتضيف عن ذلك: «حين تخرجت منذ ستة أعوام عملت كمتطوعة مع فريق "صناع السلام"، وكان هناك الكثير من البرامج التي تستهدف الفئات الشابة، وأصبح عمري ثمانية وعشرين عاماً ولم أكن أعرف ما أريد، فتطوّعت بجمعية "رعاية المساجين"، وعن طريق المصادفة علمت بأن فريق "صناع السلام" يقيم معرضاً في "دمشق" وبعد أن عرّفتهم بموهبتي كانت المشاركة الأولى، حيث اتسمت أعمالي بالبساطة، بدأت برأس مال بسيط، فاستندت على موهبتي ولم أتدرّب في مجال التصميم، حيث كنت أرى الحقائب وأقلّد الطريقة فأدخل في تفاصيل كل حقيبة وأصبحت أنجزها بتقنية عالية».

خولة خريمة أثناء العمل

تتالت مشاركاتها في المعارض، وباتت حقائبها تحجز مكانها في الكثير من الأمكنة، وتجد من يتنافس على الفوز بها، وهو ما جعلها تتوسع بدائرة المشاركات، فخططت لآلية جديدة في العمل، فكانت الخطوة الأولى« في مجال التسويق الإلكتروني، وأصبحت أعرض أعمالي بطريقة تليق بجودتها على صفحتي على "الفيسبوك"، وبدأت البيع في المحافظات عبر الصفحة، إيماني بنفسي وإرادتي ويقيني بالنجاح يحفزونني دائماً للوصول للأعلى، أتابع الموضة العالمية والألوان والموديلات لأخرج بتصاميم مواكبة للموضة، وطوّرت عملي بشراء ماكينة صناعية، وأصبحت أعمل وفق آلية معينة، وخاصة أن هناك إقبالاً على تصاميمي، بتُّ أطوّر عملي وأحسّن إنتاجي وأطلقه بسعر ومواصفات أعلى، بداية كل شهر، وفي الأعياد ومواسم الموضة، ما أدى لزيادة رأسمالي واكتساب خبرةٍ في مجال التصميم».

المدرّسة "بتول إسماعيل" قالت عنها: «منذ أيام المدرسة كانت لديها ميزة تغيير ملامح أي قطعة من ثياب وحقائب، حيث تقوم بوضع إضافات تجعل من الشيء غريباً ومميزاً، هي حساسة وطموحة تعطي من أعماقها، كل قطعة تنجزها فيها شيء من روحها وإحساسها، تصنعها بإتقان مهما كلفتها من تعب وجهد، تمتلك فنّاً وخلقاً جميلاً مشتركين مع حبّها وإحساسها العالي والشغف والطموح».

حقائب نسائية

أما المدرّسة "هند غانم" التي كانت داعماً معنوياً لخولة وتجمعهما صداقة قديمة، فتقول: «شجعتها أن توسّع دائرة عملها وأحبّت الفكرة، وحين صممت أول حقيبة اشتريتها منها، وهكذا خرجت من دائرة التصميم لنفسها وأصبحت تصمم لكل من يطلب منها، وبدأت رحلة العمل وإعلان مشروعها».

يذكر أنّ مصممة الحقائب النسائية "خولة خريمة" من مواليد "اللاذقية" عام 1986، وتدرّس تقنيات الحاسوب وحاصلة على شهادة اختصاص تجميل من "المعهد العربي".

تمّ اللقاء بتاريخ 3 تشرين الثاني 2020.