تبدأ "مريم سقاطي" يومها ببيع منتجاتها عبر ما يسمى نافذة البيع المباشر من المنتج إلى المستهلك في مركز "القنينص"، فهي صاحبة مشروع صناعة المنظفات من الألف إلى الياء، لم تكمل دراستها بسبب زواجها المبكر والتزامها بأسرتها وتربية وتعليم أبنائها، ولكن الدخل المادي الضعيف وكثرة المتطلبات وصعوبة تأمينها، كل ذلك أجبرها على التفكير بعمل رديف لدخل زوجها، فقررت فعل شيء، وبدأت بتجربة ذاتية من خلال الإنترنت والبحث عن كيفية صناعة الصابون والمنظفات الأخرى، وعن طريق المصادفة عام 2012 أخبرها ابنها عن افتتاح دورة لتعليم صناعة الصابون والمنظفات في "الأمانة السورية للتنمية" في "اللاذقية".

حبّها للعمل ساعدها في الإنجاز من اليوم الأول، وتضيف: «اهتمامي بصناعة المنظفات وتصميمي على العمل جعلاني أتميز من الدرس الأول في الدورة، فقد أتقنت صناعة المنظفات في أول درس تدريبي وسخرت المعلومات التي تلقيتها في عملي، وفي نهاية الدورة حزت المرتبة الأولى بين المتدربات، وبعد تميزي وتفوقي في الدورة قدمت لي الأمانة الأدوات اللازمة للبدء بمشروعي، ومن هنا كانت نقطة الانطلاق والعمل، ولم يقتصر دعمهم على ذلك بل كانوا يشترون منتجاتي ويعملون على تسويقها، كما منحوني فرصة التدريب وأصبحت مدربة، فقد درّبت في الأمانة عامي 2015 و2017، ودرّبت في منظمة "الهلال الأحمر" مركز الرعاية الاجتماعية والدعم النفسي عام 2016، كما درّبت في جمعيات أهلية مختلفة، واستطعت خلق توازن بين عملي في إنتاج المنظفات بجودة تضاهي المنتجات الموجودة في الأسواق والتدريب على صناعتها».

درّبتني منذ أربعة أعوام، فهي خير المدربة والمعلمة في هذا المجال ومثال يُحتذى به في النجاح والاستمرار، تعطي بمحبة وليونة ولا تبخل بما تعلمته وراكمته من خبرات، وما زالت المرشدة الرئيسية لي في عملي، وأثناء التدريب وضعت أمامنا تجربتها في البحث والعمل والنجاح لتحفزنا على العمل وتحدي كل الصعوبات التي قد تعترضنا

وعن الجانبين الاقتصادي والاجتماعي لمشروعها تقول "سقاطي": «منذ ستة أعوام يشهد مشروعي تقدماً اقتصادياً استطعت من خلاله أن أزيد رأس المال والربح وتنويع المنتجات، وأصبحت أنتج المنظفات بأنواعها كافة معتمدة على ابني "عبد الله حناوي" في طريقة عرض المنتج وتصميمه، فقد وصل الكثير من منتجاتي إلى "كندا" ومحافظات "سورية"، أصبحت أفتخر بعملي، وزوجي وأبنائي يفخرون بي، وحققت مكانة اجتماعية في المجتمع فكنت ربة المنزل والمربية والمعلمة ثم صاحبة مشروع ومدربة على مستوى واسع، وعملي هذا رسالة لكل امرأة بأنها قادرة وعلى الرغم من حرماني من التعليم الذي كان تحدياً كبيراً بالنسبة لي بتعليم أبنائي».

مريم سقاطي في مركز البيع

"مريم ديب" إحدى المتدربات المنتجات تحدثت عنها قائلة: «درّبتني منذ أربعة أعوام، فهي خير المدربة والمعلمة في هذا المجال ومثال يُحتذى به في النجاح والاستمرار، تعطي بمحبة وليونة ولا تبخل بما تعلمته وراكمته من خبرات، وما زالت المرشدة الرئيسية لي في عملي، وأثناء التدريب وضعت أمامنا تجربتها في البحث والعمل والنجاح لتحفزنا على العمل وتحدي كل الصعوبات التي قد تعترضنا».

يُذكر أنّ "مريم سقاطي" من مواليد "اللاذقية" حي "العوينة" عام 1967، شاركت بمعارض في المعهد التطبيقي على "الكورنيش الجنوبي" وفي "حديقة العروبة" و"طرطوس" مع مركز "مار يعقوب"، والآن في سوق المرأة الريفية في حي "القنينيص".

بعض أعمال مريم

تمّ اللقاء بتاريخ 9 كانون الأول 2020.