تعد قرية "الرفيد" في محافظة "القنيطرة" قرية أثرية بامتياز، حيث تقع في أرض بركانية تنحدر شرقاً باتجاه وادي "الرقاد"، شرق تل الفرس بـ /3/ كم وجنوب وادي "العشة" عند مفترق طرق "فيق" و"درعا" و"القنيطرة"، والى الجنوب من بلدة "خان أرنبة" بـ /30/ كم.

وتقول السيدة "هناء قويدر" معاونة رئيس دائرة الآثار "بالقنيطرة" لموقع eQunaytra: «من المحتمل أن تكون هي قرية "الرافه" الوارد ذكرها في حوليات الفرعون المصري "تحوتمس" الثالث 1490 – 1436 قبل الميلاد، وهي منطقة أثرية احتوت على العديد من المعالم الأثرية الهامة مثل الكنيسة البيزنطية التي فرشت أرضها بالفسيفساء وذلك حسب ما ذكره "عبد القادر الريحاوي" في النشرة الإحصائية مكتشفات عامي 1959-1960م والدور والحظائر، إضافة للحجارة المنحوتة والتي نقش عليها الكتابات اليونانية والزخارف المتناثرة فوق أرض الكنيسة التي تعرضت للتخريب جراء الاحتلال الإسرائيلي، واحتوى متحف آثار "القنيطرة" على عدد من الحجارة التي تحتوي على نقش الصليب والتي كانت تستخدم في داخل الكنيسة، وخير شاهد على فن عمارة الحظائر من تلك الفترة التي تؤرخ للعصرين النبطي والغساني حظيرة يملكها مواطن من آل الضبع ومازالت تؤدي نفس وظيفتها السابقة».

عثر في قبورها على روائع الزجاج الجولاني والمؤرخ للقرن الثاني الميلادي ومحفوظة في متحف "دمشق" الوطني، ومن الآثار المنقولة والجميلة التي تم العثور عليها في موقع الكنيسة لوحة جدارية تمثل سلة فواكه مملوءة بالتين والرمان والمنجا يعلوها إطار يحتوي على زخرفة تشبه شكل الوردة على اليمين واليسار وفي وسطها الصليب المقدس وتؤرخ للعصر البيزنطي وهي محفوظة في متحف آثار "القنيطرة" (الصورة رقم /3/)، ومعاصر للزيتون المصنوعة من الحجر البازلتي، وإلى الغرب من قرية "الرفيد" وشرق تل الفرس وبالغرب من عين ماء المدورة تقع خربة "المدورة" الأثرية، والى الشمال الشرقي من القرية وعلى بعد حوالي /13/كم توجد خربة "الجاموس" على غدير الماء وهي إلى الجنوب الغربي من قرية "عين فريخة" على وادي "الرقاد"

وتابعت "قويدر" حديثها في نفس السياق بالقول: «عثر في قبورها على روائع الزجاج الجولاني والمؤرخ للقرن الثاني الميلادي ومحفوظة في متحف "دمشق" الوطني، ومن الآثار المنقولة والجميلة التي تم العثور عليها في موقع الكنيسة لوحة جدارية تمثل سلة فواكه مملوءة بالتين والرمان والمنجا يعلوها إطار يحتوي على زخرفة تشبه شكل الوردة على اليمين واليسار وفي وسطها الصليب المقدس وتؤرخ للعصر البيزنطي وهي محفوظة في متحف آثار "القنيطرة" (الصورة رقم /3/)، ومعاصر للزيتون المصنوعة من الحجر البازلتي، وإلى الغرب من قرية "الرفيد" وشرق تل الفرس وبالغرب من عين ماء المدورة تقع خربة "المدورة" الأثرية، والى الشمال الشرقي من القرية وعلى بعد حوالي /13/كم توجد خربة "الجاموس" على غدير الماء وهي إلى الجنوب الغربي من قرية "عين فريخة" على وادي "الرقاد"».

السيدة "هناء قويدر"

الأستاذ "تيسير خلف" الباحث بتاريخ "الجولان" يقول: «يرتفع موقع "الرفيد" عن سطح البحر نحو /690/ م، في منطقة منبسطة تميل عموماً باتجاه الجنوب، وفي جنوب الموقع كنيسة كبيرة بسيطة تضم قناطر كبيرة وقد شيدت هذه الكنيسة بجوار كنيسة أخرى أقدم منها وآلت إلى الخراب.

وفي الشمال الشرقي للموقع حي قديم تتكون نوافذ بعض بيوته من حجر واحد على شكل قوس وفي وسط هذا الحي مبنى كبير وبوابة كبيرة مقنطرة تؤدي إلى وسط المبنى حيث ساحة داخلية كبيرة وقاعة طولانية في الجهة اليمنى بقيت قناطرها رغم تداعي الألواح العرضانية للسقف، وفي هذا المبنى قناطر أخرى ونوافذ وخزائن جدارية، ويبدو أن المبنى كان طابقين وأشبه بما يعرف اليوم بـ"الفيلا" وتقع خلف هذا المبنى مبان أخرى تظهر فيها آثار الدرج الذي كان يؤدي إلى الطوابق العليا، حيث يغلب الطراز الحوراني على الأبنية وهو طراز معروف بقناطره وسقفه الحجري، وعثر في الموقع على أبنية تحت أرضية مسقوفة بألواح حجرية ووجدت أسكفات ونقوش على شكل الصحون، إضافة إلى نقوش صلبان وورود وكوى مربعة، ويبدو أن الموقع شيد في القرنين الثالث والرابع الميلاديين، وازدهر في القرنين الخامس والسادس الميلاديين».

ملاحظة: الصورة الرئيسية هي الكنيسة الأثرية في قرية "الرفيد".

القناطر الأثرية في قرية "الرفيد"