تحتل مدينة "فيق" في "الجولان" مركزاً تجارياً هاماً بين "سورية" و"فلسطين"، ويستدل من آثارها أنها عرفت العمران والازدهار في عصور مختلفة.

السيد "عبد الله مرعي" رئيس دائرة آثار "القنيطرة" قال لموقع eQunaytra: «تعود الآثار في مدينة "فيق" إلى عصور تسبق العصر الآرامي، ويقع "رجم فيق" إلى الشمال الشرقي من مدينة "فيق" على يسار الطريق المتجه إلى قرية "الرفيد"، وقد كان لها حضورها في العصر الهلنستي والروماني، حيث كانت من مدن الديكابوليس العشر التي تعتبر مراكز ثقافية وتجارية وإدارية وتكون هلنستية الطابع وذلك لما لموقعها من أهمية كبيرة على طريق التجارة التي تربط "مصر" مع "سورية"».

تعود الآثار في مدينة "فيق" إلى عصور تسبق العصر الآرامي، ويقع "رجم فيق" إلى الشمال الشرقي من مدينة "فيق" على يسار الطريق المتجه إلى قرية "الرفيد"، وقد كان لها حضورها في العصر الهلنستي والروماني، حيث كانت من مدن الديكابوليس العشر التي تعتبر مراكز ثقافية وتجارية وإدارية وتكون هلنستية الطابع وذلك لما لموقعها من أهمية كبيرة على طريق التجارة التي تربط "مصر" مع "سورية"

وعن أهم المكتشفات الأثرية في مدينة "فيق" أضاف: «عثر فيها على بقايا من حجارة البناء والأعمدة البازلتية والزخارف وتيجان الأعمدة من الطراز الأيوني الذي يتميز بالأعمدة الرفيعة التي يقوم الواحد منها على قاعدة ويعود تاريخها إلى العصر الروماني، ومعاصر زيتون وخزانات قديمة وبئر دائرية عمقها /7.60/ م حوافها من الحجارة المنحوتة وأشكال الزخارف والرموز كالشمعدانات والصلبان التي ينتمي استخدامها إلى العصر المسيحي الأول، بالإضافة إلى تحصينات قديمة متينة البنيان تمتد حتى الجرف الواقع قبل قرية "سوسية"، ووجود بقايا قناة محاطة بجدار كانت تزود قلعة الحصن بالماء المنبعث من وادي "السمك"».

السيد "عبد الله مرعي"

الأستاذ "جورج عيسى" الباحث في آثار "الجولان" تحدث عن آثار مدينة "فيق": «يوجد في مدينة "فيق" آثار يعود تاريخها إلى العصر الإسلامي من خلال وجود كتابة عربية مطموسة وجدت على حجر بازلتي مستخدم في بناء أحد الجدران وبعض الكتابات كتبت باليونانية وبعضها بالخط الكوفي، ووجود خرائب تدل على موقع بناء إسلامي كان محصناً بأسوار يعرف بقصر العلية الذي يعتقد بأنه كان مقراً للحاكم، إلى جانب مقبرة قديمة وضريحين أحدهما لولي معروف باسم الشيخ "فياض عبد الغني" والآخر في مكان يعرف بمنطقة "العمري"، وقد عثر في مدينة "فيق" على عدد كبير من الأواني والمصنوعات الزجاجية ما يدل على مدى ازدهار هذه الصناعة الغنية في "الجولان" ومن هذه الآثار الخرزات الزجاجية التي تستخدم لأغراض معينة إلى جانب الأساور والخواتم والوزنات والميداليات الزجاجية.

كما اكتشف في مدينة "فيق" تمثال برونزي صغير يمثل الربة "فينوس" عارية تحاول أن تستر جسمها بيسراها ويدها اليمنى على صدرها وهي تستند في وقفتها على رجلها اليسرى أما ركبتها اليمنى فتنثني قليلاً إلى الأمام، وتمثال آخر مماثل تبدو فيه "فينوس" وقد انحسر رداؤها عن القسم العلوي من جسمها فأخذت تستر بأصابع يدها جسمها، وإلى جانب مدينة "فيق" من الغرب بينها وبين بحيرة "طبرية" يقع "دير فيق" الذي كان آهلاً بالرهبان وكان المسافرون يحطون فيه قديماً».

وأضاف: «من مكتشفات آثار مدينة "فيق" المعروضة في قسم العهود اليونانية والرومانية والبيزنطية في المتحف الوطني "بدمشق":

تمثال برونزي لولد طوله /23/ سم رافعاً يديه وقد صنعت عيناه من الفضة.

قمقم من الزجاج الأزرق المعتم ارتفاعه /92/ سم تزينه خطوط متموجة من المينا الصفراء.

تمثال برونزي من العصر الروماني يمثل ربة الجمال فينوس.

ومن المعروضات الموجودة في جناح آثار حوران وجبل العرب:

إبريق برونزي ارتفاعه /17/ سم له عنق قصير ينتهي بفوهة على شكل زهرة لها ثلاث وريقات ويزين عروته رأس ميدوزا.(1)

إناء صغير من البرونز على شكل دواة ارتفاعه /18/ سم يمثل حسناء إفريقية تجلس القرفصاء وتبدو شبه عارية.

والجدير بالذكر أن مدينة "فيق" تقع على مرتفع بركاني يطل على بحيرة "طبرية" غرباً، وتشرف على وادي "الياقوصة" جنوباً، وتبعد /40/ كم إلى جنوب مدينة "القنيطرة".

(1)- ميدوزا: إحدى الأخوات الثلاث اللواتي إذا حدقن بالإنسان حولنه إلى حجر، و"ميدوزا" أجملهن.