"الكتابة عنده حياة ولدت معه بالفطرة فعمل على صقلها وتنميتها ليعبر عن روحه وإحساسه إضافة إلى أنها أصبحت مورد رزق له ولعائلته. واليوم يكتب شعر الزجل وينسج من خياله وإلهامه الأغاني الشعبية المستوحاة من وحي الطبيعة الريفية الجميلة بجبالها ووديانها وخضرتها لتكون حاضرة في جميع المناسبات السعيدة في المحافظة.

مدونة وطن”esyria” التقت الشاعر الشعبي ابن محافظة "القنيطرة" "مروان عطالله" وكان اللقاء التالي:

إن شاالله ياعيد تكون عنوان الأمان والخير فيك يعم عا كل الدني ، والمغارة تكون بيت العنفوان ويسوع فيها يوزع العيش الهني، إن شاالله ياعيد تمر برقة وحنان وتصير مثلك كل أيام السني وتضل تغزل للبشر طول الزمان مشلح محبة للفقير وللغني

  • لكل شاعر بداية مختلفة، ماذا تحدثنا عن بداياتك؟
  • ** لا أظن أن بدايتي كانت مختلفة فقد بدأت كما الجميع من الوسط المحيط بي ومن الحفلات العائلية، فقد بدأت بكتابة كلمات للأغاني مستعينا بالألحان الفلكلورية التي تلقى رواجاً وإقبالاً وشعبياً.

  • هل حققت كلماتك انتشارا بأصوات أبناء المحافظة من الفنانين؟
  • ** ما تتميز بها كلماتي أنها وليدة ذاتية لمجموعة عديدة من الأصوات، ولهذا تميزت بالاستعراض المسرحي كونها تردد جماعية، فقد شملت ألحاني أعمالاً كورالية، وهذا ما جعلها تقدم بأصوات كورالية، أما مدى الانتشار فقد انتشرت من خلال الأمسيات والأنشطة الفنية التي قدمتها في المهرجانات والحفلات الموسيقية وإعطاء حكم قيمة يعود للمتلقي والمستمع لتلك الأعمال.

  • إلى أي مدى تستند كلماتك المغناة إلى فلكلور المنطقة؟
  • ** الإنسان ابن بيئته ومن المعلوم لدى جميع الفنانين والموسيقيين والملحنين أن الفنان يتأثر بمجتمعه وأغاني تراثه، وأنا من محافظة "القنيطرة" الغنية بتراثها وألحانها، واليوم لابدّ لي من التأثر بهذا التراث الفنية الغني والاستلهام من روح التراث الكلمات، ذلك لأن فلكلور المنطقة المتعدد يحمل بين طياته جمل لحنية تسمح للمبدع أن يبني عليه الألحان والجمل الفنية ويستنبط منها الألحان الجميلة.

  • ما هي ملامح التجديد التي تتميز بها أعمالك؟
  • ** لعلنا اليوم ونحن نعيش مغبة الحداثة التقنية في استخدام الآلات الموسيقية وتعدد المقامات والإيقاعات، والاتصال في الموسيقا الغربية وما تحمله من علم وتقانة في المفاهيم الموسيقية، جعلني أعمل على كسر القوالب الكلاسيكية، وتقديم أعمال تتضمن قوالب تحتوي روح العصر والعصرنة، مع أنني من مشجعي الاستماع والاهتمام في توثيق وتدوين القوالب القديمة لكي تبقى بالذاكرة وننهل من معينها الإبداع، ولكن لابد لنا اليوم أن نستمع إليها بأسلوب المدارس الحديثة كي تكون الأقرب إلى أذن المستمع والمتلقي بعد ضجيج العولمة وما تحمله من سرعة في التطوير التقني.

  • تعتمد في تقديم أعمالك كثيرا على المناسبة، فمن وحي المناسبة تستوحي الكلمات، كيف تستطيع الالتزام بهذه الخصوصية؟
  • ** لكل مناسبة عملها ولغتها وطريقة التعامل معها، فمثلا موسيقا الأعياد لها وقع خاص على أسماعنا ولعلها تضفي نوعا من الخشوع والسكينة في قلوبنا عند سماعها أو ترديدها والتي تعتبر بمثابة غذاء للروح وبالتالي هي تحتاج إلى مفردات خاصة. وفي الأعراس والمناسبات لا بد أن تكون كلمات أغاني الدلعونا والهوارة وأبو الزلف حاضرة.

    ومن كلمات الشاعر "مروان عطالله" للاحتفال بيعد ميلاد السيد المسيح: «إن شاالله ياعيد تكون عنوان الأمان والخير فيك يعم عا كل الدني ، والمغارة تكون بيت العنفوان ويسوع فيها يوزع العيش الهني، إن شاالله ياعيد تمر برقة وحنان وتصير مثلك كل أيام السني وتضل تغزل للبشر طول الزمان مشلح محبة للفقير وللغني».

    ويقول السيد "عبد الرزاق الفاعوري" من أبناء "الجولان" في تصريح سابق لمدونة وطن: «لا يخلو من الغناء يوم في حياة سكان الجولان وأغنى هذه الأوقات بالغناء غناء الحفلات والأعياد التي تغني للحياة بجميع صورها وأشكالها، كما تغني للأرض والإنسان ويتغنى الشاعر بمحبوبته ويتغزل بها بكلمات رائعة لتتفاعل المشاعر والعواطف والأحاسيس بالغناء الشعبي الجولاني، فمن الشعراء الشعبيين من شبه الحبيبة بالشمس والنجوم والكواكب ومنهم من شبه الفتاة بالمهرة التي تطاوع فارسها، كما أن النساء كانت تتغزل بمحبوبها عن طريق سرد بعض من أبيات الشعر لتثبت للحبيب أنها تحبه فمثلاً كانت الحبيبة تدعو حبيبها إلى الاقتراب واللحاق بها دون خوف وتغريه بخدها الذي تديره للتقبيل، وكنا خلال الأعراس الشعبية في الجولان نغني بعض الأغاني الغزلية الحماسية».

    من الجدير بالذكر أن الشاعر الشعبي "مروان عطالله" من مواليد محافظة "القنيطرة".