أدركت منذ وقت مبكّر معنى أن يكون الإنسان فاعلاً ومنتجاً، ومؤثراً في المجتمع، فوضعت هدفاً نبيلاً نصب عينيها، وسعت إلى تحقيقه عبر سنوات طويلة في مجال التربية والتعليم، مؤمنةً بأن بناء الوطن يعني بناء الإنسان.

مدونة وطن "eSyria" التقت "جهاد رجوب" بتاريخ 28 أيار 2017، وعن مسيرتها في التعليم، تقول: «بدأت رحلتي كمعلمة منذ عام 1979 حتى عام 2016، والإيمان برسالة التربية والتعليم، وبناء إنسان يليق بوطن الحضارة والإنسانية هو ما ركزت عليه في مسيرتي التربوية، أحببت العيون الجريئة، واليد الواثقة، والقلب الشجاع، والحيوية والإصغاء إلى كل طفل يتحدث إلي، احترمت حضور الطفولة، وأتقنت مفردات التخاطب بها، وكان التعليم وعداً حرصت على الوفاء به مهما كانت المعوقات، بحثت عن ذاتي في مناجم متعددة الثروات، وعنصر المفاجأة كان هاجساً لتطوير الأداء، لأنه كان يقتحم الخطة الدرسية، وإذا لم يمتلك المعلم أفقاً واسعاً، فلن يحصل على ثقة الطفل، وهو يبنيه كإنسان، ويمكنه من أدواته المعرفية في الوقت الذي يرى فيه ملامح المستقبل عبر الحاضر، وهذا يتطلب منه قدرات عالية من أجل غرس ثماره؛ فالطفل محور، والمعلم عصب، باعتباره عضواً في منظومة تربوية مبنية على العمل التشاركي، وللفنون التطبيقية دور مهم في تربية الإنسان معرفياً وثقافياً، وتنمية إدراكه البصري تماماً كاللغة السمعية، وعندما تجتمع اللغتان يكون الارتقاء حقيقياً؛ وهو ما يساعد على اكتشاف المواهب ورعايتها، ويجعل المدارس الفنية ضرورة تربوية؛ لأنها تزيد لدى الطفل الثقة بالنفس، وحسّ التعاون والمبادرة، إضافة إلى الوعي الجمالي، وتأثيره في السلوك الاجتماعي العام».

عرفتها لأعوام كمعلمة متميزة بعطائها وأسلوبها، وهي فنانة ومعلمة قديرة، تمتلك قدرات خلاقة في جذب الفرد وتعليمه بمشاعر دافئة، واندماج مع شخصيته لتعالج السلوك السلبي لدى بعض الطلبة، تتفرد بأداء تمزج فيه بين حبها للفن والألوان، والتعامل مع الطبيعة، واستطاعت نقله بإتقان لا يوصف، ودمجته بتعليمها للأطفال في كافة الصفوف، وكل طالب مرّ عليها أحبّ العلم، وكان له الشرف أن تكون معلّمته، ما أروع أن يدمج الحب والمتعة والذوق الفني بالعملية التعليمية! وهذا عمل لا يبدع فيه إلا من أحب التعليم، ومارسه بصدق، و"جهاد" تجعل الآخر يستمتع بعطائها، وريشتها التي كانت تتحول في المدرسة إلى قلم وطبشور، وفي البيت إلى لوحة فنية، وثقافتها في هذا المجال يجب أن تدرّس، وتعطى لكل معلمة جديدة في فن التعامل مع الأطفال، وتقريبهم من العلم المجرد كالرياضيات. وفي إحدى المرات شرحت لي كيف ربطت بين الفن وتعليم الرياضيات، بابتكار حديث وخلاق، ولا ننسى قدرتها على كشف الكثير من المواهب لدى الأطفال، ودخولها إلى نفسيتهم ومعالجتها، وتنمية الميول لديهم، لأنها عرفت أن تنمية الموهبة تؤدي إلى الإبداع والتفوق

وعن دوافعها للاهتمام بالفن التشكيلي، تقول: «عندما ندبت معلمة للفنون التطبيقية في مدرسة "هيثم الشمعة" للأنشطة التخصصية، لم يكن آنذاك منهاج أعتمده، باعتبارها مادة مختلفة عن مادة (الأشغال)، وكان علي أن أجتهد لأقدم للأطفال ما يتناسب ووظيفة المدرّسة، فاتبعت دورات تخصصية في مجال الرسم، وكان تحدّياً للولوج إلى عالم الفنون الجميلة فيما بعد، واكتشف موهبتي آنذاك الفنان الراحل "فاتح المدرّس"، عبر اشتقاق الألوان في إحدى الدورات التخصصية لتدريب المعلمين، وكنت أرسم كل ما يساعد على تحقيق عملي كمعلمة صف، إلى أن شجعني كل من الفنان التشكيلي "محمد صفوت"، وشقيقي الفنان "عهد الناصر رجوب" على الرسم، وحصلت على كل الدعم والمساعدة من أصدقائي؛ وخاصة الفنانة "نهى جبارة"، وغامرت بالتعلم الذاتي، وجربت الكثير إلى جانب متابعتي المستمرة للمعارض، وتحليت بروح المغامرة والصبر، وأيقنت كمعلمة ضرورة إعداد المعلم إعداداً شمولياً متكاملاً يمكنه من فن الأداء التربوي، وانتسبت إلى مرسم الفنان "فاتح المدرّس" مدة ثلاث سنوات، وله أدين بفضل كبير في ترسيخ شعور العفوية في الرسم لوناً وتكويناً. وللطبيعة حضور كبير في لوحاتي، رسمتها بالألوان الزيتية والإكريليك، وشاركت في معارض تشكيلية متعددة، منها: "تحية لشهداء قوى الأمن الداخلي" عدة مرات، و"تحية إلى تشرين"؛ وحصلت فيه على شهادة تقدير عام 2015، إلى جانب مشاركتي مرتين بزاوية تشكيلية في المعرض الدولي للكتاب في "بيروت"، وحصلت منها على شهادة تقدير، ومعرض فردي في المركز الثقافي بـ"معضمية الشام"، ومعرض "جراحات الوطن"، وغيرها في المراكز الثقافية في "دمشق"».

المربية "جهاد" مع طلابها

الموجهة التربوية والمحاضرة في كلية التربية "يسرا عباس"، تقول عنها: «عرفتها لأعوام كمعلمة متميزة بعطائها وأسلوبها، وهي فنانة ومعلمة قديرة، تمتلك قدرات خلاقة في جذب الفرد وتعليمه بمشاعر دافئة، واندماج مع شخصيته لتعالج السلوك السلبي لدى بعض الطلبة، تتفرد بأداء تمزج فيه بين حبها للفن والألوان، والتعامل مع الطبيعة، واستطاعت نقله بإتقان لا يوصف، ودمجته بتعليمها للأطفال في كافة الصفوف، وكل طالب مرّ عليها أحبّ العلم، وكان له الشرف أن تكون معلّمته، ما أروع أن يدمج الحب والمتعة والذوق الفني بالعملية التعليمية! وهذا عمل لا يبدع فيه إلا من أحب التعليم، ومارسه بصدق، و"جهاد" تجعل الآخر يستمتع بعطائها، وريشتها التي كانت تتحول في المدرسة إلى قلم وطبشور، وفي البيت إلى لوحة فنية، وثقافتها في هذا المجال يجب أن تدرّس، وتعطى لكل معلمة جديدة في فن التعامل مع الأطفال، وتقريبهم من العلم المجرد كالرياضيات. وفي إحدى المرات شرحت لي كيف ربطت بين الفن وتعليم الرياضيات، بابتكار حديث وخلاق، ولا ننسى قدرتها على كشف الكثير من المواهب لدى الأطفال، ودخولها إلى نفسيتهم ومعالجتها، وتنمية الميول لديهم، لأنها عرفت أن تنمية الموهبة تؤدي إلى الإبداع والتفوق».

الجدير بالذكر، أنّ المربية والفنانة "جهاد رجوب" من مواليد "فيق"، "القنيطرة"، عام 1956.

من لوحاتها
شهادة تقدير