كثرة أشجار "الميس" الحراجية والقريبة جداً من شجر السمّاق، أكسب قرية "المويسة" في "الجولان" المحتل اسمها، تظهر رُبا "الجولان" في تلال "المويسة" المتنوعة ذات الترب الغنية والتنوع البيئي والحراجي.

مدير دائرة الآثار والمتاحف في "القنيطرة" "فارس الصفدي"، في حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 أيلول 2017، قال عن موقع القرية: «تتبع القرية ناحية "مسعدة"، منطقة مركز محافظة "القنيطرة" في أرض بركانية وعرة غرب تلي "أبو الندى" و"العرام" على بعد 6كم إلى الغرب من مدينة "القنيطرة"، بيوتها مبنية من الحجارة والطين وأعواد القصب، تعرضت للتدمير إبان العدوان الإسرائيلي في حزيران عام 1967.

تتبع القرية ناحية "مسعدة"، منطقة مركز محافظة "القنيطرة" في أرض بركانية وعرة غرب تلي "أبو الندى" و"العرام" على بعد 6كم إلى الغرب من مدينة "القنيطرة"، بيوتها مبنية من الحجارة والطين وأعواد القصب، تعرضت للتدمير إبان العدوان الإسرائيلي في حزيران عام 1967. وقد تعرضت قبل ذلك للتدمير عام 1941 من قبل السلطات البريطانية، وسميت الحادثة حينئذٍ "حريق بيت السلّوم"

وقد تعرضت قبل ذلك للتدمير عام 1941 من قبل السلطات البريطانية، وسميت الحادثة حينئذٍ "حريق بيت السلّوم"».

جانب من بستان السلوم

وأضاف عن التسمية وأصلها، وحدودها: «الاسم المتعارف بين أهالي "الجولان" لهذه القرية هو "أم التلول السبعة"؛ لكونها تضم مجموعة من التلال الخصبة، أكبرها‏ تل "أبو الندى" الذي يُسمى أيضاً تل "أبو علي" نسبة إلى الخليفة الراشدي "علي بن أبي طالب"، وفيه مقام يُقال إنه لأحد الأولياء الصالحين. وكان من ضمن أراضي قرية "مويسة" حسب الطابو أو السند الذي ينصّ أراضيها عام 1870 كالتالي: من الجنوب الكتف الفاصل بين أراضي "بستان السلوم"، وبين أراضي قرية "الدلوة" المتصل مع "تل أبو الندى" إلى قرية "الشقيف البارك" حتى تل "أبو الندى"، و"الشقيف البارك" صخرة يعدّها أبناء "الجولان" طاهرة؛ لأن الإمام "علي بن أبي طالب" حين مرّ بـ"الجولان" استراح مع ناقته تحت هذه الصخرة. أما وصف تل "أبو الندى" حسب المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري، فهو تل بركاني شمال "الجولان" ناحية قرى منطقة محافظة "القنيطرة" 1204م، ويقع على مسافة 2.5كم جنوب "تل العرام"، ويشرف على مدينة "القنيطرة"، وهو أعلى تلال "الجولان"، ويتطاول من الشمال إلى الجنوب، وفي وسطه فوهة كبيرة تسمى "الجوبة" تنفتح باتجاه الشمال الغربي، ويرتفع عما يجاوره 246م، ويعود تشكله إلى الزمن الرابع، ويتألف من بازلت ورماد بركاني أسود‏».

وتابع: «ثاني هذ التلال "تل العرام" كما ورد بالمعجم الجغرافي للقطر العربي السوري، وهو تل طبيعي، ومن أكثر تلال "الجولان" ارتفاعاً 1171م، ويتألف من مخروط بركاني رباعي إلى الغرب من مدينة "القنيطرة" بـ3كم، وهو شمال تل "أبو الندى" البركاني، وفوهة "تل العرام" البركانية مشرومة ومفتوحة نحو الغرب، وقد وصلت صباته البازلتية مع صبات تل "أبو الندى" إلى مسافة 8كم غرباً، تنحدر سفوحه بشدة، وتتألف صخوره من البازلت والرماد البركاني والقنابل البركانية، ويرتفع عما يجاوره 227م، وسفوحه ذات تربة خصبة زُرعت بالكرمة، وقد سُّمي "تل العرام"؛ لأنه يشبه عرمة القمح. أّمّا التل الثالث، فهو "تل الشرد"، وقد سُّمي بهذا الاسم نسبة إلى فروع وأغصان شجرة سميت "الطيارة"؛ لأن أغصانها تشبه أجنحة الطائرة، كما يسميها أبناء قرية "مويسة" بالرومانية القديمة لقدمها، ويطل التل على عدة قرى، مثل: "باب الهوى، والحجف، والقريز، والفرن، وسكيك، والقلع، والسماقة، وواسط، والطريج، وجويزة"، ويقع التل في نهاية "الشعاف" من الناحية الغربية.

مكان القرية على الخريطة

رابعها "تل الكروم" الذي يقع وسط قرية "مويسة"، وكانت تُزرع فيه أنواع مختلفة من الفاكهة‏، ثم "تل تراب"، ويقع في المنطقة الغربية من القرية، ويطل على أراضي "قرحتا" و"المغير" و"الدلوة"، كما كان مزروعاً بالأشجار المثمرة على أنواعها، وسادس التلال "تل عراق البير" الذي سُّمي كذلك لكثرة عروق الماء أسفله، حيث ينبوع "بير الخشب"‏.

سابع وآخر التلال "تل العب" أو "تل المضاد"، الذي يقع في المنطقة الغربية لقرية "مويسة"، ويطل على "جوزية، والطريج، وواسط، والسماقة، والفرن، وسكيك، ورعبنة، والحجف، وقرز الطويل، وتل الأحمر" الفاصل بين "رعبنة" و"بقعاثا" و"مسعدة"، كما يطلّ التل على جبال "الجليل" وجنوب "لبنان"».

فارس الصفدي

عن مزروعات هذه القرية وتلالها، "محمد سليمان العلي" العامل في تنمية زراعة "القنيطرة"، يقول:‏ «تشتهر القرية بزراعة جميع أنواع الحبوب والكرمة والتفاحيات، وفيها أحراش تسمى "شعاف السلوم"، أيضاً مياه ينابيع عذبة، أهمها في "بستان السلوم"، الذي يضم 5 ينابيع، وهي: "بئر الكباس"، و"عين ابراهيم"، و"عين العسل"، و"عين البجة"، و"البئر الغربي"، وفضلاً عن "بستان السلوم" هناك أيضاً "بئر الخشب"، وبالنسبة لينابيع "بستان السلوم" الخمسة، فهي تروي عدداً من المناطق المحيطة، حيث كان يرتوي منها سكان قرية "الفرن" مثلاً‏، كما اشتهرت هذه القرية أيضاً بـ"المطوخ"؛ أي الأراضي المنبسطة، وفيها تتم زراعة الحبوب بعلاً وتربية الأبقار والأغنام، وتتصل بما يجاورها بطرق ترابية،‏ بينما تنتشر الأشجار الحراجية غرباً. تتميز منطقة "تل العرام" وقرية "مويسة" بوفرة مياهها وخصوبة تربتها ومناخها الخاص، كما يوجد فيها بركتا ماء بمساحة تتجاوز العشرة آلاف متر مربع، وتبقى المياه في البراكين حتى شهر حزيران، فتجف كلتاهما وتسميان "برك مويسة"، وتشرب منهما المواشي، وهما ليستا ينبوعين، وإنما نتيجة تجمع أمطار الشتاء وانحدار السيول إليهما؛ لتشكّل البراكين خزاناً طبيعياً للمياه».

وتابع: «من أهم المواقع الزراعية الغنية "بستان السلوم"، وقد‏ زُرع عام 1856، وكانت فيه شجرة معمرة، وهي شجرة توت شامي، وجميع الأشجار المثمرة من التفاح والإجاص والسفرجل والخوخ والرمان، والتوت بأنواعه الثلاثة: الأبيض، والشامي، ونوع ثالث بين اللونين الأبيض والأحمر، كما زُرعت فيه كرمة العنب من عدة أصناف، وكانت مساحة البستان تصل إلى 450 دونماً، كما زرعت فيه جميع أنواع الخضار».