تتبع قرية "الياقوصة" إلى ناحية مدينة "فيق"، وتمثل أحد الشواهد التاريخية التي مرت على المنطقة، وسجلت فيها أول الانتصارات في معركة "اليرموك" الشهيرة. يعتمد أهلها على الزراعة وتربية الماشية، وتشتهر بتربتها الخصبة ومياهها التي لا تنقطع.

يقول "معتصم طلال السعيد" ابن قرية "الياقوصة" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 كانون الأول 2017: «قرية "الياقوصة" أو "الواقوصة" تشرف على وادي نهر "اليرموك" وفيها كانت معركة "اليرموك"، إحدى أعظم المعارك العربية الإسلامية التي قادها الصحابي "خالد بن الوليد" ضد الروم البيزنطيين 150هـ ـ 636م لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام.

لا يتوفر لدينا أي معلومة صحيحة عن سبب التسمية، ولكن يقال جاء تسمية المنطقة من فعل وقصوا أي سقطوا إشارة لوقوع الجزء الأكبر من جيش الروم في وادي "خالد" خلال معركة "اليرموك"

ودلت التنقيبات الأثرية فيها على وجود أدوات حجرية، وفي رجم "الياقوصة" إلى الشمال الشرقي منها وجد العديد من الأحجار القديمة المنحوتة وتاج عمود بازلتي وفخار، وفي شرقها وجدت فخاريات وقبور منبوشة تعود آثارها إلى العصور الكنعانية والهلنستية والرومانية والبيزنطية والعربية والإسلامية، حيث بنيت القرية على أنقاض قرية قديمة، احتلها العدو الإسرائيلي في حزيران عام 1967».

"معتصم طلال السعيد"

وأضاف: «تقع القرية في جنوب "الجولان"، 3 كيلو مترات شرق ناحية "فيق"، وتتبع لها إدارياً فوق أرض بركانية تحدها من الشمال قرية "العال"، ومن الجنوب نهر "الأردن"، وقرية "دبوسيا" ومن الشرق وادي "الرقاد"، ومن الغرب مدينة "فيق".

ويتشكل عند أقدام القرية من الجهة الجنوبية وادٍ يسمى "الياقوصة"، الذي يتجه غرباً ليرفد وادي "مسعود" الذي يصب في وادي "اليرموك"، حيث يبدأ مسيله من غرب القرية على ارتفاع 3.5 متر حاملاً اسم وادي "الياقوصة"، وإلى الجنوب الشرقي من مدينة "فيق" بمسافة 4 كيلو مترات ليلتقي وادي "بربارة" السيلي، ليتجه جنوباً باسم وادي "مسعود" حتى مصبه في وادي "اليرموك". ومن عيون الوادي من الجهة الغربية: "بعستا، عين العرايس، عين عيدة، الجابية، عين البيضا". ومن الجهة الشرقية: "مكاثية، صفيجة، خاتون، البصاص، الخانوق، الحمرية، أم البطيخ، المجنونة، عش غراب، قلاع السكر، المقرقز، قلاع منجح، الحاوي". وفي القرية عيون ماء للشرب، منها: عين "الصحون"، وعين "مكاثية"».

آثار رجم "الياقوصة"

وعن سبب تسمية القرية أضاف "معتصم السعيد": «لا يتوفر لدينا أي معلومة صحيحة عن سبب التسمية، ولكن يقال جاء تسمية المنطقة من فعل وقصوا أي سقطوا إشارة لوقوع الجزء الأكبر من جيش الروم في وادي "خالد" خلال معركة "اليرموك"».

وعن أراضي وزراعات القرية يقول "علي عبد الحميد الحسين" من أهالي القرية: «إن الأراضي والمواقع الزراعية المحيطة بالقرية تسمى من جهة الغرب "النجاصة"، "العلاة"، ومن جهة الشرق تسمى "عتيرة"، "العرايس"، "كروم الشرقي"، "السيل"، ومن جهة الشمال هناك "المشنوق"، "العنكزية"، أما من جهة الجنوب، فيطلق عليها "المقاطع" على طريق "دبوسيا".

قرية "الياقوصة" على الخريطة

اعتمد الأهالي على الزراعة وتربية الماشية مصدراً رئيساً لمعيشتهم، وتمتاز أراضي القرية بخصوبة تربتها وسعة مساحاتها، إضافة إلى الوديان والغدران وينابيع المياه الدائمة والموسمية التي تجعل البيئة مناسبة جداً للزراعة وتربية الماشية في مراعي القرية، وكان السكان يزرعون القمح والشعير والحمّص والذرة البيضاء والعدس والجلبانة والسمسم وحبة البركة، وتزرع رياً البندورة والبامياء البطيخ الأحمر والأصفر والكوسا والملوخية والخيار والبصل، وفي مجال الأشجار المثمرة ثمة مساحات كبيرة من أشجار الصبار والزيتون واللوز والرمان والتين والكرمة.

وتتألف الثروة الحيوانية من الأبقار والأغنام والماعز والدواجن المنزلية، ولأهل القرية خبرة كبيرة بتربية النحل. وثمة نباتات برية غذائية وطبية وعطرية تنبت شتاء في معظم أراضي القرية، مثل: "الخبيزة، والشومر، والعكوب، والدريهمة، والبسباس، والعلقة، والفطر، والنفل، والنرجس البري، والدودخان، والأقحوان، والسنيرة، والزعتر البري، واللوف، والحميضة"».

وعن العائلات في القرية يقول "الحسين": «أبرز العائلات التي سكنت قرية "الياقوصة" عائلات "الحرافشة" أو ما يعرفون بآل حرفوش "السعيد، الصالح، الجبر، النايف، الزواملة، الصليبي، الرياحنة" وغيرها، ويرجع نسب هذه العائلات إلى الأمراء الحرافشة في "بعلبك"، والجدير بالذكر، أن مختار القرية الراحل "رجا حسن السعيد" وجيه من وجهاء "الجولان"».

وفي وصف معركة "اليرموك" الخالدة، قال الصحابي "القعقاع بن عمر التميمي":

ألَمْ تَرَنَا على اليرموك فُزنا... كــما فُزنـا بأيـــام العـراق

فتحنا قبلها بُصـرى وكانتْ... محرّمة الجناب لدَى البُعاق

وعذراءُ المدائـن قد فتحنـا... ومَرْجَ الصُّفَّرين على العِتَاقِ

فضضنا جمعَهم لمّا استحالوا... على الواقوصة بالبتر الرّقاقِ

قتلنا الروم حتـى ما تُساوي... على اليرموك ثفْروق الوِراقِ