لطالما اشتهر بكونه منطقة زراعية غنية بمياهها العذبة، ولا تقل بحيرته أهمية عنه؛ لكونها مصدراً اقتصادياً مهماً للثروة السمكية، ومحطة كبرى لاستراحة الطيور المهاجرة، حيث يمر سنوياً نحو 500 مليون طائر مهاجر عبر منتزه بحيرة "الحولة".

في ذاكرة أبنائه هو جنة الله على الأرض، ومنبع خيرات "الجولان" العربي السوري المحتل، حفر اسمه في ذاكرة الرحالة الذي مروا عليه، واستراحوا على ضفاف بحيرته "الحولة"، الذي استمد اسمه منها.

اكتسب سهل "الحولة" اسمه من بحيرة كانت تحتل قسماً من جنوبه، عرفها اليونان باسم "أولاتا"، وتسميها الوثائق التي اكتشفت في "رأس شمرا" بحيرة "سمخو"، وذكر "ياقوت الحموي" واصفاً منطقة "الحولة" بأنها: (كورة بين "بانياس"، وصور من أعمال "دمشق" ذات قرى كثيرة)

وبحسب حديث "محمد رمضان الخطيب"، من أبناء "الجولان" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29 كانون الثاني 2018، قال: «إن سهل "الحولة" يمثّل مصدراً مهماً لكثير من أنواع الخضار والفواكه التي توزع منه إلى قرى "الجولان" و"فلسطين" بسبب الغنى والاتساع الكبير للسهل، وبسبب ملاءمة الشروط المناخية في السهل، حيث إنه عرف أيضاً زراعة الأرز والقطن منذ العصور القديمة، إضافة إلى صناعة الحصر التي كانت ناشطة فيه، وذكر الرحالة "المقدسي" في عام 985 أن هناك من يقارن سهل "الحولة" بـ"العراق" الجنوبي من حيث زراعة الأرز.

"محمد رمضان الخطيب"

إضافة إلى ذلك، اشتهر مزارعو السهل بزراعة الحبوب والذرة الصفراء، والأعلاف، وتربية المواشي، كالأغنام والأبقار، وفي مياهه ثروة سمكية تحتل قائمة الموارد الاقتصادية للسكان في القرى الصغيرة على أطراف السهل، عند أقدام المرتفعات الهامشية، وفي القسم الشمالي من السهل، منها قرى: "الخالصة ـ تل حي ـ الزوق التحتاني ـ العباسية ـ الحمر ـ خيام الوليد"».

وأضاف: «اكتسب سهل "الحولة" اسمه من بحيرة كانت تحتل قسماً من جنوبه، عرفها اليونان باسم "أولاتا"، وتسميها الوثائق التي اكتشفت في "رأس شمرا" بحيرة "سمخو"، وذكر "ياقوت الحموي" واصفاً منطقة "الحولة" بأنها: (كورة بين "بانياس"، وصور من أعمال "دمشق" ذات قرى كثيرة)».

شمال "الجولان" مع إطلالة على سهل "الحولة"

وعن الواقع الجغرافي للسهل، يقول الباحث "عز الدين سطاس" في كتاب "المرجع في الجولان"*: «إن نشأة سهل "الحولة" وتطوره حادثة طبيعية فريدة من نوعها، وليس لها مثيل إلا في سهل "الغاب" في "سورية" على امتداد الوادي الانهدامي السوري – الإفريقي.

يقع سهل "الحولة" في الزاوية الشمالية الشرقية من "فلسطين" و"الجولان"، ويحتل مستطيلاً من الأرض محصوراً بين مرتفعات تحيط به من الشرق والغرب والشمال، فمن جهة الشرق تشرف منطقة "الجولان" على السهل، وتشرف سفوح نهايات جبل "عامل" وجنوبي "لبنان" عليه من جهة الغرب.

خريطة سهل "الحولة"

أما في الشمال، فتؤلف نهايات جبل "الشيخ" و"الجبل" الغربي وسفوحهما الجنوبية أطراف السهل الشمالية، وينفصل جنوبي السهل عن حوض "طبرية" وبحيرتها بنظرة قليلة الارتفاع مؤلفة من التقاء أقدام سفوح قرية "صفد" الغربية، ولسان اندفاعي بركاني قادم من هضبة "الجولان"، ويعد الخط الواصل بين موقع "جسر بنات يعقوب" في الشرق، وموقع "نجمة الصبح" في الغرب الحد الجنوبي لسهل "الحولة"، وإذا جعلت أراضي السهل جميع الأراضي المنبسطة الواقعة دون مستوى ارتفاع 120م فوق سطح البحر، فإن مساحته تصل إلى 180 كيلو متراً مربعاً تقريباً، ويقدر طوله من الشمال إلى الجنوب بنحو 24كم، في حين يبلغ متوسط عرضه 8كم».

ويتابع: «هو أقرب إلى شكل حفرة مغلقة لولا اختراق نهر "الأردن" الصادر عن بحيرة "الحولة" أطرافه الجنوبية، وجريانه إلى بحيرة "طبرية". وبسبب هذا الوضع الجغرافي – التضاريسي تنساب كميات كبيرة من المياه إلى هذه الحفرة، وتلتقي فيها على شكل أودية سيلية أو جداول وأنهار، إضافة إلى أنهار تغذي نهر "الأردن" وبحيرة "الحولة" قبل تجفيفها».

أما "حسن عيد إبراهيم" من أبناء بلدة "البطيحة" في الجولان، يقول: «كنا نذهب إلى سهل "الحولة" المتميز بطبيعته الخضراء الجميلة ومائه العذب؛ للتمتع بالطبيعة الرائعة والهواء الرطب، حيث كنا نجتمع لصيد السمك الذي يتوافر بكثرة في المنطقة. وفي فصل الشتاء نجمع الأعشاب الغذائية والطبية التي تنمو على أطرافه، مثل: "العكوب، الرشاد، الخرفيش، الخبيزة"، وغيرها. وفي فصل الصيف يتحول السهل إلى منتزه يقصده الكبار والصغار للتمتع بطبيعته المناخية الفريدة».

*كتاب "المرجع في الجولان" ـ مركز الشرق للدراسات /مجموعة من الباحثين/.