تجمع بين الجمال والطبيعة والحضارة؛ فموقعها الاستراتيجي بين طريق "الحمة" ونهر "اليرموك" المرتبط بطريق شمال "الجولان"، أكسبها مكانة مميزة بين القرى الأخرى؛ إنها قرية "خسفين" التي تقع في أرض منبسطة جنوباً باتجاه وادي "الرقاد"، وهي صلة الوصل بين شمال "الجولان" وجنوبه، وبين "فلسطين" وسهل "حوران".

يقول "هاجم حجير" ابن قرية "خسفين" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 تموز 2018: «تاريخياً عرفت "خسفين" كمسقط رأس القديس "مكسيموس"، وهو رئيس ديوان الملك "هيرقل" ومستشاره أثناء حكم الإمبراطورية الرومانية الشرقية للمشرق، وتحولت أثناء الحروب الصليبية إلى مقرّ للقوات العربية بعد هزيمتها في موقعة "بيت شان" نهاية القرن التاسع عشر. ويقال إن تسميتها بهذا الاسم نسبة للقديس "مكسيموس"، وكانت تعدّ من القرى الرئيسة في "الجولان" في أواسط القرن التاسع عشر.

تتبع قرية "خسفين" إلى مركز منطقة "فيق"، وتقع في الجنوب الشرقي لـ"الجولان" فوق أرض منبسطة تنحدر ببطء باتجاه الجنوب الغربي نحو وادي "الرقاد"، وشمال شرق "فيق" بـ14 كيلو متراً. يحدها من جهة الشمال "الجوخدار" وعيون "حديد"، ومن الجنوب "أبو خيط" و"ناب"، ومن الشرق "صيدا"، ومن الغرب "الصغيرة" و"قنيطرة الخراب"، وتبعد عن بحيرة "طبريا" إلى الشرق منها 16 كيلو متراً. بلغ عدد سكانها في عام 1967 نحو 1634 نسمة، وارتفع إلى 4220 نسمة عام 2002، اعتمدوا في معيشتهم زراعة القمح والشعير والذرة الصفراء والبيضاء والعدس والسمسم والحمّص والزيتون وتربية الأبقار والأغنام والدواجن المنزلية وحيوانات الحمل والركوب، وتنتشر فيها أشجار الكينا، ولا تخلو سهولها وأوديتها من شجيرات حراجية متناثرة كالزعرور والسدر، وكانت تزين أرض "خسفين" ربيعاً بنباتات طبية وعطرية وغذائية مختلفة، ونشطت في أسواق القرية حركة تجارية في تسويق الحبوب والماشية، كما كانوا يزرعون أنواعاً مختلفة من الخضار

وقد بينت زيارة "شوماخر" الاستكشافية في أواخر القرن التاسع عشر أن هناك بقايا بناء في الطرف الغربي من القرية بطول 48.5م من الشمال إلى الجنوب، وعرض 40.5م من الشرق إلى الغرب، وأنه يوجد مدخل بوابة عظيمة في الجنوب عرضه 3.5م، وفي الجهة الغربية من البناء باحة مستطيلة عرضها ستة أمتار يحيط بها جدار ثخانته 90سم، وجدار آخر خارجي تراوح ثخانته بين مترين و2.45م.

"هاجم حجير"

ويرى "شوماخر" أن البناء بمجموعه يدل على أنه كان حصناً أو خاناً محصناً استخدم لأغراض عسكرية، وأن طراز عمارته يعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر».

وأضاف: «تتبع قرية "خسفين" إلى مركز منطقة "فيق"، وتقع في الجنوب الشرقي لـ"الجولان" فوق أرض منبسطة تنحدر ببطء باتجاه الجنوب الغربي نحو وادي "الرقاد"، وشمال شرق "فيق" بـ14 كيلو متراً. يحدها من جهة الشمال "الجوخدار" وعيون "حديد"، ومن الجنوب "أبو خيط" و"ناب"، ومن الشرق "صيدا"، ومن الغرب "الصغيرة" و"قنيطرة الخراب"، وتبعد عن بحيرة "طبريا" إلى الشرق منها 16 كيلو متراً.

"شكري شتيوي"

بلغ عدد سكانها في عام 1967 نحو 1634 نسمة، وارتفع إلى 4220 نسمة عام 2002، اعتمدوا في معيشتهم زراعة القمح والشعير والذرة الصفراء والبيضاء والعدس والسمسم والحمّص والزيتون وتربية الأبقار والأغنام والدواجن المنزلية وحيوانات الحمل والركوب، وتنتشر فيها أشجار الكينا، ولا تخلو سهولها وأوديتها من شجيرات حراجية متناثرة كالزعرور والسدر، وكانت تزين أرض "خسفين" ربيعاً بنباتات طبية وعطرية وغذائية مختلفة، ونشطت في أسواق القرية حركة تجارية في تسويق الحبوب والماشية، كما كانوا يزرعون أنواعاً مختلفة من الخضار».

"شكري شتيوي" ابن قرية "خسفين"، يقول: «يمرّ من قرية "خسفين" الطريق الروماني المرصوف المتجه غرباً نحو "فلسطين"، إعمار القرية قديم كانت بيوتها من الحجارة والطين وسقوف الخشب، وهناك بعض البيوت الإسمنتية الحديثة. أما مصدر مياه الشرب، فمن مشروع "الجوخدار" الذي نفذ عام 1960.

"خسفين" على خريطة "الجولان" العربي السوري

تتساقط فيها الأمطار بغزارة في فصل الشتاء؛ لأنها تقع في فتحة "الجولان" التضريسية، تتفجر فيها الينابيع الطبيعية على مختلف جهاتها الأربع، منها عيون "الأشقر" من الشمال بالقرب من الطريق الرئيس (القنيطرة – خسفين –الحمة)، ومن الغرب من عيون "الأشقر" توجد عيون "الضباب"، وإلى الغرب عيون "المناخ"، ومن الشرق تتفجر عيون "الحفاير".

تمر بها عدة سيول عابرة قادمة من الجهة الشمالية، منها من جهة الشرق "سيل النجيل"، ثم "سيل المعَّكر" الذي يقع غربي قرية "صيدا"، ويصب هذان السيلان في وادي "طعيم"، ومن الجهة الغربية يمر منها سيل "المناخ" يتجه باتجاه جنوب "خسفين"، هذه السيول غزيرة الجريان وجارفة وفي أوج سيلانها وجريانها تمنع الانتقال من وإلى القرية، إضافة إلى مجموعة من التلال المحيطة بها؛ فمن الشمال تل "السقي"، ومن الشرق تل "الغيثار"، ومن الجنوب تل "أم الزيتون"، ومن الجنوب الغربي تل "ناب"».

وأضاف: «في القرية مدرسة كان يتوافد إليها الطلاب من مختلف القرى والتجمعات التي تحيط بالبلدة؛ لكون هذه المدرسة الوحيدة بالمنطقة، أما التلاميذ الذين يتخرجون فيها، فكانوا يتابعون تعليمهم الإعدادي والثانوي في ثانوية مدينة "فيق"؛ وهي الثانوية الوحيدة الموجودة في منطقة "الزوية"، هذه المدرسة "ابتدائية خسفين" خرّجت العديد من المعلمين الذين يحملون الشهادات الثانوية قبل الاحتلال الإسرائيلي، وكان أول معلم من بلدة "خسفين" هو المعلم "فريد عطية السماح"، كما يوجد فيها مسجد وكنيسة، ومخفر شرطة، ومستوصف، وسوق أسبوعي لبيع المواشي، ومطحنة حبوب تعمل بمحرك ديزل، وتتركز العلاقات الإدارية مع مدينة "فيق"، والتربوية والتجارية والاقتصادية مع مدينة "القنيطرة". وما يميز هذه القرية العادات والتقاليد واللحمة الاجتماعية بين أبنائها في الأعياد والأفراح التي تجمع أهالي القرية بمختلف أطيافهم على المحبة والآلفة فيما بينهم.

وترتبط مع طريق (الحمة - كفر حارب - فيق - العال - الجوخدار - القنيطرة)، وتتصل مع القرى المجاورة بطرق ترابية ممهدة، وتتبع لقرية "خسفين" مزرعة الصغيرة.

وكانت تسكنها عائلات "الذيابات، الفشتكي، الرواشدة، المطرود، البنات، الدغيم، صويلح، الخليل، المرادات، حجير، الحروب، الطعمة، العطيه، الأسعد، شتيوي، العقيل، السعد، المحل، سماره"».

الجدير بالذكر، أنه توجد آثار من هذه القرية موجودة ضمن معروضات قسم العهود اليونانية والرومانية والبيزنطية في المتحف الوطني بـ"دمشق".