نجحت السينما السورية بتوثيق حرب "تشرين التحريرية" عبر العديد من الأفلام السينمائية الوثائقية والتسجيلية والروائية، ركزت فيها على بطولات الجيش العربي السوري في ميدان المعركة وعلى إحياء روح البطولة والانتماء والتضحية من أجل الوطن والشعب، فصناع السينما قدموا كافة إمكانياتهم لرصد هذا الحدث التاريخي العظيم.

عن تلك الأفلام تحدث "عبد الكريم العمر" الباحث في تاريخ "الجولان" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 9 تشرين الأول 2018، قائلاً: «في حرب "تشرين التحريرية" أنتجت السينما السورية مجموعة من الأفلام التي تُعدّ من الأفلام العربية الجيدة، لتميزها بثلاث ظواهر أساسية، أولها: أنها ظهرت نتيجة المعايشة الحقيقية لجو الحرب، حيث جرى العمل تحت كافة التأثيرات الحربية المعهودة في أي حرب أخرى، وضمن الأجواء الحماسية والقتالية المفعمة والآتية من الجبهتين السورية والمصرية. وثانيها أن هذه الأفلام تميزت بالفعل العسكري البطولي والدور السياسي القوي الحاسم الذي أظهر وجه النظرة العربية الدبلوماسية بقوة في الأجواء العالمية، ونتيجة هذا الفعل العسكري السياسي؛ فقد أعطيت هذه الأفلام أهمية سينمائية نابعة من البطولة التي تجسدت بحرب "تشرين". أما الثالثة، فتميزت بدقة اختيار المواد الوثائقية من مصادرها المتنوعة. هذه الظواهر الثلاث أعطت أهمية كبيرة لأفلام هذه المرحلة».

في حرب "تشرين التحريرية" أنتجت السينما السورية مجموعة من الأفلام التي تُعدّ من الأفلام العربية الجيدة، لتميزها بثلاث ظواهر أساسية، أولها: أنها ظهرت نتيجة المعايشة الحقيقية لجو الحرب، حيث جرى العمل تحت كافة التأثيرات الحربية المعهودة في أي حرب أخرى، وضمن الأجواء الحماسية والقتالية المفعمة والآتية من الجبهتين السورية والمصرية. وثانيها أن هذه الأفلام تميزت بالفعل العسكري البطولي والدور السياسي القوي الحاسم الذي أظهر وجه النظرة العربية الدبلوماسية بقوة في الأجواء العالمية، ونتيجة هذا الفعل العسكري السياسي؛ فقد أعطيت هذه الأفلام أهمية سينمائية نابعة من البطولة التي تجسدت بحرب "تشرين". أما الثالثة، فتميزت بدقة اختيار المواد الوثائقية من مصادرها المتنوعة. هذه الظواهر الثلاث أعطت أهمية كبيرة لأفلام هذه المرحلة

وأضاف: «بلغ عدد الأفلام التي تم إنتاجها عن حرب "تشرين التحريرية" في "سورية" تسعة أفلام من إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، وفيلمين أنجزتهما الإدارة السياسية، وسبعة أفلام أنتجتها دائرة الإنتاج السينمائي في التلفزيون العربي السوري.

"عبد الكريم العمر"

ويعدّ فيلم "مهمة خاصة" للمخرج "هيثم حقي" من أنضج الأعمال السينمائية التي قدمتها دائرة الإنتاج السينمائي في التلفزيون السوري عن جوانب هذه الحرب، وفيه يتابع مخرجه ستة جنود من الذين اشتركوا في اقتحام مرصد "جبل الشيخ" المعادي، حيث أسندت إليهم مهمة خاصة للعمل خلف خطوط العدو، وأثناء المهمة يعود بنا المخرج إلى بيوتهم وقراهم لاستعراض حياتهم الشخصية وانتمائهم الاجتماعي ضمن إطار من التحليل السياسي الواعي والفهم الناضج لما يقدمه في فيلمه من دلالات وأبعاد سياسية وفكرية مهمة، ثم ينتقل بنا إلى التدريب الذي تلقوه والأعمال البطولية التي قاموا بها أثناء الحرب، وحرب الاستنزاف، وقد صور الفيلم "محي الدين سكحل"، وألّفه "زياد معدني" و"عناية طرابلسي"، ووضع موسيقاه "سهيل عرفة"، كما أنه تضمن مجموعة من الوثائق السينمائية النادرة التي صورها المصور السينمائي "سمير جبر" أثناء تحرير مرصد "جبل الشيخ".

كما أن فيلم "دروس في الحضارة" للمخرج "أمين البني" يعدّ عملاً تشرينياً مهماً، إذ يتناول طبيعة الكيان الصهيوني وأكاذيبه فاضحاً إياها باعتماد مجموعة من الوثائق الصوتية والسينمائية، التي تثبت زيف ووحشية المبادئ والشعارات اللاإنسانية التي يقوم عليها الكيان الصهيوني، وهو من هذه الناحية يقوم بعمل مهم يفضح فيه العدو بأسلوب علمي وتاريخي مقنع وعظيم الدلالات، ويؤدي دوره الأساسي كسلاح في خدمة القضية العربية».

بانوراما حرب تشرين التحريرية

"علي جورية" أمين تحرير صحيفة "الجولان"، قال: «أسهمت الحرب في ظهور سلسلة من الأفلام الحربية الدعائية، فقد ظهرت أفلام عن حرب عام 1948، وحرب عام 1956، وحرب عام 1967، وربما كان من أهم تأثيرات حرب "حزيران" بالسينما العربية بروز السينما التسجيلية العربية الناضجة، وذات الأهمية الفكرية والفنية الكبيرة، ثم ظهور سلسلة الأفلام السياسية المهمة التي عالجت آثار هذه الحرب على المجتمع بكافة أبعادها.

عديدة هي الأفلام التسجيلية والوثائقية التي تناولت انتصارات حرب "تشرين التحريرية"، التي عبرت عن صدق انتماء مبدعيها، وعكست حقائق من قلب المعركة، وقد اعتمدت تلك الأفلام في أغلبها إبراز أمرين مهمين: الأول البطولات التي سطرها الجيش العربي السوري، وإظهار كشف زيف وكذب مقولة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر. والثاني ركز على إظهار وحشية العدو وكمية الدمار الهائلة التي خلفها على الأرض وخاصة استهدافه للأماكن السكنية والمواطنين».

"علي جورية"

الجدير ذكره، أن أهم الأفلام التي ظهرت عن حرب "تشرين التحريرية" في "سورية" هي: "الصمود"، "وجاء تشرين"، وفيلم "القتلة" الذي نال جائزة اتحاد شبيبة الديمقراطية العالمية. وفيلم "أهداف استراتيجية" الذي نال الجائزة الفضية من مهرجان "لايبزيغ" للأفلام الوثائقية، وغيرها الكثير من الأفلام المميزة.