مع انتشار خدمة الهاتف الجوال على نطاق واسع في محافظة "الرقة"، شأنها شأن بقية محافظات القطر، وأهمية هذه الخدمة التي وفرت التواصل الفوري بين مختلف الشرائح، برزت على حيز الواقع محلات تخدم مفاصل هذه الخدمة، وترفدها من الناحية التقنية، بحيث قلّصت المشاكل التي تواجه المستخدمين، من حيث كونها خدمة جديدة، ما زال أغلبية الناس متواضعين بمعرفة تفاصيلها.

وكثرت المحال التي تعنى بهذا النوع من الخدمة، وتمايزت في تقديمها، فإلى جانب الربح الذي تقدمه لمن يمتهنها، اختلفت الخدمة المقدمة من محل لآخر، إذ لم يعد المستهلك مهتماً بكثرتها، بقدر اهتمامه بنوعية خدمتها، مدركاً بذلك أنَّ الهاتف الجوَّال أضحى ضرورةً بعد أن كان نوعاً من الرفاهية للبعض، بما يقدمه من خدمة سريعة للمستهلك للتواصل مع جهةٍ ما.

منذ افتتاح هذا المحل ونحن نتعامل معه بمجاله لقربه منا، ولاحظت أمراً أعجبني، فأصحاب المحل، إن حدث وكنت بعيداً واحتجت لإعادة شحن جوَّالك برصيد، بمجرد اتصالك بهم يقومون بتحويل المطلوب لك، وهو أمر ينمُّ عن سعة في التعامل، كما أننا كجيران لهم لمسنا طيب أخلاقهم، وأتمنى لهم التوفيق بعملهم

ففي شارع فرعي، يقع خلف شارع الثامن من آذار، يقع محل "على عيني" لبيع الأجهزة الخلوية، وملحقاتها، وهو أحد المحلات المنتشرة في هذه المنطقة من المدينة، بعد أن حققت شهرةً، وأصبح الناس يطلقون اسم شارع "الجوَّالات" على شارع بذاته، نظراً لكثافتها في ذلك الشارع، وهي بين هذا وذاك تشكل ظاهرةً في حركة البيع والشراء، جعلها أحياناً مشروعاً اقتصادياً يستطيع حتى أصحاب الدخل المحدود الدخول فيه.

الشاب ناصر النايف، العامل في المحل

موقع eRaqqa بتاريخ (10/7/2008)م، زار محل "على عيني"، خلال جولته على هذه المحلات، والتقينا الشاب الذي يعمل به، "ناصر النايف"، حيث حدثنا عن فكرة افتتاح هذا المحل فقال: «قمنا باستئجار هذا المحل بعقد يمتد لـ/5/سنوات، حيث قمنا بتجهيزه من ناحية الديكور، والبضاعة، وكانت ولادة الفكرة قد نتجت من خلال عملنا ببيع الأجهزة الخليوية المستعملة بشكل متفرق، وكذلك بيع بطاقات التعبئة، وصار لدينا هامش ربح معقول، كما أنَّ زيارتنا للشارع الذي تتواجد فيه أغلب هذه المحلات، زاد من إصرارنا على افتتاح هذا المحل، ونحن نقدم فيه خدمةً لأبناء الحي، على الرغم من انتشار المحلات التي تعمل بذات الغرض، إلا أننا حاولنا التميز من ناحية جودة بضاعتنا، وأسعارنا، ونأمل أن نستمر بهذه الوتيرة من العمل، بوجود هذا الإقبال الكبير على افتتاح مثل هذه المحلات».

وبداخل المحل التقينا الشاب "يوسف العبد"، الذي صدف وجوده لتعبئة رصيد في هاتفه الخليوي، فتحدث لنا قائلاً: «لم نعد نحار بالتساؤل من أين نزود أجهزتنا بالوحدات، فمع انتشارها في المدينة بشكل كبير صارت هذه الخدمة متاحة بيسر وسهولة للجميع، ولي معرفة شخصية تربطني بأصحاب محل "على عيني"، لذلك أفضل القدوم إليهم، وأكثر ما يشد انتباهي في هذا المحل، هو اهتمامه بكل جديد على مستوى عمله، وبالتالي عند كل دخول إلى هذا المحل، ينتابك إحساس الزيارة الأولى».

هواتف خليوية جديدة

أما السيد "مرهف العيد"، تاجر "الإكسسوارات"، القادم من مدينة "حلب"، فقد أبدى لنا إعجابه بطريقة إدارة هذا المحل، فقال: «ليس الديكور هو كل شيء، في حقل العمل ببيع الهواتف الخليوية، على الرغم من أهميته، وليست الأجهزة الحديثة هي العامل الوحيد أيضاً في تنشيط هذا الجانب، فهناك برأيي وحسبما رأيت خلال تعاملي مع أغلب محلات البلد، وجدت أنَّ طريقة التعامل مع الزبون ليست مسألةً تندرج تحت ما يسمى باللهجة العامية (تحصيل حاصل)، لكنها تحتاج إلى علم وفطنة ولباقة، ولمست هذا الشيء عند إدارة هذا المحل، ويتشارك بهذه الصفة محلات أخرى لا مجال لتعدادها، كما أنهم ملتزمون معنا فيما يخص توريد ثمن البضاعة التي يستجرونها، وهو عامل إيجابي آخر يضاف لرصيدهم».

ونختتم جولتنا في هذا المحل بلقاء السيد "محمد عمران"، أحد جيران هذا المحل، حيث تحدث لنا قائلاً: «منذ افتتاح هذا المحل ونحن نتعامل معه بمجاله لقربه منا، ولاحظت أمراً أعجبني، فأصحاب المحل، إن حدث وكنت بعيداً واحتجت لإعادة شحن جوَّالك برصيد، بمجرد اتصالك بهم يقومون بتحويل المطلوب لك، وهو أمر ينمُّ عن سعة في التعامل، كما أننا كجيران لهم لمسنا طيب أخلاقهم، وأتمنى لهم التوفيق بعملهم»

زاوية أخرى من المحل