«نجاح العملية التربوية يتطلب عملاً جماعياً منظماً، ولا بد من تكامل دور كل من المدرسة والأهل في صقل قدرات التلاميذ حتى تتحقق النتائج المرجوة من هذه العملية، وقد أثبتت مدرسة "هواري بومدين" صحة هذه المعادلة، لحصول تلاميذها على مراكز متقدمة في مسابقات رواد طلائع البعث، كما أطلق عليها لقب صديقة للطفولة على مستوى مدارس "الرقة".

هناك عدد كبير من الطلاب الذين درسوا فيها، ووصلوا مستقبلاً إلى مراحل متقدمة في تحصيلهم العلمي، ولعل من أبرز ما يميز هذه المدرسة عن غيرها، هو الانسجام التام بين كادرها التدريسي، وأولياء أمور التلاميذ، وقد أثبت تجربة الاجتماعات الدورية لأولياء الأمور، والتي يتم عقدها بين فترة وأخرى، نجاحاً كبيراً، في متابعة الأهالي لمدى تطور المستوى التعليمي لأبنائهم، وتحقيق التكامل بين الأهل والمدرسة في تربية الأجيال وتنشئتها».

سعت مدرسة "هواري" على استقطاب عدد من المعلمين المتميزين وضمهم إلى كادرها، وقد أثبتوا نجاحهم وتميزهم، حيث تضاعف عدد الرواد الطليعيين من أبناء المدرسة خلال عامين. كما تتميز هذه المدرسة بوجود مكتبة مدرسية حقيقية، بالإضافة إلى قاعة مخبرية، وعلى الرغم من قدم بنائها الذي يعود لعام /1979/، فهي تحافظ على نظافة جميع مرافقها، حيث تحولت هذه المدرسة إلى لوحة فنية متكاملة، تعكس مدى الاهتمام الذي يبذله الكادر التعليمي لخلق بيئة سليمة، ومحفزة للعلم

هذا ما ذكرته المعلمة "أمينة العبد" لموقع eRaqqa بتاريخ (5/11/2009)، خلال حديثها عن أسباب التفوق العلمي لتلاميذ مدرسة" هواري بومدين"، وحصولهم على مراتب متقدمة على مستوى القطر في مسابقات رواد الطلائع.

مدرسة هواري بو مدين

ولمعرفة المزيد عن الواقع التعليمي في هذه المدرسة، حدثنا مديرها السيد "محمود الغريب"، قائلاً : «شُيّدت مدرسة "هواري" في عام /1979/، واسمها منسوب إلى الرئيس الجزائري الراحل "هواري بومدين"، وهي تقع ضمن حي سكني من ذوي الدخل المحدود، وقد تم اختيارها كنموذج للمدارس الصديقة للطفولة، على مستوى المحافظة أولاً، ثم على مستوى القطر، وذلك لتميز طلابها وكادرها التعليمي.

اعتمدنا العمل الجماعي المنظم منهج عمل دائم لمدرستنا، حيث تتحول المدرسة إلى خلية نحل عندما يتم تكليفها بمهمة ما, فلا فرق بين مدير أو معلم أو مستخدم، وقد جاء اختيار مدرستنا صديقةً للطفولة، نتيجة لعملنا الجماعي المنظم، وقد زاد هذا اللقب من مسؤوليتنا في الحفاظ على المستوى الريادي، الذي وصلت إليه المدرسة، في كافة المجالات العلمية، والأنشطة الفنية، والرياضية، والطليعية، حيث كان نصيب مدرستنا أربعة رواد على مستوى القطر في عام /2007/، وستة عام /2008/، وعشرة في عام /2009/».

وأضاف "الغريب" قائلاً :«لقد أسهم تضافر الجهود، بين الكادر التعليمي في المدرسة، وأولياء الأمور، في تطوير مستوى تلاميذنا، كما أن التعاون المشترك بين المدرسة، ومجلس الحي في الحد من الأمية، أثبتت جدواها، حيث اتفقت إدارة المدرسة مع مجلس الحي على محاربة الأمية، وقد التزم الأهالي جميعاً بإرسال أبنائهم إلى المدرسة، مما أدى إلى إيقاف ظاهرة التسرب بشكل نهائي، والحد من انتشار الأمية في هذا الحي.

لعل النجاح الكبير الذي حققه طلاب المدرسة، يدل على الوعي الكبير الذي يتمتع به أهالي الطلبة، لأن المدرسة لا يمكن أن تقدم طالباً ناجحاً دون أن يترافق ذلك مع تعاون أهل الطالب، ومتابعتهم له في المنزل».

وعن دور الكادر التعليمي في صناعة التفوق والنجاح في مدرسة "هواري"، حدثنا الموجه التربوي "عامر حاج مصطفى" قائلاً: «سعت مدرسة "هواري" على استقطاب عدد من المعلمين المتميزين وضمهم إلى كادرها، وقد أثبتوا نجاحهم وتميزهم، حيث تضاعف عدد الرواد الطليعيين من أبناء المدرسة خلال عامين.

كما تتميز هذه المدرسة بوجود مكتبة مدرسية حقيقية، بالإضافة إلى قاعة مخبرية، وعلى الرغم من قدم بنائها الذي يعود لعام /1979/، فهي تحافظ على نظافة جميع مرافقها، حيث تحولت هذه المدرسة إلى لوحة فنية متكاملة، تعكس مدى الاهتمام الذي يبذله الكادر التعليمي لخلق بيئة سليمة، ومحفزة للعلم».

وأضاف "المصطفى" قائلاً: «يضم سجل الزيارات الخاص بمدرسة "هواري"، شهادات ذات قيمة كبيرة، ولأسماء بارزة كان لها باع طويل في العمل التربوي، وجميع هذه الشهادات تعتبر مدرسة "هواري" أنموذجاً جيداً يجب أن تقتدي به باقي المدارس، وتهنئ العاملين فيها على الإدارة المتميزة، وتفوق تلاميذها.

من أبرز الشخصيات التي خطت هذه الشهادات، "عبد السلام سلامة" معاون وزير التربية، و"بشار المصري" مدير التخطيط والإحصاء في وزارة التربية, و"أميرة كزبرة" مدير التربية الرياضية في وزارة التربية، والأديب "محمد قرانيا" عضو قيادة طلائع البعث، و"شويش البطحاوي" رئيس مكتبي التربية والطلائع الفرعي، وشهادات من معاوني مدير التربية في "الرقة"، وأسماء أخرى.

جميع هذه الشهادات تقدر وتثمّن الجهود الجبارة التي يبذلها الكادر الإداري والتعليمي في مدرسة "هواري"، وأن لقب صديقة الطفولة جاء ترجمة حقيقية للمتابعة الحثيثة للعاملين فيها».