قطعت محافظة "الرقة" شوطاً هاماً، في مجال رعاية مرضى السكري، وأعطتهم الأولوية الفائقة عندما افتتحت "الجمعية السورية لداء السكري"، ممثلة بفرعها في محافظة "الرقة" عام /2001/ نادي الأطفال السكريين الذي يعد التجربة الفريدة بالتعاون مع مديرية صحة "الرقة"، التي ترعى السكريين وتوليهم اهتماماً كبيراً.

موقع eRaqqa زار نادي أطفال مرض السكري في "الرقة" بتاريخ 15/10/2011 والتقى عدداً من أعضاء النادي وسلط الضوء على هذه التجربة الرائدة على مستوى القطر.

النادي بيتي الأول حيث أجد فرحي ومواهبي فيه، أحب التمثيل وشاركت مع مجموعة من رفاقي الأطفال في الدبكات والمسرحيات التي قدمناها في المعسكرات التي أقامها النادي سابقاً

ولمعرفة طبيعة النادي والهدف من تأسيسه تحدث الطبيب "عبد الكريم الحجوان"، رئيس مجلس إدارة فرع "الرقة" للجمعية السورية لداء السكري وأمراض التغذية قائلاً: «نادي أطفال السكري هو عبارة عن نادٍ تثقيفي تعليمي ترفيهي وتأهيلي يرتاده الأطفال السكريون التابعون لمحافظة "الرقة" مع ذويهم وذلك كل يوم سبت من كل أسبوع، حيث إن يوم السبت عطلة ولا يتعارض مع المدارس ويتناسب مع الجميع.

النادي السكري بالرقة

من هنا انطلقنا لنبدأ بالطفل السكري حيث نقوم، بإعداده لتحقيق عناصر الرعاية الكاملة، بما يساعده أن يعيش حياته من واقع معرفته التامة بمرضه والاعتماد على نفسه، في أمور حياته السكرية وما يحمله الداء السكري بالنسبة للطبيب من أبعاد في التحدي، ربما لا يطولها إلا القليلون لأن دور الطبيب ليس فقط في تشخيص المرض وتقرير العلاج ولكنه، يتعداه إلى بعد آخر وهو المشاركة الجماعية، في المتابعة والتهيئة النفسية للمريض، لأن أقسى ما يعاني منه المريض السكري، هو الشعور بوضع شاذ فإذا لم يجد الاهتمام ممن حوله، ربما يدفعه ذلك إلى عدم المبالاة بالمرض، أو عدم الالتزام بنصائح الطبيب ومن المعروف أن الداء السكري مرض مزمن، يعرض المصابين به لكثير من المضاعفات، والاختلاطات الحادة والمزمنة لذا فإن علاج مرضى السكري يتحقق على مستويات متعددة من الرعاية، تبدأ من الرعاية الذاتية، ثم العائلية والاجتماعية.

وأخيرا الرعاية الطبية المتخصصة، والهدف من ذلك كله هو إحكام السيطرة على المرض، ومنع حدوث اختلاطات أو التخفيف من أضرارها، ولتحقيق الرعاية الذاتية وهي محور رعاية مرضى السكري، يجب تأهيل المريض ليكيف حياته اليومية مع طبيعة المرض ومتطلباته، وعلاجه وتثقيف المريض وأسرته بالحقائق اللازمة المبسطة عن هذا المرض لذا نتمنى أن تكرس هذه التجربة الرقية الرائدة، في مجال محاربة الداء السكري على مستوى القطر ونأمل من المعنيين في المحافظات السورية، أن يعمموا هذه التجربة لتبادل الخبرات العلمية والطبية والتلاقي الدوري من خلال الندوات والمؤتمرات السنوية والمعسكرات القطرية».

جانب من حضور أنشطة النادي

وعن نشاطات النادي والمخيمات السكرية تحدث "الحجوان" قائلاً: «اعتادت الجمعية السورية لأمراض التغذية والسكري إقامة المخيمات المحلية والقطرية، وذلك بشكل عرف سنوي، فكل فرع من فروع الجمعية في أي منطقة من مناطق القطر، يقيم مخيماً سنوياً للأطفال السكريين، الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة والرابعة عشرة من كلا الجنسين.

وقد قام فرع "الرقة" للجمعية السورية لداء السكري منذ أشهر ممثلاً بنادي الأطفال السكريين، بتنفيذ هذا النشاط كل عام حيث يتم التحضير للمخيمات بالتعاون مع مديرية صحة "الرقة" ومنظمة طلائع البعث، وإحدى الشركات الدوائية الداعمة، لدواء الأنسولين فيتم التعاون على أربعة محاور، حيث تقدم منظمة طلائع البعث اللباس والمكان معسكر طلائع البعث وتقدم مديرية صحة "الرقة" الكادر الطبي والتمريضي، وحقائب الإسعاف الأولي والإطعام وتقوم الجمعية فرع "الرقة" بالتحضير قبل أكثر من شهر، لبدء المخيم بوضع البرنامج الغذائي، من إفطار ووجبة خفيفة ثم غداء وعصراً وجبة "سناك"، ثم العشاء في الفترة المسائية، كل ذلك ضمن دراسة طبية سكرية تحتسب الحريرات ونسبة السكريات، التي تقدم للمرضى المشاركين في المخيم.

الدكتور عبد الكريم الحجوان في إحدى النشاطات

أيضاً هناك برنامج خاص بمواعيد حقن الأنسولين الصباحية والمسائية، وأخذ التحاليل السكرية وتعليم الأطفال المرضى كيفية حقن الأنسولين بأنفسهم، وأيضا أخذ التحاليل الصباحية والمسائية ذاتياً، كل ذلك يقوم به الكادر الطبي والتمريضي.

كما أن هناك برامج تثقيفية حول الداء السكري، وطرق الوقاية والعلاج وطرق الحفاظ على معدل سكري ضمن الحدود الطبيعية، يقوم الأطفال السكريون بتنفيذ الرياضة الخفيفة التي تحافظ على مستويات السكر وتصرف الطاقة، وتنفيذ البرنامج الترفيهي من ممارسة هواياتهم وسماع الأغاني وتنفيذ الدبكات وإقامة المعارض، والقيام برحلة الى مدينة الملاهي، وإحدى المعالم الأثرية في المحافظة.

يختتم المخيم بتقديم الشهادات لجميع المشاركين، من أطفال سكريين وأطباء وكادر تمريضي ومشرفين، وقد لاحظنا نحن كجمعية خاصة بالسكريين، مدى انسجام الأطفال ضمن المخيم والحفاظ على معدل سكر طبيعي خلال فترة المعسكر، كل ذلك يدل على أن الطفل السكري، يحتاج باستمرار الى دعم الحالة النفسية والمعنوية ودعم ثقته بنفسه، ليبقى السكري متوازن دون اختلاطات أي هبوط أو ارتفاع، في معدل السكر هذا على مستوى المحافظة.

كذلك تقام مخيمات قطرية للأطفال السكريين، حيث ينتخب الأطفال الذين سيشاركون، ممن لديهم نسب سكري معتدلة، حيث يتم دمجهم في معسكر قطري لتتوسع آفاقهم المعرفية والإدراكية وثقافتهم العامة، وينكسر لديهم حاجز الخوف والرهبة من الطبيب».

كما رصد موقعنا آراء وانطباعات عدد من رواد نادي "أطفال السكري" بمختلف فئاتهم العمرية حول النادي، وأنشطته.

"رجا علو" طالب جامعي سنة ثانية لغة عربية كلية الآداب، جامعة "الفرات" في "الرقة" تحدث قائلاً: «أنا من رواد النادي منذ أكثر من أربع سنوات، ومنذ بدايات معرفتي بأني مصاب بداء السكري والنادي يقدم لي أشياء كثيرة كنت أجهلها عن طبيعة مرضي، من خلال المحاضرات والندوات التثقيفية التي تعنى بهذا الشأن لأن هذا المرض بالدرجة الأولى هو مرض شخصي ويمكن التحكم به من خلال اتباع الخطوات والإرشادات التي يقدمها لنا الأطباء في النادي».

"أحمد علي" طالب في المرحلة الثانوية قال: «منذ تأسيس النادي وأنا أواظب على الحضور الدائم لجميع النشاطات والمعسكرات ونحن أعضاء النادي ككل أسرة واحدة، من كادر طبي ومشرفين ومصابين بداء السكري، النادي يقدم لنا الثقافة الصحية المثالية والمعرفة الاجتماعية والاعتماد على النفس من خلال التلاقي الأسبوعي مع زملائي في النادي وذويهم».

"رهف عليص" مواليد 1993 قالت: «النادي بالنسبة لي حياتي الصحية المتكاملة، صحية اجتماعية ثقافية لا يمكن الاستغناء عنه، وقد قام النادي منذ أيام بلفته كريمة منه، بتكريمي بمناسبة نجاحي في الثانوية العامة مع مجموعة من زملائي في النادي البالغ عددهم سبعة من المرحلة الثانوية والتعليم الأساسي في بادرة لتشجيعنا والارتقاء بمستوانا العلمي لنكون فاعلين في وسطنا الاجتماعي».

الزوجان "محمود حميدي" و"سجا عبد الهادي" تحدثا: «نحن من رواد النادي من أكثر من خمس سنوات، كان له الفضل الأكبر وهو الذي جمعنا في بيت واحد وقدم لنا كل النصائح والإرشادات الطبية والصحية وبفضله اليوم نعيش حياة طبيعية كأي زوجين طبيعيين، بالنهاية مرض الداء السكري سهل وصعب في نفس الوقت، والمريض السكري الملتزم بنصائح الخبرة الطبية يعيش حياة طبيعة مثل غيره، وبالمثل المريض غير المبالي بصحته والنصائح التي تقدم له يعرض نفسه لمشاكل هو بغنى عنها».

الطفلة "أريج الهلال" تسع سنوات قالت: «النادي عالمي الطفولي الخاص ويقدم لي كل الأشياء الجميلة من خلال العناية بصحتي وتنمية مواهبي من خلال المشاركة قي المسابقات والمعسكرات، وهناك نشاط على مستوى القطر خلال الأيام القادمة وسأشارك فيه في مجال الرسم والتمثيل».

الطفلة "حلا الرجب" 12 عاماً: «شاركت في العرض المسرحي في اليوم العالمي لداء السكري وكان اسم المسرحية "هولاكو" السكري تأليف وإخراج "منير الحافظ"، وأنا من هواة المسرح وأطمح في المستقبل أن أكون ممثلة مسرحية».

"بتول السدلان" تسعة أعوام قالت: «النادي بيتي الأول حيث أجد فرحي ومواهبي فيه، أحب التمثيل وشاركت مع مجموعة من رفاقي الأطفال في الدبكات والمسرحيات التي قدمناها في المعسكرات التي أقامها النادي سابقاً».