كان أهل "الرقة" في بدايات القرن العشرين يحملون ميراث وعقلية القرية التي تعتبر التعليم آنذاك ترفاً لا قيمة له، وفي هذه المدينة ولد "حسين فهمي الفواز".

الباحث الأستاذ "حمصي فرحان الحمادة"، تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10/11/2008 عن هذه الشخصية الهامة فقال: «ولد "حسين فهمي الفواز" في مدينة "الرقة" في عام /1917/م، وهذه السنة أطلق عليها أهل "الرقة" بتقويمهم الشعبي "سنة الجوع"، حيث عانى الناس فيها كثيراً، حتى أصبحت في موروثنا الشعبي مثلاً، إذ يقال (أطول من سنة الجوع)، وأعقب تلك السنة من ولادة "الفواز"، "سنة الوجع"، التي قضت بدورها على المئات من أبناء منطقة "الرقة"، لكن الله كتب لـ "حسين" الحياة مهيئاً إياه لصورة مشرقة من صور أبناء "الرقة"، حيث كان والده الشيخ "فيضي الفواز" شيخ عشيرة "البياطرة"، ومن أوائل المتعلمين من أبناء "الرقة"، الذي حرص كل الحرص على تعليم أولاده، فقد درس "حسين فهمي" الابتدائية في مدرسة "الرشيد" التي أصبحت بعد ذلك مدرسة "بلقيس"، وكان موقعها شمال متحف "الرقة"، وقد هدمت ولم يتبق منها إلا الأطلال، أكمل "حسين" تعليمه الإعدادي والثانوي، في "التجهيز" الأولى بمدينة "حلب"، وهي ثانوية "المأمون" حالياً، ونال فيها الثانوية العامة الأولى والثانية عام /1939/م، ويعتبر بذلك أول شاب من أبناء "الرقة" يحصل على الثانوية العامة».

هو متزوج وله ولدان وبنتان، أما ولده الكبير فهو "مروان"، يحمل دكتوراه في الاقتصاد، من جامعة "لوفان" البلجيكية، ويرأس حالياً إدارة المؤسسة العامة للتجارة الخارجية في "سورية"، كما أنه المسؤول عن ملف العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، كما عمل مستشاراً اقتصادياً في رئاسة مجلس الوزراء، وهو يسير على خطا والده في النزاهة، ونظافة اليد، والحزم، أما ابنه الآخر فهو "خلدون"، وهو مهندس زراعي، يعمل حالياً في تجارة المواد الزراعية

وأكمل "الحمادة" حديثه عن "الفواز" بالقول: «مارس التعليم في مدرسة "الرشيد" الابتدائية، في "الرقة"، وكان ذلك بين عامي /1940 ـ 1941/م، ثم أكمل دراسته الجامعية في "دمشق"، وحصل على شهادة الحقوق من معهد "الحقوق العربي" عام /1944/م، ويعتبر بذلك أول جامعي من أبناء "الرقة"، وأول محامٍ أيضاً، ولعدم وجود عمل لمهنة المحاماة في مدينة "الرقة" آنذاك، عمل في مدينة "حلب" لفترة قصيرةٍ من عام /1944/م، ثم دخل إلى سلك القضاء في أواخر عام/1944/م، حيث عين قاضياً في مدينة "القامشلي"، وتنقل بعدها إلى عدة مراتب وأماكن نذكر منها "حلب"، "إدلب"، "الحسكة"، "دير الزور"، وهو بذلك أيضاً يعتبر أول قاضٍ من أبناء "الرقة"».

الباحث "حمصي فرحان الحمادة"

وعن توليه لمنصب المحافظ، قال "الحمادة": «في عام /1961/م، تمَّ اختياره محافظاً لمدينة "الحسكة"، وقام بعمله على أكمل وجه، وقد ترك عند أهل "الحسكة" ذكراً حسناً، وسيرةً طيبةً، وبذلك نقول أيضاً إنه أول محافظٍ من أبناء "الرقة"، وبعد أن ترك العمل الإداري كمحافظ، عاد مرة ثانية إلى السلك القضائي، حيث استمر في عمله حتى تقاعد رئيساً لمحكمة الاستئناف الأولى في مدينة "حلب" عام /1977/م، وكان خلال عمله في مدينة "حلب" بسلك القضاء، وكما شهد له من كان يعمل معه بالنزاهة، والاستقامة، وإحقاق الحقّ، إذ كان صاحب شخصيةٍ قويةٍ، مهيب الجانب، وعلى درجة عالية من العلم والذكاء، يحترمه كل زملائه وموظفيه، إلى درجة كان يناديه الجميع فيها دون استثناء بلقب "البيك"، علماً بأن الألقاب قد تركها الناس منذ زمن طويل، وبعد تقاعده عاد إلى ممارسة المحاماة بكل أريحية، دون أن يثقل كاهله همُّ المناصب التي شغلها، وظل كذلك حتى وفاته في عام/2003/م».

وعن حياته العائلية قال باحثنا: «هو متزوج وله ولدان وبنتان، أما ولده الكبير فهو "مروان"، يحمل دكتوراه في الاقتصاد، من جامعة "لوفان" البلجيكية، ويرأس حالياً إدارة المؤسسة العامة للتجارة الخارجية في "سورية"، كما أنه المسؤول عن ملف العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، كما عمل مستشاراً اقتصادياً في رئاسة مجلس الوزراء، وهو يسير على خطا والده في النزاهة، ونظافة اليد، والحزم، أما ابنه الآخر فهو "خلدون"، وهو مهندس زراعي، يعمل حالياً في تجارة المواد الزراعية».

الشيخ "فيضي الفواز" والد الأستاذ "حسين"

ويذكر أن والده الشيخ "فيضي الفواز"، من أوائل المتعلمين في محافظة "الرقة"، وقد ولد فيها عام /1889/م، وتنتسب عائلته إلى عشيرة "البياطرة"، التي تعود بجذورها إلى عشائر "العقيدات" الشهيرة، وأسرته من أوائل الأسر التي سكنت "الرقة"، وبنت فيها بيتاً قائماً، ومازال إلى حينه، بعد عملية الاستقرار الأسري، إثر بناء المخفر العثماني الثابت عام /1863/م، درس الشيخ "فيضي" في مدرسة "الرشدية" في "الرقة"، وبدت عليه علامات النجابة والذكاء، وتأكد ذلك بعد حصوله على معدل /111/ علامة من أصل /120/ علامة في تلك الفترة، وأُرسل إلى "الآستانة" (إسطنبول) ليكمل دراسته في مدرسة أبناء العشائر، وحصل فيها على شهادة تحصيل علوم إدارية عام /1907/م، عين بعدها مدير طابو (السجل العقاري) في "أورفه" (الرُّها)، ثم إلى "براجيك"، ومنها إلى مدينة "حلب" مديراً للطابو عام /1913/م.

  • تم تحرير المادة بتاريخ 14 /11/2008.