خزان للأوابد التاريخية، منذ عهد الآراميين وهي تشكل مقراً للسكن الذي تعاقبت عليه الحضارات، تشهد عليها التلال الأثرية، "الشيح" و"القيصوم" من العلامات الفارقة فيها، وكذلك الآبار الرومانية التي أعيدت إلى الحياة بعد ركود دام قرابة ألفي عام.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 31 آب 2014، المهندس الزراعي "محمد خضر"، الذي قال: «تشكل البادية أكثر من نصف مساحة محافظة "الرقة"؛ باستثناء الشريط الشمالي الضيق؛ ويشطرها نهر الفرات إلى نصفين، شمال النهر "بادية الجزيرة"؛ وجنوب النهر "بادية الشامية"، تنمو فيها كافة أنواع الشجيرات والحشائش والنباتات الشوكية التي تشكل قيمة طبية عالية، مثل نباتات: "القيصوم، العازر، الشيح الأبيض، والحنوة"، وغيرها من النباتات، وتنتشر فيها قطعان الإبل والأغنام؛ وتتميز بخصوبة تربتها، على عكس رمال الصحراء الحارقة التي لا وجود لأي شكل من أشكال الحياة فيها، وكانت بادية "الرقة" وحتى زمن قريب؛ عامرة تجري في وديانها المياه، وتخضر أراضيها وتوفر الكلأ والمرعى للقطعان المنتشرة في أرجائها؛ فهي مصدر رزق لأعداد كبيرة من أهالي المحافظة».

تضم بادية "الرقة" العشرات من المواقع الأثرية والتاريخية مثل: "الرصافة، قصر الحير الشرقي، ومعبد الشمس"، والعديد من الحصون، مثل: "نجم جعبر، نخيلة، صفين والجزلة"، إضافة إلى عشرات التلال الأثرية الأخرى، حيث كانت تعيش بعض القبائل الآرامية التي سيطرت على طرق التجارة في البادية السورية، والنقاط المنتشرة على مسار طريق الحرير بين بلاد الشام وبلاد الرافدين، التي تحتوي على آبار المياه والمراكز التجارية والخانات، وعدد من الثغور الآثرية

«تتمتع البادية بالعديد من المزايا الرائعة التي تؤهلها لتكون معلماً سياحياً، فقد تبدو بادية "الرقة" للعابر سهولاً فقيرة المناظر، رتيبة المشاهد، إلاّ أنها في حقيقتها شاسعة واسعة، شديدة الغنى والتنوع والحيوية، فهي تتزين بألوان متعددة؛ تختلف مع سطوع الشمس وحتى اختفائها، فهي من أغنى المناطق في "سورية" بالثروات الباطنية، كما تضم جبالاً شاهقة وتلالاً عالية وأودية متنوعة، منها الصخرية ومنها الترابية ومنها الرملية، بعض الأودية عميقة كأن جدرانها جبال شاهقة، وبعض الأودية عريضة كأنها مجاري أنهار قديمة، وبعضها سيلات ضيقة أو واسعة، تظل خضراء تحفل بالحياة معظم أيام السنة».

الإبل في بادية الرقة

ومن الناحية الأثرية، تحدث الآثاري "مقداد شعيب" من أبناء مدينة "الرقة" بالقول: «تضم بادية "الرقة" العشرات من المواقع الأثرية والتاريخية مثل: "الرصافة، قصر الحير الشرقي، ومعبد الشمس"، والعديد من الحصون، مثل: "نجم جعبر، نخيلة، صفين والجزلة"، إضافة إلى عشرات التلال الأثرية الأخرى، حيث كانت تعيش بعض القبائل الآرامية التي سيطرت على طرق التجارة في البادية السورية، والنقاط المنتشرة على مسار طريق الحرير بين بلاد الشام وبلاد الرافدين، التي تحتوي على آبار المياه والمراكز التجارية والخانات، وعدد من الثغور الآثرية».

بدوره قال المهندس "محمود الكراش": «تتوزع في بادية "الرقة" تسع محميات رعوية، بمساحة إجمالية قدرها 51560 هكتاراً، ومحمية بيئية مساحتها الإجمالية نحو 18 ألف هكتار، وهي محمية "طوال العبا" في بادية "الجزيرة"، ومحمية تثبيت كثبان رملية واحدة، هي محمية "أبو عاصي"، بمساحة 150 هكتاراً، أما عدد الآبار الكلية في بادية "الرقة" فهي 15 بئراً، بعضها مستثمر، والبعض خارج الخدمة، إضافة إلى وجود عدد من الأودية مثل: الدحل، والدحيل، والقاطر، والعلكة.‏

آثار الرصافة في بادية الرقة

أما عن أنواع الطيور المنتشرة في االبادية فيقول: «تتميز "بادية الرقة" بتنوعها الحيوي من الطيور، نذكر منها: "القطا، الكدري، عبيد القطا، الحبارى، الرخم، الصقر، الجوسيه، الوكري، الحجل، الحبرم، الحمام البري، الباشق، أبو جراد، النسر، الخضر، السنونو، الصعو، المطواق، الزرزور، حمام السواح، الزاغ، العقعق، والعقاب"».

وأشار الباحث "عواد الجاسم" إلى بعض العادات الاجتماعية للمنطقة بالقول: «ما يزال أهل البادية يقدمون "الثريد" في مناسباتهم، التي تعد إحدى الأكلات المشهورة، وهي المصنوعة من خبز التنور أو الصاج، حيث يتم تقطيع الخبز ووضعه في المناسف، يعلوه الرز المكلل باللحم، مسكوباً فوقه مرقة، وهناك "الهبيط"، وهو طعام من اللحم والمرق، يضاف إليه التمر والبصل، ويطبخ في قدور كبيرة، ويكون لحمه كثيراً ومطبوخاً بشكل جيد، ويمزج مرقه بـ"العصفر والسليقة"، وهي عبارة عن سلق القمح بقدور كبيرة ليصنع بعدها برغلاً، وعند عملية السلق يتجمع الصبية حول القدور ليتناولوا شيئاً من القمح المسلوق ليأكلوه قبل أن يخضع لعملية تجفيفه تحت أشعة الشمس، وهناك نوع آخر من "السليقة" تصنع من القمح والحمص المسلوق مع الكشك المجفف، وتوزع على الجيران بمناسبة ظهور أسنان الطفل».

الرقة من غوغل ارث