رفد المنتخب الوطني بعدد وافر من الأبطال في لعبة "المصارعة"، وأفنى حياته على بساط لعبته المحببة، وكان له اليد الطولى في كل ما حققته من تفوق وإنجازات، ليتوجها أخيراً بتحكيم أصعب النزالات في البطولات الأوروبية التي جرت مؤخراً في "هولندا" و"الدانمارك".

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 21 كانون الأول 2017، تواصلت مع الكابتن "حسام دعدوع" من مقر إقامته في "هولندا"، ليحدثنا عن مشواره الطويل في الرياضة بالقول: «البداية كانت في عام 1986، وبتشجيع من المربي "طلال الزيدي"، الذي كان يدرّس مادة الرياضة في ثانوية "ابن خلدون"، حيث تعلقت باللعبة على الرغم من غياب الكادر التدريبي لكونها حديثة العهد، ولم تكن منتشرة بعد في المحافظة، إضافة إلى عدم توفر أبسط مستلزمات اللعبة، ومع ذلك نجحت في أول مشاركة لي في بطولة الجمهورية بإحراز المركز الأول في وزن 48كغ، وقد ساهم هذا الفوز بدفعي إلى مواصلة التدريب والاستعداد الجيد لبطولات الجمهورية، حيث حافظت على تفوقي في وزني، وتدرجت بكافة الفئات حتى وصلت إلى مستوى فئة الرجال، وكانت المنافسة على إحراز بطولة وزني تزداد وتتسع، خاصة في ظل مشاركة أبطال نادي "الشرطة" المركزي الذي كان يمثل مركز ثقل بالنسبة لرياضة المصارعة السورية، ويضم عدداً كبيراً من أبطال اللعبة، لكن جهوزيتي المستمرة مكنتني من المحافظة على ألقابي السابقة، فتمت دعوتي إلى المنتخب الوطني للشباب والرجال، ومثلت "سورية" في البطولات الدولية التي جرت في "مصر" و"إيران" و"تركيا" في وزن 48كغ، و54كغ، وأحرزت عدة مراكز متقدمة في البطولات المذكورة».

من أكثر الناس وفاء ومحبة للعبة، فقد خدمها بكل ما يملك من إمكانيات، وضحى كثيراً بوقته وجهده من أجل أن تصبح اللعبة من الألعاب المتفوقة على مستوى القطر، وتقدم الأبطال المتميزين. ولم يقتصر تميزه على التدريب فقط، بل برز كحكم ناجح، وإداري قدير، وإعلامي نشيط في أكثر من موقع

ويتابع عن فترة اعتزال اللعب بالقول: «إن مشواري باللعب على البساط توقف عام 1996 بعد إعلان اعتزالي وعودتي إلى مسقط رأسي "الرقة"، لكن لم أبتعد عن أجواء اللعبة، بل استمريت بالعطاء في الجانب التدريبي الذي كنت قد باشرت فيه منذ أن كنت لاعباً، حيث قمت بتأسيس قاعدة واسعة للعبة من خلال افتتاح مراكز تدريبية، استقطبت من خلالها عدداً كبيراً من الأطفال من خلال جولاتي على المدارس وأحياء "الرقة"، حيث تمكّنت من تجهيزهم عبر التدريب المستمر، ونظراً لتوفر الخامات والمواهب الكثيرة استطعنا تحضير فريق متميز مثّلنا فيه محافظة "الرقة" في بطولات الجمهورية لفئات الأشبال والناشئين، ونجحنا بإحراز مراكز متقدمة على مدى عدة سنوات، وكان أبرز تلك الإنجازات حصول "الرقة" على بطولة القطر في عام 1998، متفوقين على عدة محافظات عريقة بلعبة المصارعة، وأعدّ ذلك من المفاجآت في تاريخ رياضة المصارعة السورية، ولم نكتفِ بالتفوق عند هذا الحد، بل قدمنا للمنتخب الوطني 10 لاعبين دفعة واحدة ما بين فئتي الناشئين والشباب، وبعضهم شارك في بطولات عربية، وسجل تفوقاً متميزاً، حيث أحرز البطل "أحمد شبلي" بطولة العرب لفئة الشباب، كذلك أحرز البطل "أحمد ناصيف" المركز الثاني في بطولة العرب، إضافة إلى ما حققه البطل "بشار أبو عراج" وحصوله على المركز الثالث في بطولة آسيا لفئة الناشئين».

أثناء تحكيمه في بطولة أوروبا الأخيرة

ويضيف عن مسيرته التدريبية، بالقول: «لكي أكمل مسيرتي السابقة، وخدمتي للعبة التي أحببتها، شاركت في عدد كبير من الدورات التدريبية لأطور معلوماتي، وسافرت إلى "لبنان"، و"الأردن"، و"تركيا"، و"قطر"، و"مصر"، وتم إيفادي إلى "ألمانيا" لمدة ستة أشهر في معهد "لايبزغ"، وقد وضعت كافة المعلومات التي حصلت عليها لبناء وتأسيس قاعدة واسعة. وخلال مدة قصيرة استطعنا أن نوسع انتشار اللعبة، ونحصد الألقاب والبطولات بفضل التجاوب والتعاون مع بعض الجهات المعنية، وأصبحت رياضة المصارعة من الألعاب المهمة جداً في المحافظة».

ويتابع: «إن تفوقنا في هذه اللعبة لم يقتصر على الجانب الذكوري، فبعد محاولات جريئة نجحنا في تكوين فريق أنثوي لأول مرة في "الرقة"، وفي حالة غير مسبوقة مارست المرأة إحدى الرياضات المصنفة بالعنف، ولم تكتفِ صبايا "الرقة" بالمشاركة، بل نجح بعضهن بإحراز مراكز متقدمة لعدة سنوات، وقدمنا أكثر من بطلة للمشاركة مع المنتخب الوطني، كما أصبح لدينا حكمات متميزات على مستوى القطر، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير لرياضة المصارعة».

الكابتن أيمن المحمد

وعن الجانب التحكيمي في مسيرته، يقول: «تدرجت بكافة الدرجات، وكنت أشارك في التحكيم في كافة البطولات، ولكافة الفئات، وقد حصلت على الشارة الدولية في عام 1999 بعد أن تم فحصي في "الأردن"، ومنذ ذلك الحين وأنا أشارك في كافة البطولات العربية والآسيوية التي جرت في "الأردن"، و"السعودية"، و"لبنان"، و"قطر"، و"العراق"، و"مصر"، و"تركيا"، "وبيلاروسيا"، و"بلجيكا"، و"ألمانيا"، و"أوزباكستان"، و"هولندا"، و"العراق"، و"الدانمارك"».

وعن مغادرته إلى بلاد الاغتراب، يقول: «كان ذلك في عام 2015، وكانت وجهتي إلى "هولندا"، وخلال وجودي هناك تواصلت مع الاتحاد الهولندي للمصارعة، ولقيت منه ترحيباً حاراً، حيث تم إدراجي ضمن الحكام العاملين هناك، وتم تكليفي بتحكيم العديد من البطولات، ولمختلف الفئات، وأصبحت حالياً ضمن لجنة الحكام الرئيسة في "هولندا"، كما تمت دعوتي للتحكيم في بطولة "أوروبا" التي جرت في "الدانمارك" بمشاركة 24 دولة، قدت فيها أصعب المباريات، ونلت التقدير والثناء من اللجنة المشرفة على البطولة».

بدوره تحدث "أيمن المحمد" عضو فرع الاتحاد الرياضي في "الرقة" عن مشوار زميله المدرب والحكم "حسام"، قائلاً: «من أكثر الناس وفاء ومحبة للعبة، فقد خدمها بكل ما يملك من إمكانيات، وضحى كثيراً بوقته وجهده من أجل أن تصبح اللعبة من الألعاب المتفوقة على مستوى القطر، وتقدم الأبطال المتميزين. ولم يقتصر تميزه على التدريب فقط، بل برز كحكم ناجح، وإداري قدير، وإعلامي نشيط في أكثر من موقع».

أما المدرب "قصي عبد الغني" الذي رافقه في ميدان التدريب، فيقول عنه: «يمتلك معلومات قيمة في التدريب، اكتسبها من خلال عمله الطويل في ميدان اللعبة، وقد استفدنا كثيراً من خلال حرصه على تقديم كل ما هو جديد، كما أنه نجح بتأمين كافة مستلزمات اللعبة من أجهزة وألبسة ساهمت كثيراً في تطويرها، وإحراز العديد من الانتصارات والإنجازات في كافة الفئات».

يذكر أن البطل والمدرّب "حسام دعدوع" من مواليد "الرقة" عام 1970، ويقيم حالياً في مدينة "ليندن" الهولندية منذ عام 2015.