نشأ في أسرة تقدّر الفن وتشجعه، وسار على درب أشقائه الذين توزعت اهتماماتهم بمختلف صنوف الفنون، وانتهج لنفسه مسيرة حقق فيها الكثير من النجاحات التي برزت بوضوح، حيث بدأ يفرض موهبته في المغترب في كثير من النشاطات.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 14 نيسان 2018، تواصلت مع "علي مجحم الحسن" ليتحدث عن مسيرته الفنية، حيث يقول: «منذ أن كنت طالباً، كانت لي ميول فنية واضحة، وتعززت أثناء وجودي في اتحاد الطلبة، حيث كلفت بمكتب النشاطات لعدة سنوات؛ وهو ما أتاح لي فرصة إقامة العديد من النشاطات المتنوعة بمختلف أنواع الفنون. كما عملت وكيلاً لبعض الشركات الإعلانية في "الرقة"، ثم أسست شركة للإعلان الفني للمنطقة الشرقية، وكنت مخططاً ومنفذاً للكثير من النشاطات الثقافية والفنية والرياضية».

خلال زيارتي لبيت الثقافة في مدينة "كونغيلف" شاهدت صورة لامرأة ترتدي الزي التراثي السويدي، فتبادر إلى ذهني على الفور فكرة إقامة معرض للأزياء الشعبية والتراثية من "سورية" كي تكون فرصة للتعرف إلى جزء من الثقافة السورية

وعن نشاطاته في المغترب، يقول: «بعد خروجي من "الرقة" في بداية عام 2014، توجهت نحو "تركيا"، وأقمت فيها بعض الوقت، حيث عينت من قبل منظمة "اليونسكو" مديراً لإحدى المدارس في مدينة "أورفا"، وأقمت فيها بعض الأعمال الفنية، لكنني لم أستقر فيها لصعوبة الظروف، فتوجهت نحو "السويد"، وبعد أن أتقنت اللغة، واستقرت أموري بدأت سلسلة من النشاطات، كان أولها في عام 2017.

من أحد المعارض التي أقامها

وأقمت معرضاً فنياً في مدينة "غوتنبيرغ" بعنوان: "صور من الجنة"، وكانت مدة المعرض أسبوعين، ونظراً للإقبال الشديد، تم تمديد المعرض لمدة شهر كامل، حيث تضمن 36 عملاً فنياً فوتوغرافياً تحكي المعروضات عن تاريخ "سورية" العريق، وحضارتها المشهودة من خلال الأبنية القديمة التي يعود تاريخها إلى العديد من العصور والحقب الماضية، وكذلك الجوامع والكنائس التي تعدّ رمزاً للديانات المختلفة، إضافة إلى بعض اللوحات التي جسدت الأثار التاريخية. وأيضاً التراث السوري؛ من خلال المعالم السياحية المتميزة التي تعكس الواقع السياحي الجميل. وهذا المعرض يعدّ الأول من نوعه في مدينة غير عربية، وهي مدينة "كونكليف" التي غصت قاعة المعرض بزوارها من المواطنين السويدين والجالية العربية وأبناء "سورية"، والهدف منه كان محاولتي أن أعكس الواقع الحضاري والتراثي لهؤلاء الزائرين من أجل التعرف إلى ملامح بلدي وتراثها القديم».

وعن نشاطه في المسرح، يقول: «نفذت عملاً مسرحياً، و"سكيتشاً" غنائياً بعنوان: "حكاية من سورية" مع مجموعة من الأطفال السوريين المقيمين في "السويد"، وكانت مدة العمل 30 دقيقة، تضمن الحديث عن تاريخ وحضارة "سورية"، ثم رقصة "القهوة العربية"، تلاه مشهد الحرب، وكان الختام بالنشيد العربي السوري مع حمل عبارات تبرز أهم المميزات التي تشتهر بها دولة "السويد" حول تبني موضوع حقوق الإنسان والطفولة».

نشاطات تراثية فنية للأطفال

وعن معرضه الثاني الذي أقامه قبل أشهر، الذي حمل عنوان: "الطيف السوري"، يقول: «خلال زيارتي لبيت الثقافة في مدينة "كونغيلف" شاهدت صورة لامرأة ترتدي الزي التراثي السويدي، فتبادر إلى ذهني على الفور فكرة إقامة معرض للأزياء الشعبية والتراثية من "سورية" كي تكون فرصة للتعرف إلى جزء من الثقافة السورية».

وعن مجلس إدارة الجمعية الثقافية العربية التي يرأسها، يقول: «الهدف من تأسيسها لمّ شمل العائلات العربية في بيت كبير في بلاد الاغتراب، لممارسة عاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها، حيث نقوم بتعليم أطفالنا اللغة العربية، ونحافظ على هويتنا، ونقيم لهم النشاطات الثقافية والفنية كي نعزز انتماءهم إلى بلدهم الأم، ودعوة السويديين للتعرف إلى هذه العادات والتقاليد. ونحرص على أن تكون الجمعية ملتقى لكل الناطقين باللغة العربية من مختلف الجنسيات، حيث نطمح إلى تطوير أنشطتنا لكي تكون مساعداً للقادمين الجدد للاندماج في المجتمع السويدي، وهي فرصة بالمقابل للسويديين للتعرف إلى باقي الجنسيات عن قرب، وفي هذا الإطار قمنا بتكوين فريق كرة قدم لأعمار 14 سنة فما دون، وتم تكليف مدرب مختص بتدريبهم، لأن الرياضة بوجه عام، وكرة القدم بوجه خاص تمثل أكبر فرصة للاندماج بالمجتمع السويدي، وتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية بين اللاعبين، وفرصة للتنافس الجميل، والتحدي لإثبات الذات وتطوير الشخصية داخل الملعب وخارجه».

نشاطات رياضية

"شيخ نور الحمد" من "الصومال"، يقول عن أعمال الفنان "الحسن": «لم أزر "سورية" مطلقاً، لكنني تعرّفت إلى هذا البلد بأخلاق ممثليه، وهنا أقصد الشاب "علي الحسن" الذي يمتعنا دائماً بأفكار ونشاطات جاء بها إلى "السويد" محاكياً كل الأجناس والقوميات بأنشطة فنية تعكس صوراً جميلة عن أمجاد "سورية" حضارياً وفنياً وثقافياً. ونظراً لجهوده أطلقنا عليه لقب "سفير النوايا الحسنة لسورية"، التي تعيش ويلات الحرب في الوقت الحاضر. وقد تابعت المسرحية التي شارك فيها الأطفال السوريون، حيث أبكت كل الحضور الذين تابعوا المسرحية».

"خالد إبراهيم" من "فلسطين"، يقول: «في بلاد الاغتراب ننجذب لكل عمل قادم من "سورية"، ذلك البلد الذي نسمع عنه الكثير قبل أن تحل الحرب الشرسة عليه، التي لم تنل من عزيمة شعبه، بل زادته إصراراً وصموداً، ومايقوم به "علي الحسن" من نشاطات متنوعة هنا، حقيقة ترفع رؤوسنا عالياً، وقد تابعت معرضه الفني عن الأزياء الشعبية، وشعرت وعائلتي بأننا ضمن الأسواق والأزقة الشعبية في "سورية"».

يذكر أن الفنان "علي الحسن" من مواليد "الرقة" عام 1968.