تعددت وتنوعت اهتماماته الفنية ما بين التصوير الضوئي والرسم والكتابة القصصية والرياضة، إلا إنه كان ميالاً إلى الفن التشكيلي أكثر، فقد كان يحرص في رسوماته على بناء لوحاته، وكأنه البناء العقلاني، حيث يعيد للإنسان في اللوحة عمق واقعه المرئي والمألوف.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 13 حزيران 2018، تواصلت مع الفنان "محمد هاشم الألوسي" ليحدثنا عن مسيرته، حيث يقول: «درست كافة المراحل التعليمية في مدارس "الرقة"، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية انتسبت إلى مركز الفنون التشكيلية، وتخرجت فيه عام 1988، ثم التحقت بمعهد السكرتارية في "دمشق" عام 1995، لكن لم أكمل نتيجة بعض الظروف. وبعد حصولي على الثانوية العامة عملت مدرساً لمادتي النحت والخزف في معهد إعداد المدرسين، ثم تفرغت بعدها للعمل في مرسمي الخاص حتى نهاية عام 2006، حيث عينت موظفاً في مديرية الثقافة بـ"الرقة" بصفتي فناناً تشكيلياً».

منذ صغري لفتت رسوماتي المحيطين بي الذين لمسوا بذور الموهبة؛ وهو ما دفع والدي إلى الاهتمام بي، وشجعني على متابعة الرسم بحرية أكثر، حيث حولت أغلب جدران المنزل في الحديقة إلى رسومات ملونة، ووقتئذٍ لم أكن أميز بين ماهية الألوان وطبيعتها، كنت أرسم فقط من أجل الرسم، فقام إخوتي بتسجيلي في مركز الفنون التشكيلية عام 1982

أما عن بداية اهتماماته الفنية، فيقول: «منذ صغري لفتت رسوماتي المحيطين بي الذين لمسوا بذور الموهبة؛ وهو ما دفع والدي إلى الاهتمام بي، وشجعني على متابعة الرسم بحرية أكثر، حيث حولت أغلب جدران المنزل في الحديقة إلى رسومات ملونة، ووقتئذٍ لم أكن أميز بين ماهية الألوان وطبيعتها، كنت أرسم فقط من أجل الرسم، فقام إخوتي بتسجيلي في مركز الفنون التشكيلية عام 1982».

من أعمال الفنان

وعن أهم النشاطات والمعارض التي شارك بها، يقول: «بدأت نشاطاتي الفنية اعتباراً من عام 1987 ضمن المعارض التي كان يقيمها مركز الفنون التشكيلة، ثم توالت المعارض الجماعية، ومنها معرض ثنائي مع النحات "محمود غالب" في "الميادين" عام 1994، ومعرض فردي في التصوير الضوئي في "الثورة" عام 1992، ومعرض جماعي لفناني "الرقة" في "الحسكة"، ومعرض جماعي في النادي العربي الفلسطيني في "حلب" عام 2007، كما عملت مع خمسة فنانين على تأسيس تجمع فني باسم أصدقاء الفن، وأقمنا عدداً من المعارض منها في المركز الثقافي بـ"المزة" في "دمشق" عام 1995، والمركز الثقافي الروسي في "دمشق" عام 1996».

وعن النشاطات الأخرى والجوائز التي حصل عليها، يقول: «كنت صاحب فكرة تأسيس جمعية "ماري" للثقافة والفنون في "الرقة" عام 2005، وهي جمعية ثقافية أهلية، وقد أسستها مع مجموعة من الفنانين والأدباء، وأقمنا عدة نشاطات ثقافية ومعارض في "الرقة"، و"دير الزور"، و"حلب"، و"اللاذقية". كذلك أمتلك موهبة الكتابة، حيث كانت لي مساهمات وكتابات ضمن القصة القصيرة، ولدي مجموعة نثرية مطبوعة عام 2009 بعنوان: "شغاف الياسمين". وقد حصلت على جوائز متعددة، منها خلال مشاركتي في مسابقة "ربيعة الرقي" للقصة القصيرة

لوحة تمثل المدرسة السريالية

في "الرقة"، وحصلت على الجائزة الثالثة عام 2009، وشاركت عام 1995 في مسابقة لمشرفي الفنون في "سورية" في محافظة "حمص"، وكانت مشاركتي في التصوير الضوئي، وحصلت على الجائزة الأولى».

أما عن اهتماماته الأخرى، فيقول: «يستهويني العمل في مجال تنظيم وتجميل الساحات والتجمعات السكنية، وقد كانت لدي مخططات ورسومات لعدد من الساحات في مناطق مختلفة، وكانت لي تجربة لتزيين وتجميل إحداها، لكن ظروفاً خارجة عن إرادتي حالت دون تنفيذه، ولأنني أدرك أن للذائقة البصرية والجمالية دور كبير ومهم في تكوين وإبراز ماهية الفرد والمجتمع وتقديم صورة حضارية عن عمقه التاريخي، فأنا أعيش حالة انفصام دائم في الصورة بين ذاكرتي البصرية ومشاهداتي اليومية للواقع. وبعيداً عن الفن والأدب، فقد عملت في مجال الرياضة، حيث استهوتني لعبة كرة المضرب، وتعلمتها في سن متأخرة قليلاً، فاتجهت إلى التدريب، وحصل بعض اللاعبين الذين كنت أدرّبهم على مراكز متقدمة في بطولات الجمهورية أكثر من مرة، وكنت في الوقت نفسه رئيساً للجنة الفنية لكرة المضرب بـ"الرقة"».

الفنان "محمد الرفيع" عنه يقول: «"الألوسي" خير من جسد بأعماله، وتجربته الفنية شتى صنوف الإبداع ليؤكد حضوره على الساحة التشكيلية الرقية متكئاً على إحساسه المرهف الذي يضج بالإنسانية الطافحة وأسلوبه التعبيري الذي يلازمه، إن مفرداته الفنية لم تكن عالماً من الخيال، بل هي كائنات من صلب الواقع تتراقص على قماش اللوحة حتى تستقر بالبصر والبصيرة، فيها من موسيقا اللون ما يجعل القلوب تفر إلى عوالم تنبئ بصفاء نفس تعرف كيف تعبر عما يجيش بداخلها، وقدرة التمييز على التوفيق الشامل بين الأشكال والألوان حتى تكاد تلمح تلك الصورة الشعرية التي يتألق بها لتعكس خلفية يقوم بتلوينها، حيث تتناسب مع المشهد المرسوم داخل عمله الفني؛ وهو ما يخلق هذا التكامل لينفذ إلى عمق المتلقي، ويسانده في قوة التعبير المخزون الحسي البصري الذي يتمتع به حتى في أعماله الأدبية التي يرسم من خلال الحروف أعذب البيان فتصبح اللغة طوع شعوره، ليبدو ذلك العالم التشكيلي مرسوماً في ثنايا سطوره. تجاربه تستحق الوقوف عندها والإحاطة بها بكل المراحل التي مرت بها، وتكون شاهداً على فنان مبدع نذر نفسه للعطاء».

الصحفي "حسين يازجي" عنه يقول: «منذ نعومة أظافره كان شديد الشغف بالرسم، وقد استوحى رسوماته من المدينة الواقعة على ضفتي نهر "الفرات"، جاهداً في إحياء حضارة مملكتي "ماري" و"إيبلا"، وبرع في رسم الأحاسيس والمشاعر وبلورتها في قطع فنية تنتهج المدرسة التجريدية والسريالية وغيرهما، وتناولت أعماله القضايا الاجتماعية، إلا أن أتون الحرب أتت أُكلها على أعماله وأضاعت الكثير من الجهد في إرضاء شغفه، وحالت دون تحقيق أمنياته الأخرى، ولم يبقَ من أعمال "الألوسي" سوى ذاكرته الملأى بالصور، ومرسم خالي الوفاض وصفر اليدين».

يذكر أن الفنان "محمد هاشم الألوسي" من مواليد "الرقة"، عام 1972.