على الرغم من تنوّع اهتماماته، إلا أنه نجح في البروز والتألق في مجالات عدة، حيث فرض وجوده في التحصيل العلمي، وأثبت موهبته في الجانب الأدبي والمسرحي، كما برع في الرياضة كأحد أمهر لاعبي كرة القدم في "الرقة".

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 23 تشرين الثاني 2018، تواصلت مع الدكتور "حمدي موصللي" ليروي لنا سيرة حياته، حيث يقول: «درست المرحلة الابتدائية عام 1963 في مدارس "الرشيد" و"المأمون" و"معاوية"، ثم أكملت المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدرسة "الرشيد"، وكان ذلك في عام 1976، ثم تابعت المرحلة الجامعية في كلية الزراعة في "دير الزور"، وتخرّجت عام 1982.

لقد كان الدكتور "حمدي موصللي" أخاً وصديقاً للجميع، وكان نجماً متميزاً في كثير من المجالات، وكنا نطلق عليه لقب "أبو المواهب"؛ فهو يجمع ما بين الفن والكتابة والنقد والإخراج المسرحي، وكانت دائماً أعماله تفوز بالمراكز الأولى في المسابقات التي تجري على مستوى القطر، وكان متميزاً أثناء تقييم المسرحيات؛ نظراً إلى امتلاكه ثقافة واسعة وثقة بالنفس في مختلف المجالات

منذ الطفولة وأنا تلميذ متعدد المواهب، كثير الحركة والكلام والمشاغبة، لكنني كنت من المجتهدين المميزين في الرسم والرياضة والتعبير اللغوي، وأشارك بالتمثيل والغناء والدبكة الشعبية، وقد أسعفتني موهبة التقليد التي كنت أجيدها، فأقلد بعض المعلمين بأشكالهم وأفعالهم؛ مع أنني كنت أدفع الثمن غالياً من بعضهم.

د. حمدي موصللي من فيلم ذكريات كاتب ومدينة لعام 2010

وتابعت نشاطي بالمسرح من خلال تأليف العديد من المسرحيات، وأبرزها: "الجرذان، وأحداث الليلة الثالثة عشرة، والفرواتي مات مرتين، وآخر العمالقة، وحفل خاص على شرف الوالي، وانتحار غير معلن، وورود حمراء تليق بالجنرال والسفلة"، إضافة إلى 4 مسرحيات للأطفال. وفي مجال البحث قدمت دراسات عديدة، منها: إشكاليات التراث في المسرح العربي المعاصر، والطفولة في المسرح السوري المعاصر، والمرأة في المسرح العربي أنموذجاً، والمسرح الشعري في "سورية"، والمأساة في المسرح العربي. ونشرت في الصحف والمجلات السورية والعربية العديد من الدراسات النقدية المتعلقة بالمسرح، كما كتبت مقدمات لمؤلفات عدد من كتاب المسرح العربي، وشاركت في عدد من الكتب المتعلقة بذات الموضوع، وفي هذا الجانب تابعت دراستي الأكاديمية، وحصلت على شهادة النقد في المسرح من المعهد العالي "كشينوف" عام 1993، ثم حصلت على شهادة الدكتوراه في النقد المسرحي من أكاديمية العلوم الروسية في "سان بطرسبورغ" عام 1996».

وعن الأوسمة والجوائز التي نالها، أضاف: «كان أبرزها جائزة الإخراج المسرحي الأول لمهرجان الطلبة العربي عام 1980، وجائزة الأسبوع الأدبي لنص مسرحي عام 1993، وجائزة الإبداع العربي في "القاهرة" عام 1993، وأفضل نص مسرحي في مهرجان "الرقة" الدولي عام 2005، وأفضل مخرج في مهرجان "الرقة" العربي عام 2007، وجائزة اتحاد الكتاب العرب التشجيعية لعام 2007، إضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى في مناسبات كثيرة. كما تمّ تكريمي من أكثر من جهة رسمية عربية وسورية، ومنها وزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع الهيئة العامة للكتاب، وأسرة الكاتب المصري "محمد تيمور"، ووزارة الإعلام السورية عام 1993».

مع صديقيه الشاعر منير خلف والفنان المسرحي إسماعيل خلف

وعن علاقته بالرياضة وكرة القدم تحديداً، قال: «الكرة كانت بالنسبة لي العالم الذي ألوذ به، كما الأم الرؤوم التي تجمع حولها أولادها، حيث كانت الحلم الذي لا يشبه الأحلام الأخرى، حيث لعبت في صفوف نادي "الشباب"، وتدرجت في كافة الفئات منذ عام 1969 بإشراف المهندس "أحمد الشماس"، ثم تابعت مشواري باللعبة، حيث تولى تدريبنا المدرّب الراحل "أسعد أسود" الذي استفدنا منه كثيراً، وتطور مستواي الفني تطوراً لافتاً، حيث أطلق علي ألقاباً كثيرة، مثل: الساحر، والفنان، والثعلب. وخلال مشاركاتي مع منتخبات المحافظة الأهلية والمدرسية تم ترشيحي للمنتخبات الوطنية لأكثر من مرة، وكنت الوحيد من "الرقة"، وعلى الرغم من أحقيتي بتمثيل المنتخب، كان يتم استبعادي لأسباب كثيرة، ومع ذلك تابعت اللعب مع النادي لسنوات طويلة، وحققنا نتائج جيدة بوجه عام، وبعد اعتزالي كلفت بتدريب بعض فرق النادي لسنوات طويلة، وساهمت بتدريب عدد كبير من اللاعبين، كما عملت عضواً في إدارة النادي، ورئيساً لمجلس الإدارة في عام 1990. ويمكن القول من خلال حياتي الرياضية، إن أجمل ما كسبته هو ذاك الجمهور العريض الذي تابعنا يومها، وأحبنا حباً له خصوصية الانتماء والولاء للنادي، وكان يسافر معنا لتشجيعنا، حيث كان لنا الرصيد الذي كنا نعول عليه، وخاصة حين نفوز أو نخسر لعبة لم نكن نتوقع أن نخسرها».

الفنان "سفيان الصالح"، عنه يقول: «لقد كان الدكتور "حمدي موصللي" أخاً وصديقاً للجميع، وكان نجماً متميزاً في كثير من المجالات، وكنا نطلق عليه لقب "أبو المواهب"؛ فهو يجمع ما بين الفن والكتابة والنقد والإخراج المسرحي، وكانت دائماً أعماله تفوز بالمراكز الأولى في المسابقات التي تجري على مستوى القطر، وكان متميزاً أثناء تقييم المسرحيات؛ نظراً إلى امتلاكه ثقافة واسعة وثقة بالنفس في مختلف المجالات».

"فرح بيرجكلي" ممن عاصروه عندما كان يمارس كرة القدم، عنه يقول: «لعبنا مدة طويلة خلال السبعينات من القرن الماضي، وكان من اللاعبين المتميزين الذين يمتلكون الإمكانيات الفنية التي ساعدته على البروز والتألق، حيث اشتهر بإجادة التسديدات الثابتة وتسجيل الأهداف بصورة جميلة، كما كان يتميز ببراعته بالمراوغة والإبداع في التمرير والاستحواذ على الكرة وتنفيذ بعض الحركات التي كانت تحظى بإعجاب الجماهير التي كانت تتابع المباريات، إضافة إلى كل ذلك، كان يمتلك الأخلاق العالية ويتمتع بعلاقات جيدة مع زملائه طوال ممارسته للعبة».

يذكر، أن الدكتور "حمدي موصللي" من مواليد "الرقة"، عام 1957.