تفوّق في بداية مشواره الرياضي بأكثر من لعبة، لكنه اختار رياضة الدرّاجات الأصعب التي حقق فيها إنجازات تخطت النطاق المحلي إلى العربي، بالإضافة إلى تميزه في العمل القانوني التجاري في أكثر من شركة عربية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 شباط 2019، تواصلت مع الكابتن "محمد السخني" ليحدثنا عن مسيرته، حيث قال: «بداية تعلقي بالرياضة كان في عام 1980 ضمن فريق كرة القدم بمدرسة "عمر بن الخطاب" بإشراف المدرّس "وليد عبوش"، كما لعبت مع فريق "النجمة"، وفريق ناشئي نادي "الشباب" بإشراف المدرّب "مصعب المبروك"، وكانت لي مشاركات في رياضة ألعاب.

من الأبطال المتميزين الذين كان لهم دور كبير في تطور وانتشار لعبة الدراجات؛ من خلال التزامه ووفائه وحرصه على بقاء اللعبة في دائرة الضوء، وتابع تميزه عندما عمل في مجال التدريب، حيث أسهم في اكتشاف عدد من الأبطال الجدد الذين تابعوا مسيرة زملائهم الناصعة، ونجح بعضهم في الوصول إلى عضوية المنتخب الوطني، وما يزيد في كفاءة هذا البطل أخلاقه العالية وتواضعه وتعاونه مع الجميع في سبيل استمرار تفوق اللعبة وإنجابها للمزيد من الأبطال

وفي عام 1982 بدأت ممارسة رياضة الدراجات متأثراً بأخي الأكبر الذي كان أحد أبطال هذه اللعبة، حيث تولى الإشراف على تدريبي في البداية المدرّبان "مهيدي العساف"، و"إبراهيم السخني"، وبعد مدة من التدريب والتحضير، نجحت بتحقيق المركز الأول في بطولة المنطقة الشمالية لفئة الناشئين، وفي عام 1983 أحرزت المركز الأول في بطولة الجمهورية لفئة الشباب على دراجات الكورس، وتكرر الأمر في العام الذي يليه، حيث كنت ضمن الفريق الذي أحرز بطولة الفردي والفرق، كما أحرزت بطولة الجمهورية للمضمار، وتمت دعوتي للمنتخب الوطني لفئة الشباب».

أثناء الاستعداد لأحد السباقات

وعن أهم الإنجازات التي حققها في رياضة الدراجات، قال: «في عام 1984 سمح اتحاد الدراجات عبر رئيسه "رفيق موشلي" بمشاركة فريق كامل من اللاعبين من محافظة "الرقة"، فيما شارك لاعبان من كل محافظة، وبعد إجراء عدة اختبارات وتصفيات خلال المعسكرات التدريبية مع فرق عربية، تم اختيار أعضاء المنتخب الذي سيمثّل "سورية" في البطولة العربية، التي تقام في "المغرب" عام 1985، حيث تكوّن الفريق من 4 لاعبين من "الرقة"، هم: "محمد السخني"، و"سربست سعيد"، و"عبد العلي عبهول"، و"محمد ربيع شيحان"، و"إبراهيم سفراني" من "حلب". وعلى الرغم من المعاناة في التحضير للبطولة وغياب أبسط المستلزمات، وبعد مكان الإقامة عن أماكن التدريب، وعدم توفر الدراجات الحديثة، وغياب المدرّب المختص والاستعاضة عنه بأحد الإداريين، سافرنا للمشاركة في البطولة العربية، ونجحنا باحتلال المركز الأول متقدمين على 13 دولة عربية، ومحققين أول وأهم إنجاز للدراجات السورية في البطولات العربية، حيث كان هذا التفوق مفاجأة لجميع الدولة المشاركة في البطولة، وقد انعكس هذا الإنجاز إيجاباً على مسيرة هذه اللعبة ورياضة "الرقة" بوجه عام، حيث لقيت اللعبة دعماً واهتماماً من جميع الجهات الرسمية في المحافظة؛ وهو ما أدى إلى انتشارها الواسع، وأصبحت من الألعاب الشعبية في المحافظة. ونتيجة الإقبال الواسع عليها تطورت اللعبة كثيراً، وبرز منها عدد كبير من الأبطال، وأصبحت محافظة "الرقة" من أكبر داعمي ورافدي المنتخب الوطني من الأبطال، كما دفع ذلك اتحاد الدراجات إلى استضافة الفرق التي كانت تزور القطر، حيث كانت تقيم السباقات والمعسكرات مع أبطال "الرقة"، وانعكس هذا التفوق على وضع نادي "الشباب" الذي ينتمي إليه أبطال اللعبة، حيث حظي النادي بدعم كبير من مختلف الجهات الرسمية، وتم إيفاء الديون المتراكمة عليه ودعمه بتأمين آليات لتنقل فرقه أثناء مشاركاته في الأنشطة الرياضية».

وعن سفره إلى "السعودية" للعمل هناك، قال: «كان ذلك عام 2000، حيث تلقيت عرضاً من نادي "ايبش" عن طريق أخي "إبراهيم" الذي كان يدرّب في أحد الأندية هناك، وخلال مدة قصيرة من الاستعداد، نجحت بتحقيق نتائج ممتازة، حيث ساهمت بصعود النادي إلى الدرجة الأولى، وفي أول موسم بهذه الدرجة تصدّر فريقي وحصل على المركز الأول بعد خوض 14 سباقاً خلال عام واحد، وصعدنا إلى الدوري الممتاز، وخلال مشاركتنا في هذه الدرجة حصل فريقي على المركز الرابع من أصل 14 فريقاً، وفي الموسم الثاني حصلنا على المركز الثالث، وقد تألف الفريق من عدد من الأبطال المتميزين، حيث تم اختيار بعضهم للمنتخب السعودي، وحصل أحد اللاعبين على المركز الثاني في البطولة العربية، ونظراً إلى النتائج المتميزة التي أحرزها النادي الذي أعمل فيه تمت دعوتي للعمل مدرّباً للمنتخب السعودي، لكن لم يتم الاتفاق لعدم تنفيذ بعض الشروط، وبعد عدة سنوات تمت دعوتي أيضا للعمل كمدرّب لفريق الناشئين، ومستشار فني وقانوني، وعملت لمدة عام، ولم أكمل نتيجة صدور قرار بعدم تكليف غير المواطنين في هذه المهمة. وبعدها ابتعدت عن العمل الرياضي بالكامل، وأعمل حالياً في مجال تخصصي كمحامٍ ومستشار قانوني لعدة شركات داخل المملكة العربية السعودية وخارجها».

مع لاعبيه أثناء المشاركة بإحدى بطولات الجمهورية

وعن عمله في مجال اختصاصه القانوني يقول: «عملت مع الاتحاد السعودي للدراجات مستشاراً قانونياً لمدة عامين، وبعدها في عام 2006 بدأت العمل كمستشار قانوني متعاون مع عدة شركات سعودية، وفي عام 2016 عينت أيضاً مستشاراً قانونياً، ومشرفاً عاماً لشركة "الهلال الأخضر" الطبية في "بنغلادش" المتعاقدة مع مجلس الصحة الخليجي، وفي عام 2018 تم إضافة شركة "SKN" وشركة "Trans world Medical" الطبية إلى المجموعة التي عيّنت مستشاراً قانونياً لها. بوجه عام، تتلخص مهمتي منذ عشر سنوات على العمل القانوني التجاري».

الصحفي "إبراهيم العبد الله"، عنه يقول: «من الأبطال المتميزين الذين كان لهم دور كبير في تطور وانتشار لعبة الدراجات؛ من خلال التزامه ووفائه وحرصه على بقاء اللعبة في دائرة الضوء، وتابع تميزه عندما عمل في مجال التدريب، حيث أسهم في اكتشاف عدد من الأبطال الجدد الذين تابعوا مسيرة زملائهم الناصعة، ونجح بعضهم في الوصول إلى عضوية المنتخب الوطني، وما يزيد في كفاءة هذا البطل أخلاقه العالية وتواضعه وتعاونه مع الجميع في سبيل استمرار تفوق اللعبة وإنجابها للمزيد من الأبطال».

يذكر، أن البطل "محمد السخني" من مواليد "الرقة"، عام 1972.