عمل في كثير من المواقع التربوية، وترك في كل منها أثراً إيجابياً لأسلوبه السلس وهدوئه، وحسن تعامله مع الآخرين، ومحبته لاختصاصه، ومساهماته الكثيرة في تمكين اللغة العربية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 أيار 2019، تواصلت مع المربي "حسن الطعمة" ليحدثنا عن سيرته مع التعليم، حيث قال: «تعلمت القراءة على يدّ والدي الذي كان يعلّم الصبية في الكتاتيب لعدم وجود مدارس في القرية التي ولدت فيها، حيث انتقلت إلى أكثر من مكان بحثاً عن مدرسة لأتابع تحصيلي العلمي فيها، وبعد جهد وعناء أنهيت المراحل التعليمية الثلاث، وحصلت على الشهادة الثانوية في مدرسة "الرشيد" عام 1972. ونظراً إلى ضيق الأحوال المادية لم أستطع التسجيل بالجامعة، فعوضت ذلك بالالتحاق بمعهد الصف الخاص نظام السنة الواحدة، وبعد تخرّجي عيّنت معلماً في قرية "الفتيح".

هو من أعلام اللغة العربية بـ"الرقة"، ومرجع مهم في النحو والصرف، عاصرته عندما كان مدرّسنا في معهد إعداد المدرسين. رجل متواضع ومجدّ ومحبوب من قبل الجميع، ولم أسمعه يوماً يتكلم عن أحد إلا بالخير، كان يحب الطرفة، ويرددها بمرح وسعادة، وبعيداً كل البعد عن التعقيد في شرح دروسه

لكن خلال التحاقي بخدمة العلم أعدت دراسة الشهادة الثانوية (حرّ) في "دمشق"، ونجحت فيها، واخترت قسم اللغة العربية لمتابعة دراستي الجامعية، وبعد تخرجي عام 1979 كلفت بإدرة مدرسة "الرشيد" لعدة سنوات، ثم تنقلت في عدة مدارس بما فيها معهد إعداد المدرسين بعد تأسيسه، ثم تم تعييني من قبل وزارة التربية موجهاً لمادة اللغة العربية في "الرقة"، واستمريت في هذه المهمة حتى مرحلة التقاعد عام 2012، وأحدثت هذه المرحلة تغييراً كبيراً في حياتي لا أستطيع وصفه؛ إذ أمضيت ثمانية عشر عاماً في التوجيه مع صفوة الزملاء الموجهين، وكنت أشعر بالسعادة كلما زرت مدرسة التزم مدرّسوها بأداء واجباتهم، وأشعر بالامتعاض تجاه كل تقصير من هذا المدرّس أو تلك المدرّسة، لكن يبقى ما هو إيجابي أكثر بكثير مما هو سلبي، والمحاسن تغطي المساوئ».

المربي إسماعيل العلي

وتابع: «خلال عملي في مهنة التدريس شاركت في دورات عديدة في الإدارة المدرسية والتوجيه الاختصاصي، والتربية السكانية، والتربية الشمولية بالتعاون بين وزارة التربية ومنظمة "اليونسكو"، كما كانت لي مشاركات في مناقشة السلالم لوضع العلامات لمادة اللغة العربية في الامتحانات للمرحلتين الإعدادية والثانوية على مدى عشرين عاماً بحكم عملي موجهاً للغة العربية. تمت تسميتي عضو لجنة تمكين اللغة العربية التي كان يترأسها الدكتور "محمود السيد"، والتي أسست بمرسوم جمهوري، وكنت عضواً في لجان تعديل المناهج في وزارة التربية، وممثلاً لمديرية التربية بـ"الرقة" في سباق اللغة العربية، أو ماراثون للطلاب الأوائل على مستوى القطر عام 2009 حتى التقاعد».

وعن نشاطه الأدبي يقول: «عشقي للغة العربية كان يدفعني إلى عدم تفويت أي فرصة للمشاركة في أي نشاط يخصها، وذلك من خلال قراءة كل ما هو جديد ومتابعة كافة النشاطات التي كانت تجري في المحافظة من ندوات وملتقيات.

مع الموجه عبد الباسط العجيلي

وبالنسبة للكتابة، فقد بدأتها في سن مبكرة عبر الإشراف على إخراج اللوحات الجدارية، وتناول موضوعات عدة فيها إلى أن شاركت في تحرير صوت "الرافقة" في المرحلة الثانوية التي لاقت صدى واسعاً في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.

كما ألقيت عدة محاضرات في اللغة العربية في المركز والمناطق والنواحي بتكليف من المركز الثقافي العربي، وفي عام 2010 كنت ضمن أعضاء الوفد الذي زار "تركيا" بشأن التبادل الثقافي؛ بهدف إمكانية تدريس اللغة العربية في جامعة ولاية "أورفة". ونشاطاتي في المجال الأدبي كثيرة؛ حيث كتبت عدة قصص في الدوريات السورية، ودراسة بعنوان: "سعيد عقل"، و"قدموس الفينيقي". وحالياً أعمل على إصدار رواية بعنوان: "العودة في وقت النزوح"، وهي مستوحاة من الأحداث التي مرت بها محافظة "الرقة" خلال السنوات الماضية».

المربي "إسماعيل العلي" عنه يقول: «شخصية تربوية واجتماعية وأخلاقية اختزلت في صلبها مقومات الإنسانية في أسمى رُقيها، هكذا عرفته وزملائي منذ كُنت وإياه على مقاعد الدراسة في ثانوية "الرشيد"، حيث كان الطالب المجدّ في صفه، يحب زملائه، ويُجل أساتذته، وشارك بكافة النشاطات المدرسية، حقاً كان نموذج الطالب الريفي الطيب بفطرته.

وفي مجال التعليم، كان مثالاً للمدرّس المتفاني في عمله؛ إذ اجتهد في اختصاصه من حيث التبحر في علوم اللغة العربية وآدابها، فأعطى مهنة التدريس سموها من حيث الأسلوب ودقة المعلومة وجدية العطاء وحبه للمادة؛ وهو ما جعله مدرساً ناجحاً بامتياز، وأسهم بكسب ثقة ومحبة طلابه وتقدير إدارته التربوية لجهده؛ وهو ما أدى إلى اختياره موجهاً اختصاصياً، حيث كان مثالاً للمربي الفاضل والمتواضع مع زملائه المدرسين والإداريين والموجهين الاختصاصيين؛ وهو ما ترك انطباعاً طيباً في نفوس الجميع. هكذا كان المربي "حسن الطعمة"، حيث أخلص لمهنة التعليم ونجح في إعطائها حقها».

"أحمد الحس" مدرّس اللغة العربية، عنه يقول: «هو من أعلام اللغة العربية بـ"الرقة"، ومرجع مهم في النحو والصرف، عاصرته عندما كان مدرّسنا في معهد إعداد المدرسين. رجل متواضع ومجدّ ومحبوب من قبل الجميع، ولم أسمعه يوماً يتكلم عن أحد إلا بالخير، كان يحب الطرفة، ويرددها بمرح وسعادة، وبعيداً كل البعد عن التعقيد في شرح دروسه».

يذكر، أن المربي "حسن الطعمة" من مواليد قرية "الفتيح" في "الرقة"، عام 1952.