يعدّ "عصام العفيش" واحداً من اللاعبين الذين لن تنساهم ذاكرة عشاق كرة القدم في "الرقة"؛ لبسالته في الذود عن مرماه خلال المباريات، ومساهمته في تحقيق الانتصارات التي كانت تدفع الجماهير إلى حمله على الأكتاف وتطوف به في الملعب احتفاء بالفوز.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 أيار 2019، تواصلت مع الكابتن "عصام العفيش" ليروي لنا سيرته الرياضية، حيث يقول: «عشقت كرة القدم منذ صغري، فبدأت ممارسة اللعبة منذ عام 1990 ضمن فريق "التحدي" الذي يضم عدداً كبيراً من أبناء حارتي، ثم عرض عليّ اللعب في ناديي "الشباب" و"الفرات"، فاخترت الأول بناء على نصيحة أخي الذي كان يلعب لذات النادي، حيث تدربت ضمن فريق الناشئين بإشراف المدرب "فياض عويد"، وبعد مدة انضممت إلى فريق الشباب الذي كان يشارك في دوري أبطال المحافظات بدعوة من المدرب "عبد الفتاح المبروك"، ثم ترفعت إلى فريق الرجال ولعبت مع النادي خمسة عشر عاماً، ولم أرغب بالانتقال على الرغم من العروض التي تلقيتها من عدة أندية من خارج المحافظة، وخلال هذه المدة الطويلة مررت بمراحل كثيرة فيها المر والحلو، حيث عانينا كثيراً عندما كان النادي في الدرجة الثالثة، نتيجة ضعف الإمكانات المادية، وعدم توفر الملاعب المناسبة، وقلة الكوادر التدريبية، لكن الوضع لم يستمر طويلاً، فتحسن بعض الشيء، واستطعنا بجهود زملائي من اللاعبين الذين تميزوا بالعطاء والانسجام والالتزام بالتدريب أن نحقق نقلة نوعية في تاريخ النادي عندما صعدنا لأول مرة إلى الدرجة الثانية عام 1993 بعد غياب استمر نحو خمسة عشر عاماً، إلا أن ذلك لم يستمر طويلاً نتيجة بعض الظروف التي أدت إلى هبوط النادي مرة أخرى إلى الدرجة الثالثة».

لعبنا معاً في نادي "الشباب" لسنوات عديدة، كان خلالها يمثل الحصن المنيع الذي حمى مرماه بكل اقتدار، وكنا نشعر بثقة كبيرة عندما يكون خلفنا لامتلاكه صفات الحارس القدير، إضافة إلى ذلك، فهو يتحلى بأخلاق عالية، ويساعد جميع اللاعبين في حلّ مشكلاتهم، وهو حالياً يقوم بعمل كبير في تأسيس قاعدة واسعة للنادي، وباجتهاد شخصي منه على الرغم من صعوبة الوضع والظروف، فهو مصمم أن تبقى كرة القدم في نادي "الشباب" دائماً حاضرة، وقادرة على المنافسة وتتحدى كل المعوقات

ويتابع: «ما حدث كان درساً استفدنا منه كثيراً، حيث عالجنا العثرات التي أسهمت في تلك الحالة، واستعدينا من جديد بعد تعزيز فريقنا بعدد من نخبة لاعبي المحافظة، أذكر منهم: "ماجد عبيد"، و"جورج كبة"، و"منذر جوجة"، و"أحمد عرسان"، و"حمزة القادر"، و"مازن الكرط"، وعدد آخر من اللاعبين، واستطعنا أن نتصدر تجمع نهائي الدرجة الثالثة في عام 1997 بعد أن فزنا على كافة الأندية المشاركة بنتائج كبيرة، وقد كسبنا خبرة كبيرة من وراء ذلك، فاستطعنا تحقيق نتائج جيدة في دوري الدرجة الثانية، نافسنا على المراكز المتقدمة. وفي عام 2008 تصدرنا المجموعة الشمالية بعد أن فزنا على أندية عريقة كـ"الحرية"، و"الجزيرة"، وتأهلنا لأول مرة بتاريخ رياضة "الرقة" للصعود إلى الدرجة الأولى، وكررنا الأمر نفسه في العام الذي يليه، وبذلك حققنا تقدماً ملموساً في مستوى لعبة كرة القدم بـ"الرقة" التي كانت على الدوام مستقرة في دوري الدرجة الثالثة. ولم تقتصر نتائجنا المتميزة فقط في مباريات الدوري، بل كانت لنا مشاركات موفقة في مسابقة كأس الجمهورية، حيث تأهلنا لأول مرة إلى دور الـ16 بعد أن فزنا على فريق "الشرطة" المركزي أحد أندية المقدمة. وفي عام 2010 كانت لنا مشاركة إيجابية عندما حققنا نتيجة جيدة بعد تعادلنا مع نادي "الكرامة" الذي أحرز كأس "آسيا" في ذلك العام، بعد مباراة رائعة حضرها جمهور كبير في الملعب البلدي في "الرقة".

أثناء مباراة الشباب والكرامة

هذه النتائج الإيجابية التي حققناها كانت في ظل ظروف صعبة من غياب الدعم المادي للاعبين، فأغلبهم كانوا يعملون في مهن مجهدة، إضافة إلى عدم توفر الملاعب النظامية، التي لا تصلح لممارسة اللعبة، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى إصابات اللاعبين، إضافة إلى عدم وجود قيادة رياضية فاعلة في تلك المدة، ولم تقم بواجباتها من تأمين مستلزمات اللعبة الأساسية».

ويتابع حديثه عن عمله بعد الاعتزال، فقال: «بعد أن اعتزلت اللعب، لم أستطع الابتعاد عن أجواء اللعبة التي قضيت فيها مدة طويلة، واتجهت إلى ميدان التدريب، وأقوم حالياً بتدريب فرق القواعد لأكثر من فئة، وعلى الرغم من صعوبة هذه المهنة نتيجة قلة الإمكانات، وعدم توفر مستلزمات اللعبة من تجهيزات وأدوات وملاعب، إلا أنني سعيد بالعمل، خاصة أنه يأتي بعد غياب استمر عدة سنوات نتيجة الأزمة التي حلت بمحافظة "الرقة"، وأدت إلى هجرة معظم أبنائها ومنهم الرياضيون، ونسعى جدياً لإعادة ترتيب أجواء اللعبة على أسس صحيحة من خلال دعم المحبين، وأبناء اللعبة الموجودين في المغترب، حيث يقوم بعضهم بتقديم الدعم لنا من تجهيزات وأدوات تساعدنا في تحقيق طموحاتنا».

اللاعب أحمد عرسان

"أحمد عرسان" كابتن كرة القدم في نادي "الشباب"، عنه يقول: «لعبنا معاً في نادي "الشباب" لسنوات عديدة، كان خلالها يمثل الحصن المنيع الذي حمى مرماه بكل اقتدار، وكنا نشعر بثقة كبيرة عندما يكون خلفنا لامتلاكه صفات الحارس القدير، إضافة إلى ذلك، فهو يتحلى بأخلاق عالية، ويساعد جميع اللاعبين في حلّ مشكلاتهم، وهو حالياً يقوم بعمل كبير في تأسيس قاعدة واسعة للنادي، وباجتهاد شخصي منه على الرغم من صعوبة الوضع والظروف، فهو مصمم أن تبقى كرة القدم في نادي "الشباب" دائماً حاضرة، وقادرة على المنافسة وتتحدى كل المعوقات».

وتحدث "عبد الكافي حاج حسين" مدرب حراس المرمى في نادي "الشباب" بالقول: «كنت أتابعه منذ انتسابه إلى النادي، وتدرجه باللعب بكافة الفئات، وتوليت تدريبه مدة طويلة كان خلالها مثالاً للانضباط والالتزام وتنفيذ كافة التعليمات التي كنت أوجهها له خلال التمارين والمباريات، حيث تطور مستواه كثيراً، وأصبح يشار إليه بالبنان نتيجة شجاعته وتصديه للكرات الصعبة التي يصعب على أبرز الحراس إبعادها عن مرماه. كما كان يمتلك مواصفات كثيرة تؤهله ليكون قائداً للفريق داخل الملعب، حيث يحظى بتقدير واحترام زملائه اللاعبين، ويعرف عنه محبته الكبيرة وغيرته على اللعبة وناديه بوجه عام، وكان دائماً يلعب دوراً إيجابياً عند حدوث المشكلات بين اللاعبين وإدارة النادي، ويعمل على التدخل وإصلاح البين، وله مكانة كبيرة في نفوس جماهير كرة القدم التي تشجع النادي».

يذكر، أن الحارس "عصام العفيش" من مواليد "الرقة"، عام 1975.