عرف عنه روحه الطيبة، وابتسامته الدائمة وحسن تعامله مع الجميع، وبالنسبة لتجربته الروائية، فقد اعتمد أسلوباً جديداً حيث شخوصه يعيشون في عوالمهم الذاتية بهمومهم ومشكلاتهم، لكن عقولهم تتفتح بقوة على الأمل وضرورة التمسك به، وهو الذي يأتي من قلب المحن.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 تموز 2019، تواصلت مع الأديب "عبد العظيم إسماعيل" ليروي لنا سيرته الشخصية والأدبية، حيث يقول: «درست المرحلة الابتدائية في مدرسة "سيف الدولة الريفية"، وأكملت المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدرسة "الرشيد"، ثم انتسبت إلى كلية الآداب في جامعة "حلب"، حيث تخرّجت فيها عام 1975.

كان ذلك عام 1993، حيث تمت إعارتي إلى دولة "الإمارات العربية" كمدرّس لمادة اللغة العربية، واستمريت في عملي حتى بلوغي سنّ التقاعد عام 2011، ومازلت أقيم في مدينة "العين" حتى تاريخه

وبعدها مارست العمل التدريسي في عدة مدارس في مدينة "الرقة"، ثم كلفت بالعمل الإداري مديراً لبعض المدارس، ومندوباً وزارياً زرت خلاله عدداً كبيراً من المحافظات حتى عام 1992».

من إصداراته الأدبية

وعن سفره واغترابه خارج القطر يقول: «كان ذلك عام 1993، حيث تمت إعارتي إلى دولة "الإمارات العربية" كمدرّس لمادة اللغة العربية، واستمريت في عملي حتى بلوغي سنّ التقاعد عام 2011، ومازلت أقيم في مدينة "العين" حتى تاريخه».

أما عن بداية ممارسة نشاطه الأدبي، فيقول: «كان ذلك في "الرقة" قبل سفري إلى "الإمارات"، لكنه كان مقتصراً على الكتابات الذاتية التي كنت أحتفظ بها، ولم أقم بنشرها، إلا أن ذلك لم يستمر طويلاً، فقد حدثت نقلة نوعية بعد حدوث الزلزال المدمر في بلدي الذي حفزني على الكتابة كردة فعل لا إرادية على ما جرى، وكان نتيجتها حتى الآن رواية بعنوان: "رحلة إلى الحياة" التي صورت حالات إنسانية نابضة تتمحور حول صراع البشر مع الحياة والبؤس الذي قاد الهجرات القاسية إلى الغرب عبر مراكب الموت التي قد تصل أو تغرق بركابها في قلب المحيطات الهادرة، لكن تلك الرحلات تحمل أملاً بعيداً، لكنه قريب إلى القلب، وهو أمل العودة إلى الديار بعد أن تصفو سماء الأوطان.

الشاعر محمود أبو الواثق

ثم أنجزت عملاً أدبياً آخر بعنوان: "اغتيال حلم"، وتضمن الحديث عن الوجع الوطني والمعاناة لمختلف أبناء الوطن وخصوصاً في محافظة "الرقة"، وقد شاركت بهذا العمل القصصي في معرض الكتاب الدولي الذي أقيم في إمارة "أبو ظبي" العام الماضي.

ومن نشاطاتي الأدبية مشاركتي بفيلم وثائقي مع الإعلامي "مازن عليوي" بعنوان: "نجمة الغياب" عام 2016، إضافة إلى مئات المقالات في صحيفة "الرؤية" الإماراتية وصحيفتي "الحرمل" و"إشراقي"، والكثير من الأمسيات والندوات الأدبية التي كانت تجري في "الإمارات" في كثير من المناسبات».

الشاعر علي الحسان

الأديب "محمود أبو الواثق" عنه يقول: «انطبعت الكلمة بروحه فانعكست في قلوبنا نوراً، في كلماته شيء من خصوصياته وأطباعه التي يعرفها أبناء "الرقة"، الطيبة والكرم والعطاء، مدرسة تربت في فنائها أجيال، نشأ على ضفاف النهر ونهل من معينه العذب الصافي، فكانت تربطه مع النهر صداقة وطيدة، كان النهر يُفضي إليه فيمنحه أسرار البوح، وعلى صوت هديره سطّر أجمل الروايات، لم يكن صوت النهر صوت ماء فحسب، بل كان صوت حياة ووجود.

وعلى الرغم من مغادرته "الرقة"، ظلّت أصالته وتعلّقه بوطنه تربطه رباطاً وثيقاً بكل أبنائها، وكانت "الرقة" وأهلها وفراتها وسورها وقصورها مادة روايته الأولى "رحلة إلى الحياة"، إضافة إلى ذلك، فهو اسم لامع في "الرقة" في مجال التربية والتعليم، خرّج الأطباء والمهندسين والمعلمين، وكلهم يكنون له المحبة والتقدير.

في أعماله القصصية عبر لنا بسمو عن أفكاره وخواطره ووظفها في خدمة وطنه، مثيراً للهمم، وباعثاً للعزائم، وموقظاً للنائم، ومنبهاً للغافل، ليقفوا جميعاً، ويعيدوا إلى مدينته روحها التي اغتيلت وتداعت عليها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها».

الشاعر المغترب "علي الحسان" عنه يقول: «الأديب "عبد العظيم إسماعيل"

بداية هو مربٍّ فاضل، ومن الأوائل في "الرقة" الحاصلين على الإجازة في اللغة العرببة، يحمل كل الصفات الإيجابية في الحياة من عمله إلى تعامله مع الآخرين إلى علاقته الجميلة والمميزة مع أسرته، عرفته في "الإمارات" محب لكل ما هو رقّيّ، شهم لا يترك مناسبة اجتماعية، إلا ويكون أول الحاضرين يتفقدنا بين الحين والآخر، يحثنا على التواصل واللقاءات، ينشر في أكثر من صحيفة إماراتية، وله نشاط كبير في المجال الأدبي في مختلف صنوفه».

يذكر، أن الروائي "عبد اللطيف إسماعيل" من مواليد "الرقة" عام 1951، مقيم في "الإمارات" منذ 25 عاماً.