مارسَ عدة ألعابٍ في آنٍ واحد، وبرع في كلّ منها لامتلاكه الإمكانيات البدنية المتميّزة، لكنه اختار رياضة الجمباز التي سخّر لها كل جهوده، فنجح في تخريج عدد كبير من الأبطال الذين توجوا على مستوى الجمهورية.

مدونةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 14 آب 2019، تواصلت مع المدرب "خلف الحساني" ليتحدث عن مسيرته الرياضية الطويلة حيث يقول: «منذ صغري كنت مولعاً بألعاب الخفة والرشاقة، وكنت أذهب إلى مدرسة "الرشيد" لأراقب التمارين والحركات التي كان يقوم بها المربي الراحل "نوري العبد الله" في باحة المدرسة أثناء درس الرياضة، وعندما أعود للبيت أقوم بتقليدها والتدرب عليها، وساعدني على ذلك امتلاكي خاصية المرونة والرشاقة، ما سهّل علي إتقان تلك الحركات بكل سهولة، وكذلك كنت أتابع تدريبات رياضة القفز بالعصا بإشراف المدرب الراحل "برنار محفوظ"، وفي عام 1961 بدأت بممارسة الرياضة بشكل فعلي حيث اخترت في البداية لعبة كرة الطائرة، وكنت ضمن منتخب محافظة "الرقة" الذي شارك في بطولة المدارس المركزية، ثم انتسبت إلى نادي "الشباب"، وشاركت معه ببطولة دوري الأندية لعدة سنوات، حيث حققنا في تلك الفترة نتائج جيدة، وفي عام 1970 استهوتني لعبة الجمباز، وخاصة بعد قدوم المدرب "فطين جيرودي" القادم من "دمشق" والذي عمل على نشر هذه اللعبة وتأسيس قاعدة لها، وكنت ضمن أول فريق للعبة الذي ضم عدداً من اللاعبين منهم "عبد الخالق الحسن"، و"خليل عباس"، و"تركي الخوجه"، و"معن الحسن"، و"حسين الحساني"، وقد شاركنا في كلّ البطولات التي جرت على مستوى الجمهورية، وحققنا مراكز جيدة لعدة سنوات، وخلال تلك الفترة مارست أيضاً رياضة ألعاب القوى واخترت مسابقة القفز بالعصا، وهي من أصعب مسابقات اللعبة، وأحرزت المركز الثالث في العام 1969 في البطولة التي جرت في "اللاذقية"، وقفزت على ارتفاع 325 سم».

لقد اختار المدرب "خلف الحساني" اللعبة الأكثر صعوبة في التدريب ليكون رائدها في مدينته، وكان يعمل بصمت وصبر ليشقّ طريقه ويحجز مكانه ويثبت جدارته، ومن صالة التدريب المتواضعة والبسيطة أوجد لاعبين ولاعبات على مدى فترة طويلة، وخرَّج أجيالاً متلاحقة ليثبت بهم قدرته على إنتاج جمباز يجاري بقية المحافظات المتقدمة بهذه اللعبة بصعوبة الحركات وجمال الأداء، إضافة لذلك فهو يمتلك رؤية رياضية شاملة، ودائم العمل على تطوير نفسه فهو حكم دولي متميز وإداري ناجح ومدرب كفوء ومدرس معطاء

ويضيف بالقول: «بعد اعتزالي اللعب انتسبت للمعهد الرياضي، وبعد تخرجي توليت مهمة التدريب في رياضة الحمباز، حيث قمنا باستقطاب عدد كبير من اللاعبين الصغار وقمنا بافتتاح مراكز تدريبية للعبة من الجنسين بعد أن تمّ تخصيصنا بصالة ضمن مدرسة "الرشيد"، وقمنا بتأمين عدد من الأجهزة الخاصة، وبعد فترة من التدريب نجحنا بتطوير مستوى عدد من اللاعبين الذين أحرزوا مراكز متقدمة في بطولات الجمهورية، ومنهم "هشام داوود"، و"أحمد وحيد"، و"عبد السلام عليوي"، و"مهند شاويش"، و"خالد السراج"، و"قيس مشوح"، و"عمار اليحيى"، و"حسن حبش"، و"منديل العلي"، و"عبد القادر سنكري"، و"عيسى الناشف"، وغيرهم، ولم يقتصر عملي على التدريب فقط بل عملت حكماً وحصلت على الشهادة الدولية، وشاركت في تحكيم العديد من البطولات العربية والقارية، وأيضاً كان لي في مجال التحكيم مشاركات واسعة في لعبة ألعاب القوى، حيث كنت مصنفاً بالدرجة الأولى، وتمّت دعوتي لأكثر من مرة للمساهمة في تحكيم عدد من الدورات والبطولات، ومنها دورة المتوسط العاشرة التي جرت في "اللاذقية" في صيف عام 1987، وبالنسبة للعمل الإداري والقيادي في الميدان الرياضي، فقد ترأست اللجنة الفنية للألعاب الفردية في منتصف السبعينات، ثم تمّ اختياري عضواً في قيادة رياضة محافظة "الرقة" في بداية التسعينيات، ومن ثم عضواً بالاتحاد السوري للجمباز مدة عشر سنوات، ثمّ كلفت مديراً للمعهد الرياضي في أول سنة من إحداثه، وآخر المهام التي كلفت بها موجهاً اختصاصياً لمادة التربية الرياضية، وعضواً في لجان قبول طلاب المعهد الرياضي لعدة سنوات».

خليل مشوح من خبرات رياضة الرقة

"خليل مشوح" من الخبرات الرياضية بـ"الرقة" يقول عنه: «لقد اختار المدرب "خلف الحساني" اللعبة الأكثر صعوبة في التدريب ليكون رائدها في مدينته، وكان يعمل بصمت وصبر ليشقّ طريقه ويحجز مكانه ويثبت جدارته، ومن صالة التدريب المتواضعة والبسيطة أوجد لاعبين ولاعبات على مدى فترة طويلة، وخرَّج أجيالاً متلاحقة ليثبت بهم قدرته على إنتاج جمباز يجاري بقية المحافظات المتقدمة بهذه اللعبة بصعوبة الحركات وجمال الأداء، إضافة لذلك فهو يمتلك رؤية رياضية شاملة، ودائم العمل على تطوير نفسه فهو حكم دولي متميز وإداري ناجح ومدرب كفوء ومدرس معطاء».

"فهد الحسين" مدير المعهد الرياضي سابقاً، ومدرب كرة السلة يقول عنه: «يعدّ من الرعيل الأول لرياضة "الرقة"، ومن الكوادر البارزة التي عملت بصمت وتفانٍ، ونجحت في ترك بصمات في أكثر من لعبة رياضية، وقد عاصرته فترةً طويلةً في الميدان الرياضي، وفي أكثر من موقع في البطولات المدرسية، وهو يمتلك الكثير من المؤهلات والخبرة الواسعة التي ساعدته على النجاح في تدريب بعض الألعاب التي كان له فضل كبير على انتشارها وتطورها بفضل متابعته وحسن تعامله مع الجميع، برز لاعباً في كرة الطائرة، وفي الجمباز، وفي عمله القيادي كان يحظى بمحبة واحترام كل من عمل معه من لاعبين ومدربين وإداريين».

فهد الحسين مدرب كرة السلة

يشار إلى أنّ المدرب "خلف الحساني" من مواليد "الرقة" 1950.