نجح خلال عمله في الميدان التربويّ بفرض وجوده كشخصية في إدارة المواقع التي شغلها نتيجة حكمتِه وحُسنِ تصرّفه في كل المواقف، وهو يحظى بعلاقاتٍ اجتماعية واسعة نظراً لرقي تعامله مع الجميع.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 26 آب 2019، تواصلت مع المربي "مطر علي الحسين" ليحدثنا عن مسيرته التربوية الطويلة، فقال: «درستُ المراحلَ التعليمية الثلاثة في مدرسة "الرشيد"، وحصلتُ على الشهادة الثانوية بفرعها الأدبي في عام 1971، وتابعت دراستي في معهد الصف الخاص في "الرقة"، وبعد تخرجي عُينتُ معلماً ومديراً لمدرسة "مستجد نكيب" في ريف "الرقة" الشرقي التي أعيد تسميتها فيما بعد باسم "الوحدة العربية"، وبعد الانتهاء من الخدمة الإلزامية عدت للمدرسة نفسها كونها تقع في حي "المشلب" الذي أسكن فيه، وخلال وجودي على رأس الإدارة عملت جاهداً لأن تكونَ مدرسةً نموذجيةً من كلّ النواحي، حيث كانت مثالاً للانضباط والتفوق والمشاركة الفعالة في جميع الأنشطة التربوية والطلائعية والرياضية، وبرز منها عدد كبير من الرياضين الذين تفوقوا في ألعاب كثيرة على مستوى القطر، وفي عام 1983 تركت إدارة المدرسة بعد أن تمّ تعييني موجّهاً في مدارس المحافظة، ثمّ ترشحت لعضوية مجلس نقابة المعلمين ونجحت في الانتخابات، وعلى إثرها تفرّغت للعمل النقابي في مكتب التنظيم الفرعي، لكن لم أستمر طويلا نتيجة سفري إلى دولة "اليمن" حيث كنت من ضمن دفعة المعلمين الذين تمّ إيفادهم إلى هناك بموجب الاتفاق بين وزارتي التربية في "سورية"، و"اليمن"، واستمريت بالتدريس هناك مدة 4 سنوات، وبعد عودتي تمّ تكليفي مجدداً في مجلس نقابة المعلمين، وتابعت عملي بعد أن تمّت تسميتي نقيباً لمعلمي "الرقة" عام 2003، واستمريت في هذه المهمة لحين تقاعدي».

قامة تربوية شامخة يتميز بروحه الجميلة وأخلاقه الرفيعة، ومحبته لكل من تعامل معه وقيمه النبيلة، وجديته في العمل. نجح في أيّ عمل يوكل إليه، كمدير مدرسة أو موجّهٍ تربوي وحتى قائد نقابي، وهذا ما لمسته بشكل جليّ وواضح من خلال تعاملي معه عندما كان رئيساً للمكتب الفرعي لنقابة المعلمين، وما تحقق خلال فترة توليه لهذه المهمة من إنجازات كبيرة لخدمة العمل النقابي في محافظة "الرقة" في مختلف الجوانب

ويضيف بالقول: «خلال فترة وجودي في النقابة عملت بالتعاون مع زملائي على إنشاء مركز صحيّ هو الأول من نوعه في المحافظة، حيث شمل جميع الاختصاصات الطبية بأسعار رمزية، وتعاقدنا مع كادر طبي متميز ما سهل ووفّر على كوادرنا التعليمية وأسرهم الكثير من الأعباء المالية، كما افتتحنا مخبراً للتحاليل الطبية، واستطعنا تأمين جهاز تصوير شعاعي، وجهاز تصوير بانوراما للفكين، وتمّ تجهيزها بأحدث الاجهزة والمعدات الطبية، كما قمنا بإشادة بناء مؤلف من خمسة طوابق، إضافة لقبو داخل مقر النقابة، وهو عبارة عن مكاتب وصالة أفراح، وتمّ وضعها قيد الاستثمار لتأمين موارد مالية لمجلس النقابة، ولم يقتصر نشاطُنا على مركز المدينة، بل امتد ليشمل ريف المحافظة، حيث تمّت إشادة بناءٍ مؤلفٍ من طابقين في مدينة "المنصورة" فيه 14 محلاً تجارياً و7 مكاتب وجميعها تمّ وضعها بالاستثمار بمبلغ جيد، كذلك تمّ شراء مقرّ لصيدلية نقابة المعلمين بالمدينة، وشراء عقارات في مركز ناحية "عين عيسى"، ومدينة "الرقة" لتشييد روضة للأطفال ومدرسة خاصة ومحال تجارية، وجميع هذه المشاريع تعدُّ داعماً مهماً لتأمين موارد ذاتية للنقابة وخاصة أنّ هذه الأراضي تمّ شراؤها من مجالس مدن "المنصورة"، "الرقة"، "عين عيسى"، بأسعار رمزية وبعقود رسمية».

المدرس عبد اللطيف المطر

المدرس "عبد اللطيف المطر" عنه يقول: «المربي "مطر الحسين" وجه اجتماعي معروف، له تقديره لدى كل من عرفه وطلب مساعدته، يحمل المحبة للجميع ويحرص على التواصل مع أصدقائه وتفقدهم بشكل مستمر، كان جديّاً بمهامه وقدوةً في التزامه وانضباطه، ومنصفاً في تقييمه، وخلال عملنا معه في نقابة المعلمين كان متواضعاً ومستمعاً متميزاً لما يُطرح من آراء وشكاوى، وكان يمثل بحق القائد النقابي الذي يبحث عن حلولٍ وطروحات حقيقية قابلة للتنفيذ والتطوير، ومدافعاً عن الحق. كما كان محباً لروح العمل الجماعي، ودائماً يتكلم باسم المؤسسة التي يمثلها بعيداً عن الشخصنة، وكان لا يجد حرجاً في تقبل الرأي الآخر، وقد لعب دوراً مهماً في توسيع نشاط نقابة المعلمين، وتنمية مواردها المالية من خلال نجاحه بتأمين مواقع استثمارية كثيرة، وفي أماكن مختلفة من المحافظة».

"عمار العكلة" مدرس مادة التربية الوطنية في "الرقة" عنه يقول: «قامة تربوية شامخة يتميز بروحه الجميلة وأخلاقه الرفيعة، ومحبته لكل من تعامل معه وقيمه النبيلة، وجديته في العمل. نجح في أيّ عمل يوكل إليه، كمدير مدرسة أو موجّهٍ تربوي وحتى قائد نقابي، وهذا ما لمسته بشكل جليّ وواضح من خلال تعاملي معه عندما كان رئيساً للمكتب الفرعي لنقابة المعلمين، وما تحقق خلال فترة توليه لهذه المهمة من إنجازات كبيرة لخدمة العمل النقابي في محافظة "الرقة" في مختلف الجوانب».

يشار إلى أنّ المربي "مطر الحسين" من مواليد "الرقة" 1952.