نجح خلال حياته في الجمع بين التفوق الرياضي والدراسي، فكان من أبرز اللاعبين المحليين في كرة السلة، وأكثرهم دقة في التصويب وتسجيل النقاط الحاسمة. وفي الجانب الوظيفي يشهد له الجميع بنزاهته، وكان مثالاً يحتذى بالأمانة والتفاني في المهام التي كلف بها.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 4 تشرين الثاني 2019، تواصلت مع المهندس "تيسير عبد الكريم" ليحدثنا عن مسيرته الرياضية فقال: «بدأت بممارسة كرة السلة في عام 1968 في نادي "النهضة"، الذي يطلق عليه "الشباب"، وانضممت لفريق الأشبال، وكان سبب اختياري لهذه اللعبة من بين بقية الألعاب لما تتميز به من روح التعاون الجماعي، والمهارات الفردية التي يجب أن يتمتع بها اللاعب، إضافة الى تأثري بشعبية اللعبة التي كانت منتشرة خلال تلك الفترة، وإعجابي ببعض نجومها في بعض الأندية، ومنهم "شامل داغستاني" من نادي "الغوطة"، أو "الوحدة" حالياً، و"بيير مرجانة" من نادي "الشبيبة"، أو "الجلاء". وعلى صعيد محافظة "الرقة" كان الدكتور "قيس فريد السيد أحمد".

عندما يذكر اسم المهندس "تيسير عبد الكريم" تحضر معه كل الصفات النبيلة والأخلاق الحميدة، لما يتمتع به من الصدق والتهذيب والأمانة، وحبه لمساعدة الآخرين، فهو كان دائماً في حياته المهنية مثال للمهندس الناجح في كل المهام التي أوكلت له، وفي الملاعب الهداف البارز، وصاحب التسجيلات الثلاثية التي غالباً ما تلعب دوراً حاسماً في نتائج المباريات في الثواني الاخيرة؛ لهدوئه ودقة تسديداته من مختلف الاتجاهات. وخلال مسيرتي الرياضية الطويلة معه كان من أكثر اللاعبين محبة ووفاء لناديه، ولم تغريه دعوات الانضمام للأندية الأخرى التي كانت تطلبه للاستفادة من مهاراته وتميزه

وخلال فترة ممارستي لهذه اللعبة أدين بالفضل الكبير للكابتن "خلف الحسن" في تدريبي وتوجيهي، وقد تدرجت بفئات النادي حتى وصلت لفئة الرجال في عام 1968، وكان الفريق يتألف من اللاعبين "خلف الحسن"، "دحام النجم"، "حمد الصالح"، "نبيل عصمت"، "مطر العلي"، "عبد الصالح الدرويش"، "قاسم الهندي"، "محمود عبد الكريم"، "وليد الحافظ"، و"حسين النهار"، وقد شارك هذا الفريق بالعديد من المباريات داخل وخارج المحافظة، وحقق نتائج جيدة في كثير من المباريات».

مع فريق نادي الشباب في عام 1974

ويضيف بالقول: «في عام 1973 حافظ الفريق على معظم عناصره السابقة، وانضم إليه عدد من اللاعبين الجدد، وهم "عبدالله الحنوش"، "علي الفارس"، "عبد طه الحمزة"، "حمود الموسى"، "هلال الصالح"، "أحمد حمشو"، "عبد العاني"، و"عبد الهادي المصطفى"، وطوال فترة مسيرتي باللعب كنت أحمل الرقم 14 ضمن فريق الرجال، وكنت من اللاعبين الأكثر التزاماً بالتدريبات. وقد شاركت في تلك الفترة مع منتخب مدارس المحافظة، وحققنا في إحدى السنوات نتائج رائعة، ووصلنا للأدوار النهائية إلى جانب محافظات عريقة باللعبة، وكذلك خلال دراستي في كلية الهندسة بجامعة "حلب"، شاركت مع منتخب الكلية بعدد كبير من المباريات.

وقد سنحت لي أكثر من فرصة للعب مع أندية "حلب" في تلك الفترة، لكن حبي ووفائي لنادي "الشباب" كان أقوى، لذلك لم أرغب بالابتعاد عنه طوال مسيرتي الرياضية التي قاربت العشر سنوات تقريباً.

عبد طه الحمزة

ومن أجمل المباريات التي لعبتها في تلك الفترة مع فريق النادي، كانت مع بعض الأندية العراقية عام 1970، والعديد من المباريات القوية مع عدد من أندية المقدمة في بعض المحافظات. ونظراً لتميزي في كثير من المباريات خلال البطولات المدرسية؛ تم ترشيحي للعب مع منتخب "سورية" المدرسي لأكثر من مرة.

ولم يقتصر نشاطي الرياضي على كرة السلة فقط، بل مارست ألعاب القوى، حيث شاركت في مسابقة القفز العالي، وتأهلت للأدوار النهائية في أكثر من بطولة».

المهندس هلال الصالح

وعن عمله بعد ابتعاده عن ممارسة النشاط الرياضي قال: «في عام 1978 تخرجت من جامعة "حلب" قسم "العمارة"، وانخرطت بالعمل الوظيفي، وكلفت بعدة أعمال؛ منها رئيس بلدية "الطبقة"، وعدة بلديات أخرى، ومدير الدائرة الفنية في مجلس مدينة "الرقة"، ورئيس مكتب التخطيط العمراني، لذلك لم يسمح لي الوقت بمتابعة نشاطي الرياضي السابق، واكتفيت بالمتابعة عن بعد لمعظم النشاطات الرياضية بسبب ضيق الوقت.

وقد سررت جداً بالإنجازات التي حققها نادي "الفرات" عندما فاز بكأس الجمهورية بكرة اليد لثلاث مرات في منتصف الثمانينات، وأيضا نجاح نادي "الشباب" بالحصول على بطولة دوري اليد، وكأس الجمهورية لأربع مرات، ومشاركته في البطولات العربية والآسيوية، مما يؤكد على قدرة أبناء المحافظة على التفوق وتحقيق الإنجازات على مستوى القطر، إضافة إلى تحقيق الكثير من المراكز المتقدمة في بطولات الجمهورية في مختلف الألعاب الرياضية».

"عبد طه الحمزة" من قدامى لاعبي كرة السلة عنه يقول: «عندما يذكر اسم المهندس "تيسير عبد الكريم" تحضر معه كل الصفات النبيلة والأخلاق الحميدة، لما يتمتع به من الصدق والتهذيب والأمانة، وحبه لمساعدة الآخرين، فهو كان دائماً في حياته المهنية مثال للمهندس الناجح في كل المهام التي أوكلت له، وفي الملاعب الهداف البارز، وصاحب التسجيلات الثلاثية التي غالباً ما تلعب دوراً حاسماً في نتائج المباريات في الثواني الاخيرة؛ لهدوئه ودقة تسديداته من مختلف الاتجاهات. وخلال مسيرتي الرياضية الطويلة معه كان من أكثر اللاعبين محبة ووفاء لناديه، ولم تغريه دعوات الانضمام للأندية الأخرى التي كانت تطلبه للاستفادة من مهاراته وتميزه».

المهندس "هلال الصالح" رئيس نادي "الشباب" السابق عنه يقول: «تربطني علاقة معرفة بالمهندس "تيسير عبد الكريم" منذ المرحلة الابتدائية، وكان من المتميزين بالأخلاق والتهذيب والتفوق الدراسي. لعبنا مع بعضنا ضمن فريق نادي "الشباب" لفترة طويلة، وبرز بشكل متميز، وفرص نفسه كأبرز لاعبي "الرقة" بكرة السلة، وتابع تألقه في البطولات المدرسية ومنتخبات المحافظة، ولمع اسمه بين نجوم كرة السلة السورية، حيث تمت دعوته للمنتخب الوطني. وفي الجانب العلمي تفوق بالشهادة الثانوية وفضل الهندسة على الطب، حيث كان بارعاً في التصميم والمشاريع الهندسية، ويشهد له الجميع بالريادة في هذا الجانب.

وخلال عمله الوظيفي في أكثر من موقع كان مثالاً للنزاهة والنظافة رغم المغريات الكثيرة والمناصب العديدة التي عرضت عليه، لكنه ظل محافظاً على نهجه المستقيم الذي نشأ عليه. اتجاه للعمل الخاص بعد أن ترك أثراً طيباً، وسمعة رائعة من الإخلاص والتفاني والوطنية، وبات نموذجاً يحتذى، ومضرباً للمثل في سلوكياته وممارسته وإخلاصه لعمله».

يشار إلى أن المهندس "تيسير عبد الكريم" من مواليد "الرقة" عام 1956.