هي واحدة من أشهر قرى "جبل العرب" بطيبة أرضها وقوة شكيمة أهلها الذين سكنوا تلالها الوعرة، والمخيفة بوديانها الشديدة الانحدار، ونبت عن هذه المعادلة أرض خضراء ملأى بخيرات الطبيعة، وسكان أشداء تملأ قلوبهم الطيبة والكرم.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشيخ "هادي أبو زيدان" يوم 15 أيلول 2014، فتحدث عن أصل التسمية والحدود الجغرافية للقرية: «"الطيبة" من طيبة الوادي، من طيبة الأرض القاسية الملأى بالمعاصي، والوديان الشديدة الانحدار المغمورة بالحراج والصخور الكبيرة القاسية، والذي يعرف جيداً القرية قبل خمسين عاماً لا يمكن أن يتصّور ما هي عليه اليوم، فتلك المنحدرات الوعرة والتلال العالية باتت غابة من الأشجار المثمرة بعد عملية التطوير واستصلاح الأراضي الذي ساهم فيها كل من الأهالي ومديرية زراعة "السويداء" التي قدمت الآلات، وهي تقع في السفح الشرقي لجبل العرب؛ حيث يحدها من الشرق بلدة "المشنف"، و"العجيلات"، و"طربا"، ومن الجنوب قرية "سالي"، ومن الغرب قرية "مفعلة"، ومن الشمال تصل حدودها حتى قرية "غيضة نمرة"، أما تلالها العالية فهي "تل شقارة"، و"تل حزيني"، وقمة "الطابية"، والذي لا يعرف المنطقة يفاجأ أن وادي "اللوى" الذي ينتهي بعد حدود المحافظة الشمالية يبدأ من القرية، وهو يشكل بتكويناته العجيبة لوحات فنية جميلة، ونادرة من الصخور العالية المتشكلة من البراكين التي كونت الجبل، وانتهت في قعره، وهو مكان خصب لهواة التصوير الضوئي، وهواة الرحلات».

"الطيبة" من طيبة الوادي، من طيبة الأرض القاسية الملأى بالمعاصي، والوديان الشديدة الانحدار المغمورة بالحراج والصخور الكبيرة القاسية، والذي يعرف جيداً القرية قبل خمسين عاماً لا يمكن أن يتصّور ما هي عليه اليوم، فتلك المنحدرات الوعرة والتلال العالية باتت غابة من الأشجار المثمرة بعد عملية التطوير واستصلاح الأراضي الذي ساهم فيها كل من الأهالي ومديرية زراعة "السويداء" التي قدمت الآلات، وهي تقع في السفح الشرقي لجبل العرب؛ حيث يحدها من الشرق بلدة "المشنف"، و"العجيلات"، و"طربا"، ومن الجنوب قرية "سالي"، ومن الغرب قرية "مفعلة"، ومن الشمال تصل حدودها حتى قرية "غيضة نمرة"، أما تلالها العالية فهي "تل شقارة"، و"تل حزيني"، وقمة "الطابية"، والذي لا يعرف المنطقة يفاجأ أن وادي "اللوى" الذي ينتهي بعد حدود المحافظة الشمالية يبدأ من القرية، وهو يشكل بتكويناته العجيبة لوحات فنية جميلة، ونادرة من الصخور العالية المتشكلة من البراكين التي كونت الجبل، وانتهت في قعره، وهو مكان خصب لهواة التصوير الضوئي، وهواة الرحلات

سكنت القرية قبل 300 عام تقريباً من قبل مجموعات صغيرة تأتي وتذهب بسبب الوعورة وصعوبة الحياة، وهي لا تمتلك أي مقومات للحياة سوى الإصرار والعزيمة على العيش وسط تلك الجغرافية المرعبة، حيث كان السكان الأوائل يقتحمون المجهول، غير أن مجموعة من الأهالي مكثوا بشكل نهائي في منتصف القرن الثامن عشر، يقول السيد "هنيدي مهنا" رئيس الجمعية الفلاحية في القرية عن السكان وعملهم: «أول من سكن القرية كان عدد من العائلات ضمن مجموعات صغيرة، حيث وصلت عائلات "الحسين، مهنا، الزرعوني، العربيد، كمل الدين، سلاّم، أبو زيدان، زهر الدين، والعنداري"؛ حيث يبلغ عددهم الآن ألفي نسمة، وقد عانوا الأمرين قبل أن تصبح الأرض قابلة للحياة، ومنذ 40 عاماً قام المرحوم "حسن مهنا" بجلب شجرة التفاح إلى القرية بفضل نصيحة أسداها له المرحوم "سليمان أبو سعدى" الذي يعد من أوائل المزارعين لهذه الثمرة في "السويداء"، وبعد أن كبرت وأثمرت لحقه أهالي القرية بذلك، وخاصة السيد "نمر العنداري"، والآن يبلغ عدد أشجار التفاح 25 ألف شجرة مزروعة ضمن مساحة عشرة آلاف دونم، بتوقعات تقديرية لإنتاج 3500 طن خلال هذه السنة، إضافة إلى زرع ألف دونم من العنب، ومثلها من اللوزيات، وهناك ما يقارب الثلاثة آلاف دونم يقوم الفلاحون بزراعتها قمحاً وشعيراً وبقوليات، والحقيقة إن الزراعة هي عمل السكان الأول والأخير لأنها مصدر الحياة هنا حتى لو امتهن بعضهم أي عمل آخر، وقد ترافق ذلك مع بناء 13 براداً لحفظ التفاح وتخزينه، وفي القرية 125 رأس بقر تؤمن للأهالي الحليب ومشتقاته، أما الأغنام فهي تربّى فقط في البيوت بنسب بسيطة بسبب تحريم الرعي منذ العام 1981 للمحافظة على الأشجار، ولذلك تجد أن نسبة الاغتراب في القرية ضعيفة جداً مقارنة بباقي القرى، ولا تتجاوز الواحد بالمئة».

البناء في أعلى التل.

وعما يميز القرية وسكانها، والخدمات المتوافرة، تحدث مختار القرية "مثقال الحسين" قائلاً: «هناك العديد من المزايا التي تتمتع بها القرية، أولها الطبيعة الخلاّبة والجو النقي، (على الرغم من البرودة الشديدة التي تضرب الجبل طوال فصل الشتاء)، وهذا ما ينعكس إيجاباً على المواليد؛ فالقرية تتمتع بأكبر نسبة أطفال في المنطقة، وهو ما يلاحظه أي قادم إلينا، فالصفوف المدرسية في القرية تعج بالأطفال الصغار، وتمتاز كذلك بوجود فنانين معروفين على مستوى المحافظة، مثل: النحات "أيمن مهنا"، والفنان التشكيلي "وليد كمل الدين"، والفنان التشكيلي "ناجح الحسين"، والفنان التشكيلي "بدر العنداري"، والشعراء "فضل الله الحسين"، والشاعر "حمود الزرعوني"، والمطرب الشعبي "فادي الزرعوني"، وهناك عدد كبير من المواهب الشابة.

وككل القرى يتواجد في "الطيبة" مدارس ابتدائية وإعدادية، وهاتف وكهرباء، وشبكة مياه غير أن مياه الشرب تأتينا من سد "المشنف" على الرغم من وجود بئرين من الماء، فواحد متوقف، والآخر قيد العمل، ولدينا مستوصف طبي يقدم الخدمات الإسعافية للأهالي واللقاحات المجانية للأطفال، كل ذلك ينعكس على العلاقات الحميمة التي تربط الناس هنا، وهو عامل مهم يتمثل في الأعمال المشتركة التي ينفذها الناس بشكل تطوعي مثل بناء موقف القرية والصالة الاجتماعية وتحسين مرافق مزار "المهدي". ولكن تبقى المنغصات قائمة للفلاح التي تحتاج للمعالجة، مثل: مسألة تصريف المنتجات، والقضاء على ظاهرة السمسرة، وتأمين الأعلاف الجيدة لمربي الأبقار، والبحث عن مصادر دائمة للمياه، وإكمال الطرق الزراعية التي تساهم في المحافظة على الإنتاج وزيادته، فالأرض وأشجار التفاح روح القرية وسبب تميزها وعزتها».

صورة جوية
الأراضي الشاسعة المستصلحة.