أدخل "نصر نصر" صناعة الخيزران إلى مدينة "شهبا" ليكوّن حرفة جديدة لمجموعة من النساء الباحثات عن الأمان، ويكون عاملاً منافساً في سوق الهدايا الذي يعج بالأشكال والأنواع المستوردة.

مدونة وطن "eSyria" التقت مدرب الأعمال والحرف اليدوية التقليدية "نصر جاد الله نصر" في سوق الصاغة القديم في مدينة "شهبا" بتاريخ 28 آب 2015؛ الذي تحدث عن هذه المهنة الجديدة القديمة، ويقول: «تعلمتها عن طريق النظر وأعجبتني فكرة الإرث الحضاري المتوارث عن القدماء والأجداد، شعرت بأن شيئاً يشدني نحو تلك الأعمال التي كنت أشاهدها من خلال تنقلاتي في محافظات القطر، كنت أجلس وأراقب وأسأل ولا أملّ حتى تعلمت كثيراً من الأعمال الحرفية اليدوية، ولم تكن صناعة "الخيزران" جديدة على المحافظة، لكن استخدامها كان على نطاق ضيق، ولا توجد مقتنياتها سوى في البيوت الميسورة الحال، وعندما استقر بي المقام في المحافظة، كانت فكرة إحياء هذه المهنة تراودني بأفكارها وابتكاراتها، و"الخيزران" شبيه بما كان يطلق عليه "الصنعْ" أو صناعة القش، لكنه يتميز بأنك قادر على التحكم بعرض الخيط، تعلمت في العام 1998 في معرض بمدينة "حمص"؛ وكانت نقطة التحول عندما وجدت أحد الحرفيين يلف كرسياً قديماً بـ"الخيزران"، ومنذ ذلك اليوم وعملي ينصبّ على تلك الأعمال ونشرها لتكون مورداً للرزق».

كما هي حال صناعة القش تبدأ بما يطلق عليه (البدوة) في "جبل العرب"، كذلك في "الخيزران" فالبداية هي التي تنطلق منها، ولا سبيل لعمل آخر أو طريقة أخرى غيرها، وهي عملية بسيطة وليست معقدة وأي فتاة يمكن أن تتعلمها بسهولة، وخلال ثلاثة أيام يمكنها أن تنجز ما ينجزه الآخرون المتعلمون منذ مدة

وعن طريقة العمل في تلبيس الأشكال بـ"الخيزران" وصناعة الأواني والهدايا منه، أضاف: «كما هي حال صناعة القش تبدأ بما يطلق عليه (البدوة) في "جبل العرب"، كذلك في "الخيزران" فالبداية هي التي تنطلق منها، ولا سبيل لعمل آخر أو طريقة أخرى غيرها، وهي عملية بسيطة وليست معقدة وأي فتاة يمكن أن تتعلمها بسهولة، وخلال ثلاثة أيام يمكنها أن تنجز ما ينجزه الآخرون المتعلمون منذ مدة».

المدرب نصر نصر

وتحدثت العاملة بالخيزران "سميرة نوفل" عن طريقة العمل، وكيف وجدته بعد أن انطلقت، وتقول: «ينقع "الخيزران" بالماء حتى يصبح ليناً وطرياً وبوقت لا يتجاوز عشر دقائق، وبإمكانك أن تأخذ الشكل الذي تريده منه لأن له أكثر من صنف، وعندما يلين يمكن أن تأخذ القياس الذي يناسب القطعة، وقد تعلمت بسرعة صناعة الصواني كهدايا لأن تسويقها سهل ومطلوبة بوجه معقول وتحقق مردوداً جيداً، فأسعارها مغرية تغني أصحاب الدخل المحدود عن الحيرة في اختيار الهدايا لكونها أنيقة ويمكن لربة البيت أن تستعملها أو تعلقها كزينة على الجدار، أما الكراسي الحديدية القديمة فهي قصة جميلة للعمل حيث نحولها إلى تحفة فنية بقليل من الصبر، وكذلك الأمر بالنسبة للطاولات، حيث أتانا الكثيرون من الناس من أجل وضع مثل هذه الزينة على أدواتهم وأثاثهم».

"نسرين الصحناوي" التي تحولت إلى مدربة مع الزمن في هذه المهنة عن الجديد المبتكر في صناعة "الخيزران"، تقول: «يمكن بلمسات نسائية بسيطة أن نجعل هذه النبتة القاسية تحفة خالصة من دون أي إضافات عدا الغراء والإكسسوارات في النهاية، وقد صنعنا السفن بعدة أحجام، و"كلوبات" للإنارة المنزلية، ونحن في عملنا نترك الحرية للعاملات حتى يبرزوا طاقاتهم ويخترعوا أشكالاً من ابتكاراتهم حتى ينطلقوا بالعمل ويشعروا بكيانهم، فالمهم بالنهاية أن تنطلق الفتيات إلى العمل ويشعرن بأن هذه المهنة مربحة ويعشن من ورائها بكل كرامة.

النساء يعملن في الورشة

على مدى الأشهر الماضية أثبتت هذه الورشة قدرتها على جذب الفتيات، وهناك عدد من الشبان جاؤوا ليتعلموا أصول الحرفة، وهي الآن تتألف من خمسة عشر عاملاً من فتيات وشبان، وإذا استطاع أي فرد منها صنع عشرة أعمال في اليوم الواحد فهي تعود عليه بمردود جيد، فالسوق واسع وهناك المعارض والأسواق التي تقوم بوجه دوري في ساحة المحافظة، وعملية التسويق سهلة».

العاملة سميرة نوفل