في تجربة تهدف إلى خلق مسارات إيجابية وفعل صحي بعد ساعات العمل الطويلة، حملت تربية طيور "الفري" في طياتها رسائل لاستثمار الوقت بعمل منتج ومفيد.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 آذار 2016، رصدت التجربة التي اخترق بها الصحفي والمصور الفوتوغرافي "أكرم الغطريف" ضيق الوقت ودائرة العمل اليومي المحكمة بالمواعيد والاتصالات؛ بتجربة بسيطة عرّفها بالممتعة والمنتجة في ذات الوقت بعد إرهاق العمل؛ رغبةً في إيصال الفائدة منها؛ تمثلت في الخروج من طبيعة أعمال معينة للتعامل مع أرواح تحتاج إلى الرعاية لتقدم مادة غذائية متميزة وقابلة للاستثمار بتكاليف بسيطة وغير مرهقة؛ وذلك وفق حديث الطبيب البيطري "أركان كرباج"؛ الذي تابع التجربة واهتم بتعريفها لشرائح مختلفة لعلها تكون نواة لعمل أوسع، ويقول: «صحيح أن تربية الطيور بأنواعها اتسعت خلال الأزمة، لكن هذه التجربة التي يقدمها الصحفي "أكرم الغطريف" كانت ذاتية بكل التفاصيل بدافع الحاجة إلى عمل خارج أطر العمل المعتادة، وبحكم مهنتي زرته لمتابعة حالة الطيور ولاحظت الظروف الصحية التي وفرها بنوع من المتعة بهذا العمل، إضافة إلى أن التجربة بسيطة ولا تحتاج إلى جهد كبير، فيكفي توافر القفص المنظم والمتابعة اليومية لدقائق معدودة، كما أنني استفدت من منتجات بيض "الفري" بوصفها من المواد الغذائية المتميزة للأطفال والكبار ومتوافرة بالمنزل وذات فائدة كبيرة، حيث حرصت على التعريف بها ونقلها لعدد من الشباب والموظفين بوجه خاص للتخلص من الطاقة السلبية، وفسحة للراحة النفسية وتجديد الطاقة، والحصول على بيض مناسب للتغذية الكاملة في المنزل من دون عناء يذكر.

كنت أخفف من تناول البيض لمراقبة نسبة الكوليسترول، لكن بعد التعرف إلى بيض "الفري"، أخذت أدخله بالوجبات اليومية لكون نسبة الكوليسترول منخفضة وحجم البيضة صغير جداً نسبة إلى بيض الدجاج، وتوافر مثل هذه الطيور للاستفادة من لحمها، وهي مرغوبة للشواء، وعندما رأيت القفص وتعرفت إلى طريقة التربية أخذت أجهز مع أسرتي قفصاً صغيراً يمكن وضعه في الغرف القديمة، ووقتي الكافي يسمح لي بالعناية بها صباحاً، فالطريقة بسيطة ومنتجة ونحن بحاجة إلى مثل هذه الأعمال في هذه الظروف، خاصة أنها لا تحتاج إلى عناية كبيرة، ولا تسبب أي ضرر للمحيط؛ فلا أصوات تذكر أو رائحة مزعجة، والغذاء متوافر في الأسواق من حبوب الصويا ومكونات أخرى تدعم تغذية الطيور لإنتاج بيض غني ومفيد للصحة

وإنني أتصور أن تكرار التجربة سيكون له أثر واضح في خلق فرص إنتاجية مناسبة؛ مع العلم أنها لا تحتاج إلى مساحات كبيرة أو تكاليف باهظة، ومن خلال هذه التجربة فقد يكون مبلغ خمسة عشر ألف ليرة سورية كفيلاً بتأسيس قفص لقرابة عشرين طائر "فري" تكفي احتياجات الأسرة كخطوة أولى».

الطبيب البيطري أركان كرباج

في قبو صغير كان قد خصصه لتربية الدجاج البلدي مستعيضاً عن تأجيره بعمل يعده منتجاً للطاقة الإيجابية، أضاف إليه الصحفي "أكرم الغطريف" قفص طيور "الفري" لنسمع رؤيته عن التجربة التي بدأت من قرابة عام ونصف العام بقوله: «نبحث كثيراً عن مساحات تخرجنا من ضغوط العمل، وكنت في مرحلة سابقة ومع نقص مادة البيض من الأسواق قد استفدت من قبو في منزلي، ومن خبرة بعض الأصدقاء لشراء أنواع من الدجاج البلدي للتربية، وتعرفت منهم إلى طريقة تربية طيور "الفرّي"، وكم هي مفيدة للتغذية سواء من البيض أو اللحوم، وأننا نتمكن من الحصول على آلة بسيطة التركيب تسمى "الفقاسة" وهي من تصميم حرفيين، وانتشرت بالمنطقة؛ لذا اشتريت واحدة وحصلت على بيض "الفري" الملقحة وتعلمت متابعتها وصممت لها "حضانات"؛ وهي صناديق خشبية جهزت بالإنارة اللازمة التي تهيئ التدفئة المناسبة لـ"الصيصان" الصغيرة، ونقوم بتغذيتها لتكون بصحة جيدة، وتصبح لدينا فرصة مستمرة للحصول على أفواج جيدة ورعايتها لتصل إلى مرحلة الإنتاج.

في المرة الأولى، وبعد خمسة عشر يوماً حصلنا على ما يقارب 700"صوص" لطيور "الفري"، بعنا قسماً كبيراً، وأبقيت ما يقارب مئة طائر منها، ومن يتابع هذه الطيور يكتشف تفاصيل جميلة؛ منها خروج الصوص من البيضة عندما ينقرها بشكل دائري ويخرج مسرعاً نشيطاً، وبالتالي لا يحتاج الطائر إلى الكثير من العناية ليتابع النمو، فهيأت لها قفصاً نظمته بطريقة سلسة لتكون عملية التخلص من الأوساخ سهلة؛ حيث الأرضية من الشبك والبيض ينزلق مباشرة إلى الخارج، ومن يراقب القفص يجده صغيراً؛ الطول متر، والعرض ستون سنتيمتراً، بارتفاع ثلاثين سنتمتراً، وهي مساحة صغيرة جداً اتسعت للطيور، وهي تنتج كل يومين نحو عشرين بيضة تدخل بغذاء الأسرة».

أكرم الغطريف أثناء العناية بالطيور وتنسيق البيض

وعن الفائدة الاقتصادية يضيف "أكرم" بالقول: «كانت البداية للتسلية عندما حصلنا على أنواع من هذه الطيور وهي الأكثر عائدية، مثل: "الجامبو"، و"الأفريقي"، ونوع رمادي اللون منتشر، وكلها مناسبة للتربية في منطقتنا وتختلف باختلافات بسيطة من حيث الشكل والحجم، والإنتاجية عالية بوجه عام، لكن العناية بالطيور والمتابعة جعلتني أتعرف إلى أن هذه الطيور منتجة جيدة؛ فمن حيث اللحوم لدينا فرصة دائمة لإنتاج أفواج والعناية بأفواج جديدة، وبالنسبة للبيض؛ فستون طائر "فري" ينتجون ما يفيض عن حاجة المنزل؛ لذا اضطررت لبيع الفائض وتقديمه لمن يطلبه بما يحتويه من قيمة غذائية عالية لهذا البيض الصغير، وعلى الرغم من غرابة لونه، إلا أنه غني بالفيتامينات، فهو من الأغذية المناسبة لمرضى الكوليسترول وهشاشة العظام؛ وهذا ساهم في زيادة الطلب عليه».

استفادت من بيض "الفري" الذي باعه "الغطريف" مبينة أن هناك فرصة لتكرر تجربته؛ كما بينت السيدة "ابتسام الحجار"، وقالت: «كنت أخفف من تناول البيض لمراقبة نسبة الكوليسترول، لكن بعد التعرف إلى بيض "الفري"، أخذت أدخله بالوجبات اليومية لكون نسبة الكوليسترول منخفضة وحجم البيضة صغير جداً نسبة إلى بيض الدجاج، وتوافر مثل هذه الطيور للاستفادة من لحمها، وهي مرغوبة للشواء، وعندما رأيت القفص وتعرفت إلى طريقة التربية أخذت أجهز مع أسرتي قفصاً صغيراً يمكن وضعه في الغرف القديمة، ووقتي الكافي يسمح لي بالعناية بها صباحاً، فالطريقة بسيطة ومنتجة ونحن بحاجة إلى مثل هذه الأعمال في هذه الظروف، خاصة أنها لا تحتاج إلى عناية كبيرة، ولا تسبب أي ضرر للمحيط؛ فلا أصوات تذكر أو رائحة مزعجة، والغذاء متوافر في الأسواق من حبوب الصويا ومكونات أخرى تدعم تغذية الطيور لإنتاج بيض غني ومفيد للصحة».

الأقفاص صغيرة ومنظمة

الجدير بالذكر، أن سعر الطبق الواحد من بيض "الفري" يصل إلى 500 ليرة سورية، وشهد إقبالاً من قبل عدد من الأسر التي تشتريه للقيمة الغذائية العالية؛ خاصة أنه من المواد المغذية التي تضاف إلى أنواع العصائر لتغذية الأطفال وكبار السن.