تابع "معتصم كرباج" طريق والده في إنتاج الأعلاف بطرائق حديثة، واستفاد من خبرات الفلاحين والتعامل معهم لإنتاج خلطات تسهم في زيادة إنتاج الماشية والدواجن، فاكتسب على مدى الوقت ثقة الفلاح والمربي معاً، واستمر بالعمل على الرغم من كل الظروف.

مدونة وطن "eSyria" التقت "معتصم كرباج" بتاريخ 20 آذار 2016؛ الذي تحدث عن فكرة المشروع قائلاً: «بدأ والدي المشروع عام 1999، وكان الهدف من إنشائه عدم وجود مشروع مماثل في المنطقة، ولأن سكان المنطقة يعتمدون تربية المواشي والدواجن، وبذلك يمكننا الاستغناء عن استجرار المادة العلفية من عدة مصادر، وبعد وفاة والدي تابعت العمل بدلاً منه».

النجاح في العمل يكمن في الصدق بالتعامل، وتحمل ظروف الفلاحين ومراعاتها، والالتزام بمواعيد التسليم مهما كانت الظروف، إضافة إلى نظافة الخلطات وتعقيمها الدائم

وأضاف: «في البداية كان والدي يشتري المادة العلفية من محافظة "دمشق" ويوزعها على مربيّ المواشي والدواجن في المنطقة، ثم قام بتأسيس "المجرشة" بهدف الاكتفاء الذاتي، وبدأ رويداً رويداً توسيع العمل وأصبحنا نقوم بتجهيز وتحضير الخلطات العلفية بأنفسنا».

السيد "معتصم رامز كرباج"

وعن تأمين المواد الأولية للعمل وتجهيز الخلطات، تابع بالقول: «اعتمادنا الأساسي على فلاحي المنطقة والمزارعين في محافظة "دمشق"، نشتري القمح والشعير والذرة وغيرها من الحبوب اللازمة لتجهيز الخلطات، ويتم تركيبها وفق المواصفات المعتمدة في اتحاد الفلاحين، إضافة إلى الاستفادة من خبرة موزعي الأعلاف في محافظتي "دمشق" و"حلب"، مع الأخذ بعين الاعتبار التواصل الدائم مع مربي المواشي في المنطقة، ثم نقوم بالتوزيع وسؤالهم الدائم عن مردود هذه الخلطات وتأثيرها في إنتاج المواشي، وبذلك كنا نطور العمل باستمرار».

أما عن التسويق وتوزيع المنتج والأماكن المستهدفة، فأضاف: «بدأنا التسويق بسيارة صغيرة على نطاق قرية "أم الزيتون" وعدة قرى مجاورة، ومع نجاحنا بالعمل وتزايد الطلب على المنتج بدأنا توسيع نطاق التوزيع حتى أصبح يشمل المنطقة بكاملها؛ أي "وادي اللوى" وقرى "مجادل" و"صميد" و"الخرسا" و"عمرة" و"الهيت" و"شقا"، إضافة إلى قرى في مناطق مجاورة مثل "الرحى" في جنوب مدينة "السويداء"».

الماكينة التي تطحن الحبوب

وعن سرّ الاستمرار والنجاح في العمل، أضاف: «النجاح في العمل يكمن في الصدق بالتعامل، وتحمل ظروف الفلاحين ومراعاتها، والالتزام بمواعيد التسليم مهما كانت الظروف، إضافة إلى نظافة الخلطات وتعقيمها الدائم».

"صالح الجرماني" مربي دواجن في قرية "أم الزيتون" تحدث عن مدى الاستفادة من الخلطات العلفية المتوفرة بقوله: «تربية الدواجن تتطلب عناية واهتماماً بالدجاج، إن كان لإنتاج البيض أو لتسمين الدجاج، وفي الحالتين وجدنا منتجاً نظيفاً توفره مجرشة "أم الزيتون" وبسعر مقبول، كنا سابقاً نطعم الدجاج الحبوب العادية، لكن إنتاج البيض كان قليلاً، حيث ينشط في فصل الربيع لوجود الأعشاب الخضراء التي يتغذى عليها الدجاج فتحسن إنتاجه، اليوم أصبح الإنتاج وفيراً على مدار العام؛ وذلك بسبب وجود مادة علفية جيدة متوفرة دائماً».

المنتج جاهز للتوزيع

"عصام كرباج" من أهالي قرية "أم الزيتون" ومن مربي المواشي، تحدث عن رأيه بمشروع "المجرشة" وتعامله معهم بالقول: «تربية المواشي تحتاج إلى تفرغ تام، والمواشي بحاجة إلى اهتمام ومراقبة دائمين، والاهتمام أيضاً يكون بالحرص على تقديم الأعلاف الجيدة والمضمونة، فتأمين العلف هو الهاجس لأي مربي، حيث كنا نشتريه من مصادر متعددة، لكن إنشاء هذا المشروع في قريتنا اختصر علينا الجهد والوقت، إضافة إلى الثقة بصاحب المشروع والثقة بأنه يقدم لنا منتجاً نظيفاً، أصبحت المادة متوفرة وفي متناول أيدينا، وهي مضمونة وتخضع لكافة الشروط والمعايير المعتمدة في اتحاد الفلاحين، كما أن "معتصم" اكتسب سمعة حسنة بنظافة منتجه، فإنتاج الأغنام يعتمد تغذيتها، فكلما كانت الخلطات غنية بالمواد الضرورية اللازمة زادت كمية إنتاج الحليب».