يعدّ المستثمر "رائد الشاعر" واحداً من جيل الشباب الذين خطّوا طريقاً خاصاً معاكساً للمألوف، ويحمل في طياته بعدين؛ أولهما المبادرات الخيرية، والثاني خلق فرص عمل باستثمارات وطنية، وهو لم يبلغ بعد عقده الرابع من العمر.

حول التميز في رؤية المستثمر "رائد الشاعر"، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 2 كانون الأول 2016، التقت "بشار نصار" عضو المكتب التنفيذي في محافظة "السويداء"، الذي تحدث عن معرفته بالمستثمر "الشاعر"، حيث قال: «عرفت المستثمر "رائد الشاعر" منذ سنوات قليلة، وتميّز بأمرين؛ أولهما أنه يعمل بمثابرة بإرادة وتصميم مجسداً قيم العادات والتقاليد العربية الأصيلة من صدق وأمانة وإغاثة الملهوف، وتقديم يد المساعدة إلى كل محتاج، وذلك من خلال عمله في لجنة الإغاثة، حيث أظهر تواضعاً ومثالاً يقتدى بالعمل الإنساني والخيري. وهو يعمل على تطوير منظومة الأخلاق والقيم الاجتماعية والإنسانية.

أما الدوافع، فهي العادات والتقاليد العربية الأصيلة التي تدفع بكل مستثمر أو مبادر للأعمال الخيرية أن يقدم الكثير من المساعدات، ليس الهدف الظهور، بل رسم ابتسامة على وجه محتاج يشعرك بالاعتزاز والفخر أنك قدمت شيئاً لأبناء وطنك، والعادات والتقاليد تشجع على ذلك؛ فحين تدخل إلى مضافة ويستقبلونك الناس بالحفاوة والتكريم، ناشرين ما تقوم به، لعمري هذا الجزاء بين الأهل هو الثروة التي أعتزّ بها ما حييت

والثاني أنه يملك إرادة قوية في تعزيز دور العمل وقيمته؛ وذلك من خلال مساهمته بثقافة إدارية وإصراره على الاستثمار الوطني، وهو المغترب الحامل لأفكار ورؤى عديدة في طرائق الاستثمار الخارجي، لكنه يعمل على خلق فرص عمل محلية والاستثمار بأيادٍ وطنية؛ بغية تلبية احتياجات المجتمع وتسريع عجلة التنمية. تطلعاته تجعله متميزاً، وإصراره على العمل يجعل من يعمل معه يحمل القيم نفسها، فهو شاب طموح، عنوان مسيرته الانتماء، وشعاره: "العمل الدؤوب ينمّي الشخصية"».

بشار نصار

وحول حياته الاجتماعية والمهنية، يقول "رائد الشاعر": «مع بداية الثمانينيات من القرن الماضي كانت ولادتي، ومن عبق قريتي "بوسان" نهلت بناء وتكوين شخصيتي الانتمائية من معينها، حيث درست المراحل الإلزامية فيها، لأكون رفيق والدي "صياح الشاعر" في بلاد الاغتراب "فنزويلا" التي عشت فيها، حيث وضعت نصب عيني مذ كنت أحبو في مهنة التجارة التي يعمل بها والدي، أن أعزز الانتماء إلى أرض وطني، حيث ساعدتني على ذلك تربية المنزل؛ إذ فرض الوالد علينا ألا نتحدث داخل المنزل إلا باللغة العربية، ويمنع تداول اللغة الأجنبية إلا خارج المنزل، لكن الحنين في الاغتراب دفع بي أن أكون متعلقاً بـ"السويداء"؛ فمناخها العذب، وأهلها الطيبون، والطفولة المتمردة؛ دفعت بي أن أعمل أكثر.

لم أبلغ العقد الثاني حينما وقعت تحت امتحان كيف أقوم بتأمين مصروفي اليومي، وبدأت بيع البطاريات الصغيرة، وانطلقت بتكوين شخصيتي التجارية، وحين وجد والدي وعمي القدرة لدي على التكيف في السوق المحلي، أوكلاني بمحلّ تجاري كبير، رأسماله الثابت أكثر من سبعة مليون دولار، وكان التوفيق حليفي منذ ذلك الوقت».

وحول الهدف من الاستثمار والمبادرات الخيرية، تابع: «كان الهدف الأسمى من الاستثمار في "السويداء" تأمين فرص عمل حقيقية للشباب، حيث وضعت خططاً لمشاريع تنموية تعمل على خلق 2000 فرصة عمل، وقد يتزايد العدد مع تزايد الاستثمارات، لكن الأهم أن المبادرات الاجتماعية هي الأساس في حياتي، فقد شاركت وساهمت بتأسيس العديد من الجمعيات الخيرية الممولة للأسر الفقيرة، وعملت على تمويلها مادياً، إضافة إلى المساعدات العينية والنقدية في المواقف العامة والاجتماعية، والمقامات الدينية والخيرية؛ وهذا الأمر ذكرته عنوة؛ بغية تحفيز المستثمرين لخلق استثمارات جديدة في "السويداء"، وغيرها من المحافظات السورية.

أما المشاريع التي قمت باستثمارها، فقد تجاوزت خمسة مشاريع بتكاليف باهظة، منها "براد للتفاح" بسعة 1200 طن، وبستان لزراعة التفاح يتسع لـ6000 "كعب" من الأشجار المثمرة، ومعمل لدعم وتأهيل "الخرسانة"، وهناك شركة أخرى محدودة المسؤولية، وغيرها».

ويتابع: «أما الدوافع، فهي العادات والتقاليد العربية الأصيلة التي تدفع بكل مستثمر أو مبادر للأعمال الخيرية أن يقدم الكثير من المساعدات، ليس الهدف الظهور، بل رسم ابتسامة على وجه محتاج يشعرك بالاعتزاز والفخر أنك قدمت شيئاً لأبناء وطنك، والعادات والتقاليد تشجع على ذلك؛ فحين تدخل إلى مضافة ويستقبلونك الناس بالحفاوة والتكريم، ناشرين ما تقوم به، لعمري هذا الجزاء بين الأهل هو الثروة التي أعتزّ بها ما حييت».