عرفت قرية "رامي" بأنها ذات العائلة الواحدة؛ فهي تضمّ فقط "آل مقلد"، ولعل اتفاق أهلها أكسبها خاصية في إنجاز مشاريع خدمية كبيرة بجهود ذاتية، ساهمت في تنمية القرية وتكاملها على الصعيد الخدمي والاجتماعي.

حول قرية "رامي" وأصل التسمية، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 10 آذار 2017، التقت "حكمت مقلد" من أهالي القرية، الذي يعمل بالمقاولات العامة، فبيّن بالقول: «تعدّ قرية "رامي" مرصداً ومحمية رومانية قديمة لرصد البادية، حيث سكنها "آل مقلد" الذين قدموا من "صليما" اللبنانية متجهين إلى "الدير علي" في محافظة "ريف دمشق"، ثم إلى قرية "سليم" بـ "جبل العرب"، وبعدها إلى قرية "المشنف"، ثم قاموا بشراء هذه القلعة القديمة، فاستصلحوا الأرض المحيطة بها، وذلك قبل قرنين من الزمن. وقرية "رامي" جاءت من "راما"؛ وهي الشجر الكثيف، والواقعة على السفح الشرقي لـ "جبل العرب"، وتبعد عن محافظة "السويداء" نحو 25كم شرقاً من اتجاه قرية "المشنف" التي تعانقها "رامي" وكأنها تلتحم بجسدها، وتفصله عنها حافة وادٍ انحدر انحداراً مسرعاً يسابق حبات مطر الشتاء ليروي السدود المجاورة. وترتفع عن سطح البحر نحو 1600 متر، وتشتهر بزراعة الحبوب.

هناك مقرّ للبلدية التي تقوم بالخدمات المعتادة، مثل: منح الرخص، وإنشاء الطرق، والنظافة، وغيرها. وشعبة للهلال الأحمر تقوم بخدمة المواطنين من توزيع أدوية وفحوصات دورية، وتوزيع للمساعدات، ونقطة طبية تابعة لمديرية الصحة، ومؤخراً وبالتعاون مع أهل القرية وشبابها شُيّد بناء روضة للأطفال من طابقين يتسع لمئة وخمسين طفلاً، وهي مجهزة بكافة وسائل التعليم. وتحتوي القرية صالة للجمعية التعاونية تم بناؤها بجهود أهلها وتعاونهم، وبادر أحد أبنائها بتقديم قرض من دون فائدة يعدّ نواة لصندوق التنمية، ويقوم هذا الصندوق بتقديم القروض لإقامة مشاريع صغيرة

معظم شبابها مغتربون في دولة "الكويت"، وهناك نسبة منهم في "فنزويلا"، ويبلغ عدد سكانها قرابة 2800 نسمة، وتتميز بأن سكانها من عائلة واحدة قدمت للمجتمع شرفاء كثر، وساهمت عن طريق رجالها في خوض الكثير من انتصارات الوطن، وساهم المغتربون من أهلها كثيراً في إعمارها وزخرفة بيوتها، وبناء النسيج العمراني الجمالي».

"حكمت مقلد" مع شباب قريته

وعن المشاريع التنموية في القرية، بيّن "بسام مقلد" من شباب القرية، قائلاً: «لكون قريتنا تضم عائلة واحدة، قام شبانها بالتعاون مع أصحاب الرأي والمشورة من كبار السنّ ومن لهم تاريخ ومساهمة اجتماعية، بالعمل على تحقيق التنمية، من خلال خلق فرص عمل داخلية، إضافة إلى الاغتراب؛ ليكون التكامل بين البيوت، وتحقيق التكافل الاجتماعي، حيث تم بناء المقر العام للقرية، وهو الجامع لأكثر من ألفي شخص في المناسبات الاجتماعية، بتكلفة عالية تجاوزت العشرين مليون ليرة سورية منذ ما يزيد على عقد ونيّف من الزمن، وكذلك توجد صالة أفراح مجهزة بأحدث التقنيات، ومستوصف خيري يخدم القرية والقرى المجاورة لها، ومؤخراً تم بناء روضة للأطفال يعود ريعها لمصلحة الهلال الأحمر في القرية، وشبكة طرق مخدمة من قبل الإدارة المحلية».

وعن المبادرات الشعبية والمجتمعية، بيّن الناشط الاجتماعي "رافع مقلد" من أهالي القرية بالقول: «تقع القرية في منطقة صخرية فيها مساحة واسعة من الأرضي القابلة للزراعة، وتستخدم لزراعة الحبوب والمحاصيل، حيث أراد الأهالي إعادة القرية إلى معناها الأساسي؛ الشجر الكثيف، حيث قاموا بمبادرة تشجيرها والاستفادة من أراضيها بغية انعكاس معناها على واقعها الطبيعي، وهذه المبادرات قام بها فئة من الشباب المهتمين في إبقاء القرية حاملة تاريخها ومرتبطة بأصالتها، والاهتمام بشؤونها الخدمية والاجتماعية، أيضاً يتم التعاون مع معلمي روضة "براعم رامي" الخاصة بهدف تنمية المفاهيم العلمية عن النباتات ومكوناتها ومراحل زراعتها. كذلك عمل أحد أبناء القرية بالتبرع بسيارة إسعاف للخدمة الطبية، وفيها جمعية فلاحية تتألف من طابقين ومستودع يتم توزيع الأعلاف والبذار من خلاله على المستفيدين».

قرية "رامي" على غوغل إيرث

وتابع الحديث عن باقي الخدمات الموجودة فيها: «هناك مقرّ للبلدية التي تقوم بالخدمات المعتادة، مثل: منح الرخص، وإنشاء الطرق، والنظافة، وغيرها. وشعبة للهلال الأحمر تقوم بخدمة المواطنين من توزيع أدوية وفحوصات دورية، وتوزيع للمساعدات، ونقطة طبية تابعة لمديرية الصحة، ومؤخراً وبالتعاون مع أهل القرية وشبابها شُيّد بناء روضة للأطفال من طابقين يتسع لمئة وخمسين طفلاً، وهي مجهزة بكافة وسائل التعليم. وتحتوي القرية صالة للجمعية التعاونية تم بناؤها بجهود أهلها وتعاونهم، وبادر أحد أبنائها بتقديم قرض من دون فائدة يعدّ نواة لصندوق التنمية، ويقوم هذا الصندوق بتقديم القروض لإقامة مشاريع صغيرة».

من أطفال روضة براعم في "رامي"