لمع اسمها كلاعبة وتألقت في مجال التحكيم، "عواطف نجدو الحلبي" أول حكم دولي لكرة السلة على مستوى العرب و"آسيا"، وثاني حكم امرأة على مستوى العالم، وتاريخ حافل بالعطاء والعمل.

من قرية "لاهثة" بدأت رحلتها لتكون لاعبة سلة، تم ترشيحها للمنتخب الوطني لتكمل رحلتها الاحترافية التي انطلقت من "الكويت" بحلم كبير، تتحدث عنه من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 أيلول 2017، حيث قالت: «عشقت الرياضة، وكانت البداية بعمر العاشرة جعلتني أرتبط بالكرة وأنتمي إلى لعبة الذكاء، كرة السلة التي كوّنت لحياتي مساراً جميلاً جعلها حافلة بالنشاط والعمل العلمي والرياضي ضمن إطار هذه اللعبة، وبفضل من دعمني منذ الصغر، وهم أهلي وأشقائي؛ الشهيد الطيار "أنور الحلبي"، وأخي "حافظ" حكم دولي، وأختي "رجاء" مدربة اللياقة الذين تعبوا معي لإزالة أي عائق اعترض طريقي؛ فالجميع يعلمون صعوبة العمل الرياضي وما يتطلبه من التزام وجدية وإخلاص.

من يعرف "عواطف الحلبي" منذ داعبت أناملها كرة السلة وهي طالبة في مدارس "جرمانا"، يتوقع لها النجاح والعطاء في هذا المجال، حيث تألقت طفلة وشابة بكرة السلة السورية، وفي معهد التربية الرياضية كانت الأولى على الدفعة، وما حققته لنادي "جرمانا" من بطولات حتى ارتقت به مع زميلاتها إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، هذا كان عن "عواطف" اللاعبة، أما كمدرّسة ومدرّبة وحكم، فكانت طموحاتها لا تهزها الصعاب، فتحدت واجتهدت وكانت لها مسيرة رائعة حتى شهدت لها أكبر مؤسسات التعليمة والتدريبية في دول الخليج، لتكون الأولى في موقعها. نتمنى لها التوفيق لتكون خير سفيرة لبلدها "سورية" في مجال التربية الرياضية على المستوى العربي والآسيوي

ولا أنسى كل من تابعني من مدربين وحكام، ومنهم: المرحوم "عبد المجيد الصفدي" رئيس لجنة الحكام، عضو بالاتحاد الرياضي، والمدربون "ناصر ذبيان"، و"مأمون سيف"، و"جهاد كحول"، الذين تولوا تدريبي عبر مراحل الطفولة والشباب، لأطبق اليوم كل ما تعلمته من خلال عملي كرئيسة للجنة المدربين والمدربات في نادي سيدات "الشارقة"، وتنفيذي مشاريع تطويرية بمؤسسة "الشارقة" لرياضة المرأة».

عواطف مع الفرق التي تدربها

بفضل كرة السلة تنقلت بين عدد من الدول، كانت بالمجمل إضافات كبيرة إلى تجربتي، وفرصة تلقفتها بمحبة لعمل تلمست بالروح أهميته، كما أضافت بالقول: «بدايتي من نادي "جرمانا"، وشاركت في بطولات كبيرة، وكنت في كل مرحلة أطمع بالمزيد لأنني تعرفت أبعاد هذه اللعبة والمستوى الذي وصلت إليه عالمياً، وجسدت حرصي على اكتساب المعرفة والمهارة كاملة، لذلك جعلت الحلم أكبر، وتفاعلت مع الفرص التي تحققت بالجهد والتعب لأكون لاعبة وبعدها مدرّبة وحكماً، ثم إدارية ومسؤولة مدربات وموكلة بمهام قسم تطوير الأعمال خلال وجودي ما بين "الكويت" و"الإمارات" بما يخص الرياضة النسائية الخليجية، فأنا أحب عملي، وطموحي الاستمرار في الإنجاز والسعي الدائم إلى الجودة في الأداء والتميز في العمل، وسعيت لتكون لدي قدرة على التوافق مع كافة الظروف واكتساب الخبرة؛ وهذه ميزة حقيقية للرياضي الراغب بالتطور والنجاح».

أول حكم دولي على مستوى العرب وقارة "آسيا"، درجة اكتسبتها بعد سلسلة من الدورات والأداء في الملاعب، وقالت: «بالنسبة لي العمل الرياضي متكامل، لا بد من المهارة والخبرة والمرونة، لكنها صفات لا يدركها إلا من اجتاز مسيرة عمل متفاعلة؛ فعلى مستوى تجربة التحكيم، كانت خطوة استهلكت الوقت، حيث اجتزت عدداً من الدورات الدولية والتدريبية لأكون أول حكم امرأة على مستوى العرب وقارة "آسيا"، وثاني حكم دولي على مستوى العالم، هذا على مستوى الأداء الميداني الذي اقتنعت بضرورة اقترانه بتطور أكاديمي، فدرست دبلوم الإحصاء الرياضي، وأنجزت دراسات دولية في تحكيم كرة السلة للحصول على شهادة دولية من الاتحاد الدولي لكرة السلة بعد دبلوم التربية الرياضية، وأنال شهادة بكالوريوس في الإدارة الرياضية من الأكاديمية الأميركية في "لندن"، وأنا اليوم في مرحلة التحضير لرسالة الماجستير في الإدارة الرياضية».

صالح الرطل

التدريب عامل تطور، تابعت الحديث عنه قائلة: «بالنسبة لي الحرص على التدريب وتجديد الخبرات عامل دعم واستمرار، فاتبعت عدة دورات في مجال الإدارة الرياضية وإدارة المنشآت والمنافسات الرياضية، وتطوير المهارات الإدارية، وإدارة الوقت، وصناعة البطل، والطب الرياضي، والإعلام الرياضي، كل هذه الدورات أقيمت في "سورية والإمارات ولندن". وإلى جانب كرة السلة، اتبعت دورات تدريبية متقدمة في عدة ألعاب، مثل: الكرة الطائرة، اليد، ألعاب القوى، الريشة الطائرة، الجمباز.

مشاركتي بالتحكيم في بطولات دولة "الإمارات" وعدة بطولات عربية في "سورية" و"الإمارات" و"إيران" وعدد من الدول، أدين بها إلى النادي الذي تخرجت فيه نادي "جرمانا"، الذي وضعني بمدربيه وخبرتهم على طريق النجاح الذي حلمت به، وليس لدي حدود للحلم؛ فللعمل بقية وللدراسة تطورات ومتابعات أتمنى أن تمكنني الأيام من إنجازها كما أشتهي وبما ينسجم مع ما لدي من قدرات وخبرات ذاتية».

في الملعب أثناء التدريب

من نادي "جرمانا"، تحدث "صالح الرطل" رئيس النادي في مراحل سابقة ومدربها، وقال: «من يعرف "عواطف الحلبي" منذ داعبت أناملها كرة السلة وهي طالبة في مدارس "جرمانا"، يتوقع لها النجاح والعطاء في هذا المجال، حيث تألقت طفلة وشابة بكرة السلة السورية، وفي معهد التربية الرياضية كانت الأولى على الدفعة، وما حققته لنادي "جرمانا" من بطولات حتى ارتقت به مع زميلاتها إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، هذا كان عن "عواطف" اللاعبة، أما كمدرّسة ومدرّبة وحكم، فكانت طموحاتها لا تهزها الصعاب، فتحدت واجتهدت وكانت لها مسيرة رائعة حتى شهدت لها أكبر مؤسسات التعليمة والتدريبية في دول الخليج، لتكون الأولى في موقعها. نتمنى لها التوفيق لتكون خير سفيرة لبلدها "سورية" في مجال التربية الرياضية على المستوى العربي والآسيوي».

ما يجدر ذكره، أن "عواطف نجدو الحلبي" من مواليد "السويداء" قرية "لاهثة" عام 1967، مقيمة في "الإمارات العربية"، وكانت الأولى على معاهد الإناث والذكور في "دمشق" خلال دراستها، حاصلة على دبلوم التربية الرياضية عام 1989، ولاعبة المنتخب الوطني ومدربة لعدد من الفرق العربية ما بين "الكويت" و"الإمارات"، رصيدها كبير من الدورات التدريبية الدولية في مجال التدريب والتحكيم، وخبرة رياضية فرضت نفسها بقوة وثبات.