يعدّ المجاهد "حسن الأطرش" من أكثر الشخصيات الاجتماعية والوطنية شهرة، فهو المجاهد الذي تصدى مع صحبه للمستعمر الفرنسي، والذي حمل عبء القيادة السياسية في الجبل قبل وبعد خروج الاستعمار من "سورية".

حول شخصية الأمير "حسن الأطرش"، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 28 تشرين الأول 2017، التقت حفيده "جهاد الأطرش"، الذي بيّن قائلاً: «ولد جدي في عام 1905، عندما كانت البلاد ترزح تحت الاستعمار العثماني، وضمن أسرة تهتم بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة، فهو سليل العائلة المعروفة في قرية "عرى" وغيرها من القرى "جبل العرب"، فما كان من "حسن الأطرش" إلا أن تمثل تلك القيم، فتعلّم ما استطاع أن يتحصن به من العلم، ودرس في مضافات الجبل العادات والتقاليد والرجولة، وخاض غمار المعارك والحروب باشتراكه بمقارعة الاستعمارين العثماني والفرنسي، ونهل من معين تجارب الحياة والمجتمع لبناء شخصيته التي عرفت فيما بعد بأنها الشخصية الفولاذية بحكمته ورجولته وقوته، خاصة أنه تسلم مقاليد المسؤولية الاجتماعية في قيادة الجبل بعمر الثانية والعشرين من ابن عمه "حمد الأطرش" الذي استشهد عام 1926، فاشترك بعدة معارك، منها: معركة "تل الخروف" الشهيرة، إضافة إلى معارك "عرى، ورساس، والمجمير"، وغيرها، وهو أول من دخل "قلعة السويداء"، وأعطى الأمر لأبناء الجبل والضباط حين كان محافظ "السويداء"، إذ كتب على ورقة صغيرة قائلاً: "إذا استشهدت لا لي ولا علي"، وهذه العبارة حملت دلالات اجتماعية ووطنية عديدة، وكان ذلك عام 1945. كذلك كان من أوائل الذين تبنوا الدخول إلى القلعة بصحبة الضباط الأحرار ورفعوا العلم السوري عليها، وقاموا بأسر العديد من الضباط والجنود الفرنسيين، وكانت حياته ملأى بالأحداث والشجون والمواقف الوطنية، ولا يعرف الخوف مهما بلغ أشده».

من المعروف في قرية "عرى" وقرى "جبل العرب" عامة حين يذكر المجاهد "حسن الأطرش" تعود بالذاكرة إلى مرحلة قديمة، فهو صاحب الرؤية الثاقبة والعقل الحكيم، وهو الرجل الفولاذي المقاوم، لم يخشَ في قول الحق لومة لائم، ولا بالموقف، شجاع إلى درجة لا توصف، لم يأته أحد طالباً إلا وكان معيناً له، قاضٍ لحاجات المجتمع، حتى خصومه. تسلّم مقاليد أمارة "عرى" وهي الموسومة بالجبل بأنها الأولى، وهو بعمر الشباب، وسجل بجانب القائد العام للثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش" مواقف وطنية تزخر المدونات التاريخية الصادقة بها، وحين فارق الحياة، وقف المغفور له "سلطان الأطرش" ورثاه بكلمات جعل عيون الحاضرين والسامعين لكلامه يذرفون الدموع عليه، وكان حفل تأبينه عرساً وطنياً لقائد مميز في الحروب والمعارك الوطنية، وقريته "عرى" مازالت مضافاتها تردد: من كان مثل "حسن الأطرش"، فهو السبع الهمام

وتابع بالقول: «لقد تميز المجاهد "حسن الأطرش" بوقاره وأناقته وألفاظه الجزلة وحضوره، وفي عام 1932، تزوج من "أسمهان" المعروفة بصوتها الشجي، وشغل مناصب رفيعة في الحكومة السورية، فكان حاكماً، ثم محافظاً لـ "جبل العرب" عام 1936، ثم نائباً بالبرلمان، في إطار الدولة السورية الموحدة بعد توقيع معاهدة 1936، فوزيراً للدفاع الوطني بين عامي 1942 و1943، خلال الحرب العالمية الثانية، ليعود محافظاً للجبل للمرة الثانية. وجراء موقفه الوطني عام 1945 ضد الفرنسيين مسانداً "سلطان باشا الأطرش"، وطردهم من "جبل العرب"، قام الفرنسيون بضرب الجبل بالقذائف، وامتدت الانتفاضة إلى كل "سورية"، إلى أن تم تحقيق الاستقلال والجلاء في عام 1946.

الأمير جهاد الأطرش

دخل المجاهد "حسن الأطرش" حكومة الاستقلال عدة مرات، فكان وزيراً للزراعة عام 1954، ووزير دولة 1955-1956، واستمر بعد خروجه من الحكومة نائباً في البرلمان السوري عن جبل العرب، فشارك عام 1956 بخطى حثيثة نحو تحقيق الوحدة بين "مصر" و"سورية". وظل محافظاً ومصمّماً على تجسيد منظومته التاريخية على الرغم من مرضه وتعبه الصحي، فقلما تجده إلا مشاركاً بالمواقف والملمات وواضع الحلول للخلافات والنزاعات، وعلى الرغم من غياب ذكر المجاهد "حسن الأطرش" في الأدبيات السورية السياسية والتاريخية قرابة عقدين، إلا أن الذاكرة زاخرة بأفعاله ومواقفه حتى بعد وفاته في الأول من شهر أيلول عام 1977، ليكون واحداً من المجاهدين الذين رسموا خطاً جهادياً وعزيمة اجتماعية تغنت بها الأجيال، حيث ما زالت الذاكرة الشعبية تستشهد بأقوال المعمرين: (فلان سبع مثل الأمير حسن الأطرش)».

وعن تميّز شخصية المجاهد "حسن الأطرش"، أوضح الأستاذ "خليل الفريحات"، وهو من أهالي قرية "عرى" بالقول: «من المعروف في قرية "عرى" وقرى "جبل العرب" عامة حين يذكر المجاهد "حسن الأطرش" تعود بالذاكرة إلى مرحلة قديمة، فهو صاحب الرؤية الثاقبة والعقل الحكيم، وهو الرجل الفولاذي المقاوم، لم يخشَ في قول الحق لومة لائم، ولا بالموقف، شجاع إلى درجة لا توصف، لم يأته أحد طالباً إلا وكان معيناً له، قاضٍ لحاجات المجتمع، حتى خصومه. تسلّم مقاليد أمارة "عرى" وهي الموسومة بالجبل بأنها الأولى، وهو بعمر الشباب، وسجل بجانب القائد العام للثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش" مواقف وطنية تزخر المدونات التاريخية الصادقة بها، وحين فارق الحياة، وقف المغفور له "سلطان الأطرش" ورثاه بكلمات جعل عيون الحاضرين والسامعين لكلامه يذرفون الدموع عليه، وكان حفل تأبينه عرساً وطنياً لقائد مميز في الحروب والمعارك الوطنية، وقريته "عرى" مازالت مضافاتها تردد: من كان مثل "حسن الأطرش"، فهو السبع الهمام».

خليل الفريحات
المجاهد حسن الأطرش مع زوجته