يعدّ المهندس "علي فلحوط" من أقدم مهندسي المحافظة، وصاحب إنجازات عديدة، ومثّل في الحياة الاجتماعية ظاهرة إنسانية؛ من خلال تنمية العمل التطوعي الاجتماعي والإنساني، حيث جمع بين الهندسة والأعمال الخيرية.

حول شخصيته وسيرته الاجتماعية والعملية، مدونة وطن "eSyria"، وبتاريخ 15 كانون الثاني 2018، التقت المهندس "علي فلحوط"، الذي أوضح بالقول: «في قرية تبعد من مدينة "السويداء" بضعة كيلو مترات، وهي "عتيل" كانت ولادتي عام 1940 ضمن أسرة كلفة بالأعمال الزراعية، ووالد يجيد القراءة والكتابة، وعاش قرناً من الزمن وهو يقدم للأسرة أنموذج القيم والأخلاق والحث على العلم والمعرفة. تعلمت الابتدائية في قريتي، والمرحلتين الإعدادية والثانوية في مدينة "السويداء"، ولأنني كنت من الأوائل؛ حصلت على منحة دراسية، فدرست السنة الأولى في جامعة "الإسكندرية" بـ"مصر"، كلية الهندسة. وبعد الانفصال بين "سورية" و"مصر"؛ أي عام 1963 نقلت إلى جامعة "حلب"، حيث أكملت سنوات الجامعة في كلية الهندسة المدنية، وبعد تخرجي في الجامعة عملت ضمن قطاع الدولة منذ عام 1966. وفي عام 1976، تسلمت مديراً عاماً لمؤسسة المياه في "السويداء" لعقد ونيف من الزمن بعد أن عملت في مياه "المزيريب"».

من خلال عمل المهندس "علي فلحوط" كان مصرّ على المحافظة على قيمة العمل ونزاهته، وهذا ما لمسته من خلال تجربتي معه شخصياً؛ إذ كنا نسهر الليل لتداول قضايا ثقافية وعلمية ومعرفية، وحين مغادرتنا بعد منتصف الليل كنا نذهب معاً للاطلاع والكشف على الآبار، وكثيراً ما كنا نراه يعمل بيده داخلها كأي عامل، فهو معروف بنزاهته وحسه بالعمل، إضافة إلى ما قام به من مبادرات في العمل الإنساني والاجتماعي

ويتابع: «بدأت العمل الاجتماعي منذ عام 1976، حيث بدأت في الرعاية الاجتماعية، إلى تاريخه، وخلال السنوات الماضية عملت على دراسة مشاريع تنموية لمصلحة الرعاية الاجتماعية و"بيت اليتيم"، وقمت بدراسة عدة مشاريع، وبعد أن شارفت على العقد الثامن من العمر شعرت بأن العمل أخذ من جسمي الكثير، فاكتفيت بما أتيح لي من خدمة المجتمع والإنسانية، على الرغم من أنني لم أنقطع يوماً عن القراءة والمطالعة، ومواكبة أحدث الدراسات العلمية والفلسفية، وحفظت من الشعر العربي والجاهلي آلاف الأبيات الشعرية، ومازال بعضها في الذاكرة إلى اليوم، وأرددها حين الطلب، لكن جل اهتمامي منصب على القراءة في الفلسفة الباطنية، والأعمال الإنسانية، ومتابعة الأسر الفقيرة المحتاجة التي أشعر بأنه مهما بلغ من المرء عليه أن يتحمل مسؤولية هؤلاء المحتاجين؛ لهذا عند كل صباح ومع الفجر أحاول تقديم العون لهم وفق الاستطاعة، وما أجنيه من الأرض.

الأديب وهيب سراي الدين

وبعد أن حط قطار العمر على محطة الثبات، فإن عزائي بأولادي الذين يحاولون أن يخطوا ذات النهج والسلوك؛ فلديّ الطبيب والمعلم والمعلمة».

وحول تميزه الإنساني، وما أنجزه على الصعيد الاجتماعي، بيّن الأديب "وهيب سراي الدين"، قائلاً: «يمثّل المهندس "علي فلحوط" ظاهرة علمية في الإنجاز العملي بالهندسة المدنية، وكذلك في السلوك الإنساني الخيري الذي قدمه؛ إذ لا يمكن أن يذكر اسمه في أي وسط اجتماعي بالمحافظة، إلا وتسمع الأصوات تتعالى بإنجازاته التي قدمها على صعيد عمله المهني في مؤسسة المياه حينما كان مديراً عاماً لها. وبالمبادرات على الصعيد الاجتماعي، فإن مسلكه الخيري في الاعتناء باليتيم ومساعدة الفقراء والمحتاجين، ونشر ثقافة العمل التطوعي بين الأوساط الاجتماعية قبل أكثر من أربعة عقود، وخاصة بالمشاريع التنموية التي أشرف على تنفيذها لمصلحة الرعاية الاجتماعية، والرقي في التواضع، ومساعدة الأسر الفقيرة، ونشر المصداقية، حتى استطاع أن يكون منهجاً في سموه وارتقائه، وإذا ما أردنا أن نروي عن أعماله نجد أنفسنا مقصرين حقاً في استيفاء حقه، فهو من عمل على توفير ملايين الليرات للأيتام، ووفر فرص العمل للعديد من المحتاجين، وهو الذي فتح أبواباً مقفلة في وجوه شبان وشابات فرضت عليهم الحياة المعاناة بعد أن كادت المعاناة تأخذهم إلى طرق غير لائقة إنسانياً، إضافة إلى مرجعيته العلمية في الفقه واللغة والذاكرة المتقدة».

الأديب جميل أبو ترابي

وعن حسّه بالمسؤولية وتميزه بالنزاهة، بيّن الأديب "جميل أبو ترابي" المعلم الذي لازمه منذ عقود طويلة قائلاً: «من خلال عمل المهندس "علي فلحوط" كان مصرّ على المحافظة على قيمة العمل ونزاهته، وهذا ما لمسته من خلال تجربتي معه شخصياً؛ إذ كنا نسهر الليل لتداول قضايا ثقافية وعلمية ومعرفية، وحين مغادرتنا بعد منتصف الليل كنا نذهب معاً للاطلاع والكشف على الآبار، وكثيراً ما كنا نراه يعمل بيده داخلها كأي عامل، فهو معروف بنزاهته وحسه بالعمل، إضافة إلى ما قام به من مبادرات في العمل الإنساني والاجتماعي».

المهندس علي فلحوط