افتقاد مواقف الباصات حاجة عبّر عنها أهالي قرية "الرحى"؛ باحثين عن دعم توفر من خلال دائرة "العلاقات المسكونية والتنمية"، ليتم المشروع بأيدي أبناء القرية المتطوعين.

الخدمة طالب بها الطلاب من أبناء القرية والأسر الوافدة لصعوبة الانتظار في أجواء الصيف الحارة ومواسم الأمطار، وكانت العملية مشتركة، وذات فعالية استغرقت قرابة الشهر، وترافقت مع فعاليات توعوية للأطفال، وفق حديث "نادر العودة" منسق برنامج المتطوعين والمبادرات المجتمعية، من خلال مدونة وطن "eSyria" التي التقته بتاريخ 21 كانون الثاني 2018، وقال: «هي مبادرة مجتمعية انطلقت من عدم وجود مواقف للباصات في القرية، وحاجة الأهالي الكبيرة إلى هذه الخدمة، وعدم وجود مكان انتظار مناسب يخدم الطلاب والأهالي بوجه عام.

العمل الذي أنجز بأيدي الأهالي ترافق مع عمل معرفي توعوي، استهدف شريحة الأطفال للتعريف بالعمل أولاً، وكيفية التعامل مع الأماكن العامة؛ وهذه قضية غاية في الأهمية نفذها شبان من القرية بدافع متابعة المشروع ونشر التوعية

أهالي القرية والوافدون والمجتمع المحلي تطوعوا للعمل على أرض الواقع، بدعم من دائرة "العلاقات المسكونية والتنمية" التابعة لبطريركية "أنطاكية وسائر المشرق للروم الأورثوذكس"، وذلك بالشراكة مع "المفوضية السامية لشؤون اللاجئين"، وبعد موافقة البلدية على العمل، ليتم إنجاز هدف المبادرة بنجاح».

"نادر العودة" وفريق العمل والطلاب بجانب الموقف المنجز

ليست أعمال البناء محور المبادرة، كما أضاف "العودة" بالقول: «العمل الذي أنجز بأيدي الأهالي ترافق مع عمل معرفي توعوي، استهدف شريحة الأطفال للتعريف بالعمل أولاً، وكيفية التعامل مع الأماكن العامة؛ وهذه قضية غاية في الأهمية نفذها شبان من القرية بدافع متابعة المشروع ونشر التوعية».

البناء والطلاء والرسم، كانت بسواعد أهالي القرية والوافدين، وفق حديث "حسين عقل" عضو لجنة الإغاثة في القرية، وقال: «طرح الأهالي الفكرة على البلدية، وعدم توافر الإمكانيات حال دون ذلك. وبفضل التعاون مع دائرة "العلاقات المسكونية والتنمية" والدعم الذي قدمته، استطعنا الانتقال إلى مرحلة العمل، لتمدنا بالمواد في الوقت الذي قام به الأهالي بأعمال البناء، وكلّ وفق تخصصه، لتنجز أعمال التصميم من قبل مهندسي القرية، وأعمال البناء من قبل عمال البيتون والخشب. وأخيراً كان الرسم من قبل مجموعة فنانين. لتأخذ المبادرة العمل الذي ينسجم مع رؤية الأهالي لموقف حضاري ومناسب لخدمة الجميع».

"حسين عقل" مع المتطوعين

حالة تعاون أثمرت خيراً للطلاب، كما تحدثت "كندة أبو صعب" طالبة إرشاد نفسي، وقالت: «عكست السنوات الفائتة حاجتنا إلى هذه المواقف، لكونها أقيمت بمواقع مكتظة في أوقات الصباح وحتى الظهيرة، لتخدم المستفيدين من النقل العام، حيث الاضطرار للانتظار لأوقات أطول من المعتاد، وقد قدمت حالة العمل صورة تعاون نحتاج إليها لتعمم لخدمات أكبر».

الجدير بالذكر، أن عدد سكان قرية "الرحى" كان قبل الأزمة 4500 نسمة، وازداد تبعاً لعدد الوافدين؛ نظراً إلى قربها من مدينة "السويداء".

مشاركة الأطفال بالمبادرة