تقتنع "ليليان أبو عسلي" بأن الطبيعة فيها حلول لكل ما يظهر على صفحة الوجه والشعر، مستفيدة من خبرة اكتسبتها من الاغتراب وطبقتها لتكون نواة لمشروعها التجميلي، الذي لاقى استحسان كثيرات.

من عشقها للطبيعة بوصفها مخزناً للفوائد، وتجربة والدتها في بلاد الاغتراب في "أميركا اللاتينية"، وتجربتها الخاصة مع نساء أوروبيات وعربيات تعاملن مع الطبيعة البكر، استخلصن من عطاياها زيوتاً وعطوراً و"كريمات" وتركيبات تحتاج إليها النساء، أسست لتجربتها التي كان عنوانها التعريف بالطبيعة ونشر معارفها للسيدات من قريبات وصديقات، وعدم إهمال كل ما يحيط بنا من خضرة صافية المنبت، كما تحدثت من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 نيسان 2018، وقالت: «الطبيعة أم وعطاء، ولا بد للمرأة من المحافظة على صلة قريبة مع هذه الطبيعة التي تجود بخيراتها في حال امتلكنا المعرفة المطلوبة لاستخلاصها والاستفادة منها بطرائق علمية ومجربة.

في مرحلة سابقة كانت وصفاتي محصورة ضمن إطار ضيق، أما هذا العام، وعبر صفحتي، فازداد التواصل بوضوح، لأجد نفسي متابعة لأسئلة السيدات وملبية لطلبياتهن التي لم أخطط لغاية هذا التاريخ العمل على تسويقها بطريقة منظمة، لأنها تطلب من المنزل، وخلال هذه المرحلة تطلب بكميات كبيرة خاصة الصابون

ولأن والدتي ومنذ أكثر من أربعين عاماً ركّبت الصابون و"الكريم الليلي" والمرطب والشامبو، وكل ما كنا نحتاج إليه في المنزل من أنواع محددة من الصابون، أخذت أعيد هذه التجارب، لكن بالاعتماد على ما يتوافر في منطقتنا "السويداء"، لأدخل مستخلص "حبة البركة" و"الخزامى" و"العسل" و"الشوفان" وتراكيب مختلفة، فالصابون مادة أساسية لبشرة نقية صافية، وبوجه دائم كنا نستخدم لتطبيقها في المنزل زيوتاً طبيعية، مثل زيت الزيتون إلى جانب ماء الورد، ومستخلصات أثبتت جودتها، والابتعاد الكامل عن الزيوت النباتية المستخلصة بالاعتماد على الحرارة، وكل ما أستخدمه لغاية اليوم زيوت تعصر على البارد وتبقى محافظة على صفاتها الطبيعية.

صابون الخزامى من صنعها

وعلى الرغم من الاستفادة من الدورات المتخصصة، لم أتقيد بما توجه إليه من إضافة المواد الحافظة؛ وهذا يخالف فكرتي، واعتمادي الأول والأخير على الطبيعة، وبقيت محافظة على معلومات نقلتها عن والدتي، لكن قدمتها بطريقتي الخاصة، ووفق ما يتناسب مع ذوق السيدات في منطقتنا.

وإذا كان الجمال والبشرة النقية غاية السيدة، فقد تعلمت أن البشرة الصافية تحتاج إلى كثير من الاهتمام والعناية الطبيعية، وما أردت أن أقدمه أولاً لنفسي ولصديقاتي والمحيطين بي وصفات طبيعية بدأت فيها من خلال التعريف بما لكل نبتة من خواص يمكن الاستفادة منها، وببساطة استفدت من خبرات سيدات أجنبيات وتجارب قديمة قبل ظهور المستحضرات العصرية وشركات التجميل».

ليليان أبو عسلي

الفكرة بقيت ضمن المنزل وفق وصفها لتجربتها الأولى، لكن بفعل شبكات التواصل الاجتماعي تطورت تطوراً ملموساً، وتضيف: «لأنها هوايتي، كنت أختبر وصفاتي وأقدمها للصبايا مع نصائح لتغذية البشرة والجسم بوجه عام، وخلال مدة بسيطة لاحظت الفرق، حيث طلبت مني "الكريمات" والصابون والزيوت طلباً كبيراً، وكنت في مرحلة أولى، ولم أكن مستعدة لها، لأنني لم أتوقع أن تتحول التجارب إلى مشروع منتج، لكن نصيحة المستفيدات من الوصفات جعلتني أعدّ موادّ أظهرت نتائج جيدة.

وكان التعريف عبر شبكة التواصل الاجتماعي خطوة أولى لم أتوقع توسعها تبعاً لانتشار الاسم؛ فهذا الاسم كان يتبع للسيدة الفرنسية "بيرلا"، وكانت إحدى جارات أمي التي علمتها الكثير من الأفكار والوصفات الطبيعية التي كانت تطبق من قبل الفرنسيات في المنزل من النباتات، ولغاية هذا التاريخ تثبت هذه الوصفات جودتها، وقد طورت منها الكثير، فمنطقتنا غنية بما هو صاف ونقي من الأنواع؛ لذلك أستثمر حديقة منزلية لوالدتي تغتني بنباتات عطرية، مثل: "إكليل الجبل"، و"الخزامى"، ونباتات فيها عناصر نادرة لا يمكن إهمالها، لذلك نجد مادة غنية لصناعة الشامبو من دون مواد قلوية أو مواد تؤذي الشعر، وقد لاقت هذه التركيبات استحساناً كبيراً».

ضحى عبيد

بوجه عام، التسويق ليس غاية أولى، لكن وقت العمل والتفاعل اليومي حقق غايتها، وقالت: «في مرحلة سابقة كانت وصفاتي محصورة ضمن إطار ضيق، أما هذا العام، وعبر صفحتي، فازداد التواصل بوضوح، لأجد نفسي متابعة لأسئلة السيدات وملبية لطلبياتهن التي لم أخطط لغاية هذا التاريخ العمل على تسويقها بطريقة منظمة، لأنها تطلب من المنزل، وخلال هذه المرحلة تطلب بكميات كبيرة خاصة الصابون».

التركيب الطبيعي فرصة للتخلص من المواد الحافظة، فكرة تتحدث عنها "ضحى عبيد" إحدى المستفيدات من وصفات "ليليان"، وتقول: «تعرفت إلى تجربة هذه الشابة عن قرب، وتابعت طريقة عملها ومصادر موادها، لكونها مستخلصات طبيعية من المنطقة، هذه التركيبات غابت عنا في مراحل سابقة تبعاً لسيطرة شركات التجميل الكبرى والدعاية التي غزت عقولنا، وكنت مشجعة لها لأنني اختبرت أنواعاً من الصابون، ووجدت فيها فوائد كثيرة، فالمادة القلوية بنسب قليلة؛ وهذا مطلوب جداً للبشرة.

وكنت في مراحل سابقة تعاملت مع منتجها من "الكريم الليلي" المكون من عدة مواد بلا مواد حافظة، وهذا سبب شجعني أكثر على استخدامه، وقد عرضت في صالتي مجموعة من تركيباتها، وقدمت نصيحة بالأنواع التي تقدمها باستمرار، لنكون معاً في مواجهة استخدام المواد الحافظة واختصارها تبعاً لآثارها الكبيرة في صحتنا، هذا المشروع ومشاريع أخرى تعتمد المنتج الطبيعي نتابعها ونتمنى تطويرها للحصول على تركيبات صحية بالكامل».

ما يجدر ذكره، أن "ليليان أبو عسلي" من مواليد محافظة "السويداء"، عام 1981.