يعدّ "فهد سلمان مقلد" من أوائل المعلمين في التربية والتعليم بقرية "رامي"، واستطاع تربية أجيال من الأحفاد الذين دخلوا الجامعات، وما زالوا يحتفظون باحترامهم ورهبتهم أمامه.

حول شخصيته ومسيرته الاجتماعية والتربوية، مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 8 حزيران 2018، التقت المربي الفاضل "فهد سلمان مقلد"، الذي تحدث عن بداياته وما يحمله من ذكريات، فقال: «ولدت في قرية "رامي" الواقعة في الجهة الشرقية من "السويداء"، التي تبعد عنها نحو 35 كيلو متراً، وذلك عام 1939، ضمن أسرة كلفة بالحياة الاجتماعية والعادات والتقاليد المعروفة، حيث درست الابتدائية والإعدادية والثانوية، أتممت أهلية التعليم الابتدائي عام 1963، لأبدأ مشواري التعليمي عام 1964 في محافظة "الرقة" حتى عام 1965 حيث كلفت خلالها بإدارة مدرسة "الكجلي" في ناحية "مريبط"، وعدت بعدها إلى محافظة "السويداء" مكلفاً بإدارة وتعليم مدارس "غيضة حمايل"، ثم انتقلت إلى "مجادل" عام 1966، ثم إلى قرية "سالة"، ثم إلى قريتي. وفي عام 1988 تمت إحالتي إلى التقاعد بعد خدمة 27 عاماً في التعليم، وما زلت في قريتي التي أعشق أخوض فيها حياتي الطبيعية والاجتماعية، وذلك لقناعتي التامة بأن التربية هي الجزء الأهم من التماثل في الحياة، فبناء جيل عاشق للعلم والمعرفة كان هدفي، ومعظم طلابي باتوا يحملون إجازات جامعية ودراسات عليا، وحاولت خلال عملي ربط المدرسة مع المجتمع المحلي ليكون طلابي جزءاً من هذا المجتمع وتفاعل معه، وهذا التفاعل جعلني أبني جسوراً معهم إلى يومنا الحالي، وهو ما ينطبق على باقي القرى التي علّمت بها».

كانت مصلحة الطالب في خلدي بالمرتبة الأولى خلال حياتي الوظيفية، وأجزم أن لكل مشكلة تربوية حلاً بوجه دائم، ومن الحلول التربوية في التعليم، أذكر أننا فرضنا دواماً كاملاً قبل الظهر وبعده، كي يتم تعويض العجز التدريسي الذي حدث لطلابنا أثناء عطلتهم بسبب الظروف الجوية السيئة نتيجة الثلوج والأمطار، وكانت هذه المبادرة التي دفعت الطلاب وخاصة طلاب الشهادات أن يستكملوا المنهاج بالكامل، ومن دواعي سعادتي وفخري، أن مدرسة "رامي" كانت أول مدرسة أقامت معرضاً تصنيعياً علمياً، كان ذلك عام 1972، وبفضل تعاون أهالي القرية وتلازمهم رفدوها بمخبر، هو الأكبر على مستوى المحافظة، وما زال إلى اليوم. وبعد إحالتي إلى التقاعد عملت في المجال الاجتماعي والنقابي، حيث كلفت رئيساً للجمعية الفلاحية حتى عام 2017، ومن ثم رئيس لجنة صندوق التنمية الريفية في القرية

وتابع الحديث عما صادفه في حياته العملية بالقول: «كانت مصلحة الطالب في خلدي بالمرتبة الأولى خلال حياتي الوظيفية، وأجزم أن لكل مشكلة تربوية حلاً بوجه دائم، ومن الحلول التربوية في التعليم، أذكر أننا فرضنا دواماً كاملاً قبل الظهر وبعده، كي يتم تعويض العجز التدريسي الذي حدث لطلابنا أثناء عطلتهم بسبب الظروف الجوية السيئة نتيجة الثلوج والأمطار، وكانت هذه المبادرة التي دفعت الطلاب وخاصة طلاب الشهادات أن يستكملوا المنهاج بالكامل، ومن دواعي سعادتي وفخري، أن مدرسة "رامي" كانت أول مدرسة أقامت معرضاً تصنيعياً علمياً، كان ذلك عام 1972، وبفضل تعاون أهالي القرية وتلازمهم رفدوها بمخبر، هو الأكبر على مستوى المحافظة، وما زال إلى اليوم. وبعد إحالتي إلى التقاعد عملت في المجال الاجتماعي والنقابي، حيث كلفت رئيساً للجمعية الفلاحية حتى عام 2017، ومن ثم رئيس لجنة صندوق التنمية الريفية في القرية».

رافع مقلد

بدوره "رافع مقلد" أحد طلابه في قرية "رامي" أكد بالقول: «لعل المربي "فهد سلمان مقلد" واحد من القلائل الذين دخلوا الذاكرة المحلية بفئاتها المتعددة والمتنوعة، وساهم في تربية أجيال، بعد أن نهل من معين الجبل منظومة من العادات والتقاليد التي من شأنها بناء الشخصية المتوازنة، فهو لم يكتفِ بما أتيح له العلم والتعليم من تقديم الخدمات لأفراد المجتمع، بل أضاف إليها أشياء نابعة من حسه الوجداني، ومسؤوليته الأخلاقية كمعلم ومربٍّ ومصلح اجتماعي، إذ قلما يحدث مشكلة تربوية إلا وكان الملجأ للحل والفيصل بها، والأهم أنه لم يكتفِ بالتعليم العلمي، بل كان يحض على الآداب العامة، مثل: آداب الجلوس، وآداب الحديث والطعام، والاستقبال، والمسير، والحركة الشبابية في الشارع، ولشدة قسوته ورهبته لم يزل طلابه حتى تاريخه لا يستطيعون الجلوس أمامه إلا بالطابع الرسمي، أو لا يجرأ أحدهم على التدخين أمامه، وهو المتميز بقساوته الجامحة الحاملة للحنان والعطف والأبوة الصادقة. وقدم للمجتمع أسرة مؤلفة من تسعة أفراد، منهم سبعة نالوا إجازات جامعية».

الأستاذ فهد سلمان مقلد