أكثر من خمسين عاماً والفنان "مزيد أبو حمدان" يشرف على المواهب الموسيقية والفنية، وينال الجوائز في كل مشاركة له، وما زال يعمل على تقديم ألحان تراثية وشعبية بريشة شبابية بعد تجاوزه العقد السابع.

حول علاقته بالفن والموسيقا، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 تموز 2018، التقت الفنان "مزيد أبو حمدان"، فقال: «يوم استقلال "سورية" عن الاحتلال الفرنسي؛ أي في السابع عشر من نيسان عام 1946 كانت ولادتي، وبعد سنوات عجاف دخلت التعليم وبان شغفي بالموسيقا بوضوح، حيث كان يدرسنا الموسيقا الموسيقي "محمد كامل القدسي"، فرأى أن أتقن العزف على آلة العود بدلاً من آلة الكمان، وأيّد ذلك الموسيقي "عبد القادر عبدان" رئيس فرقة آلات النفخ في الفرقة العسكرية بـ"السويداء"، وفي عام 1964 انطلقت نحو عالم الفن والموسيقا بطاقة شبابية كبيرة، فمزجتُ بين الموسيقا والتمثيل، وشاركت بعدة أعمال مسرحية، منها "ثمن الحرية" إخراج "محمود الطوقي"، الذي قدم إلينا من "مصر"، و"معلم طوباز" إخراج "سلمان البدعيش"، و"ومن أجل فلسطين" إخراج "طلال الحجلي"، إضافة إلى مسرحيات عديدة على المسرح العسكري، ثم بدأت مع الموسيقي الأستاذ المرحوم "نجيب أبو عسلي" تأسيس المسرح المدرسي، وأسسنا فرقة موسيقية، وتم تفريغي في منظمة "شبيبة الثورة" مع الفرقة الموسيقية لمدة ست سنوات.

شكّل الفنان وعازف العود "مزيد أبو حمدان" خطاً منهجياً لمسيرته الفنية التي تجاوزت نصف قرن من الزمن، ألحانه تتميز بتجسيد المقامات الشرقية ذات الطبيعة الانسيابية وطريقة سردية فيها دلالة المعاني للكلام المغنى، والأهم التوافق الموسيقي مع الكلام وطبيعة اللحن، وهناك لوازم عمل عليها في تطوير بعض جمل الأغاني التراثية والإيقاعات الشرقية، ومن خلال ألحانه التي يستخدم فيها إيقاعي "المصمودي الخفيف" و"الوحدة" وغيرهما من الإيقاعات مؤكداً ارتباطه بالبيئة المحلية، ولا ننسى أن الفنان "مزيد أبو حمدان" هو من الجيل المعاصر لكبار الفنانين السوريين على الساحة الفنية، ويعدّ واحداً ممن تركوا لنا رؤية وبصمة في السجل الفني بـ "جبل العرب" بألحانه وأعماله الفنية الموسيقية والمسرحية، وعلى الرغم من بلوغه العقد السابع، ما زال يتمتع بريشة رشيقة وحيوية شبابية وروح ذات خصوصية بالعطاء المتجدد

وحين شاركنا بمهرجانات خارج "السويداء" في العديد من المحافظات السورية كنا نحصل على المرتبة الأولى حتى نلت شخصياً في مهرجان "طرطوس" جائزة "الفارابي" والميدالية الذهبية وراديو كهدية؛ وذلك بالغناء الإفرادي والعزف، لعل حبي الكبير للموسيقا جعلني أبحث في عمق الجمل التلحينية لكبار العمالقة وأتماهى مع طبيعة كل منها لأنهل منها التطريب والتعبير المناسبين، حيث عملت على إدخال تحولات في اللوازم بين الأغصان للأغاني التراثية القديمة الحاضرة في الأذهان».

الفنان معن دويعر

وعن الألحان والجانب الإبداعي وطبيعة العزف المنفرد على آلة العود، تابع الفنان "مزيد أبو حمدان": «قدمت مجموعة من الألحان الشعبية والتراثية المعروفة، مثل "لكتب ورق وارسلك"، وأضفت إلى اللحن الأصلي بعض المقامات في اللوازم والتحولات اللحنية بين الأغصان، ومنها مثلاً "الحبل المودع"، أو ما يسمى بالتراث "الهولية"؛ لأن لحنها على رتم إيقاعي واحد عملت على إضافة جمل ومقامات بين أغصانها، ولحنت عشرات الأغاني، ومن الأغاني التي لحنتها وغنيتها بالفضائيات من كلمات الشاعر "غسان فرحات" "طلي علينا يا شمس"، التي تقول كلماتها:

"طلي علينا يا شمس نيسان... خـلي الوطن بطلتك منصان

الفنان مزيد مع فرقته قديماً

وصيغي خـيوط الكرامــة... وأهدي عبا للقايد السلطان"

وأوبريت "يا شام" أيضاً:

"يــا شـــام ركـــع فيـــك تـــوت... وغمر ياســـمينك بلش يصلي

مزيد أبو حمدان

الشام اسمك على صخر الدهر منحوت... قبل ما كان دين ولا ملي"

تجاوزت ألحاني الثلاثين، لكن مشاركتي مع الفنانين الكبار أمثال: "فهد بلان، وديع الصافي، ملحم بركات، سميرة توفيق، سمير يزبك، عيسى مسوح، مصطفى نصري، موفق بهجت، داوود رضوان، ذياب مشهور، دريد عواضة"، وغيرهم الكثيرون، أكسبتني خبرة فنية مسرحية في العزف والأداء الغنائي، وأعمالي الفنية والموسيقية أكسبتني عضوية نقابة الفنانين، وحصلت على جوائز وثناءات من النقابة والجهات الرسمية ومنظمات، فقد شاركت كثيراً في الاحتفالات الوطنية والاجتماعية والرسمية، وما زلت وأنا في الثانية والسبعين من العمر -وأحمد الله- أعزف على العود بريشتي الرشيقة والمقلوبة والواثقة التي أحببتها، ولدي الآن مجموعة من الألحان قيد الإنجاز والتسجيل لترى النور، بمساحة صوتية وقدرة غنائية سعيد بها للوصول إلى ما أطمح إليه من وراء اللحن وكلمات الأغنية وأدائها».

وعن طبيعة ألحان "أبو حمدان" وتميزها أوضح الفنان "معن دويعر" رئيس فرع نقابة الفنانين في المنطقة الجنوبية، قائلاً: «شكّل الفنان وعازف العود "مزيد أبو حمدان" خطاً منهجياً لمسيرته الفنية التي تجاوزت نصف قرن من الزمن، ألحانه تتميز بتجسيد المقامات الشرقية ذات الطبيعة الانسيابية وطريقة سردية فيها دلالة المعاني للكلام المغنى، والأهم التوافق الموسيقي مع الكلام وطبيعة اللحن، وهناك لوازم عمل عليها في تطوير بعض جمل الأغاني التراثية والإيقاعات الشرقية، ومن خلال ألحانه التي يستخدم فيها إيقاعي "المصمودي الخفيف" و"الوحدة" وغيرهما من الإيقاعات مؤكداً ارتباطه بالبيئة المحلية، ولا ننسى أن الفنان "مزيد أبو حمدان" هو من الجيل المعاصر لكبار الفنانين السوريين على الساحة الفنية، ويعدّ واحداً ممن تركوا لنا رؤية وبصمة في السجل الفني بـ "جبل العرب" بألحانه وأعماله الفنية الموسيقية والمسرحية، وعلى الرغم من بلوغه العقد السابع، ما زال يتمتع بريشة رشيقة وحيوية شبابية وروح ذات خصوصية بالعطاء المتجدد».