خرجت الفنانة "بثينة شيا" عن طقوس وتقاليد يتبعها كثر في اللقاءات الصحفية، لتعرف ببساطة عن عالم الطفل الذي يسكنها وعشقها للمسرح، والأهم عشقها للفرح لحالة لدى الفنان الحقيقي قدرة كبيرة على استحضارها.

ملف صوت:

مقال مهم:

الملخص: خرجت الفنانة "بثينة شيا" عن طقوس وتقاليد يتبعها كثر في اللقاءات الصحفية، لتعرف ببساطة عن عالم الطفل الذي يسكنها وعشقها للمسرح، والأهم عشقها للفرح لحالة لدى الفنان الحقيقي قدرة كبيرة على استحضارها.

اتجهت لدراسة الفن والمسرح في ثمانينيات القرن الماضي، لم تكن فئات المجتمع في تلك المرحلة تمتلك الوعي الكبير حول ما تعنيه دراسة الفن أو المسرح، بينما كانت أهم دوافعي للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية هي رغبتي التخصص في مجال التمثيل كونني أمتلك الموهبة التي عملت بها أثناء المرحلة الثانوية، وكانت تجارب طلابية أخذتني لعالم سيبقى جميل ومساحتي الأوسع للعمل والتجربة. فمنذ التخرج شاركت بعدة أعمال في المسرح والتلفزيون لكن حيز العمل الأكبر كان مع الدوبلاج وكارتون الأطفال، في مرحلة كان فيها سوق صناعة الدراما أقل رواجا مقارنة بما نعيشه اليوم، بالتالي كانت خيارات الخريج في تلك المرحلة متوزعة وبالنسبة لي كان المسرح والدوبلاج أهمها

ففي تجربتها رصيد ثري في مجال الدوبلاج وحوار الطفل بالصوت والاحساس، ليكون للمسرح مساحة حاولت من خلالها التفاعل مع قوانين هذه الخشبة منتمية للفن القادر على تحقيق أثر بعيد المدى عميق المفعول، في ضيافة "مدونة وطن" eSyria بتاريخ 15 آب 2018 كانت الفنانة "شيا" لتحدثنا عن البدايات وقالت: «اتجهت لدراسة الفن والمسرح في ثمانينيات القرن الماضي، لم تكن فئات المجتمع في تلك المرحلة تمتلك الوعي الكبير حول ما تعنيه دراسة الفن أو المسرح، بينما كانت أهم دوافعي للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية هي رغبتي التخصص في مجال التمثيل كونني أمتلك الموهبة التي عملت بها أثناء المرحلة الثانوية، وكانت تجارب طلابية أخذتني لعالم سيبقى جميل ومساحتي الأوسع للعمل والتجربة.

بثينة شيا وباقة من أعمال الدوبلاج كارتون الأطفال

فمنذ التخرج شاركت بعدة أعمال في المسرح والتلفزيون لكن حيز العمل الأكبر كان مع الدوبلاج وكارتون الأطفال، في مرحلة كان فيها سوق صناعة الدراما أقل رواجا مقارنة بما نعيشه اليوم، بالتالي كانت خيارات الخريج في تلك المرحلة متوزعة وبالنسبة لي كان المسرح والدوبلاج أهمها».

في قراءتها لمسؤولية الفنان عندما يتوجه للطفل من خلال هذا الفن المحبب القادر على خلق نوافذ اتصال واسعة مع الطفل والتأثير بشكل مباشر أو غير مباشر وأهمية مضمون ما سيقدم الفنان تضيف بالقول: «لا تنحصر المسؤولية في الصوت أو الشخصية الدرامية أو المسرحية وحسب، بل هي أعم من هذا وذاك، فذاكرة المشاهد دائماً ما تكون انتقائية، وأتحدث هنا عن الذاكرتين السمعية والبصرية، والمسألة في كل الأحوال مرتبطة فيما يقدم هذا الصوت، أو فيما تقدم هذه الشخصية، لكن خصوصية صوت فنان الدوبلاج، قد تكون مسؤولية وكبيرة أيضاً سيما إن كانت موجهةً لتخاطب ذاكرة الطفل التي لا تنسى.

الفنانة بثينة والفنان سهيل الجباعي

فقد تخطفنا الخطوات لعوالم كثيرة، لكنها لن تخطفنا إلى عالم يسكن في كل واحدٍ منّا، ويشعل الإحساس فيه بمجرد العودة إلى ذاكرة الطفولة التي، كما أشرت سابقا، لا تنسى، فالإحساس موجود دائماً ولست بحاجة لاستحضاره، هذا من جهة، ومن أخرى هذه الشخصية التي أتحدث عنها في عالم الطفل لها ما لها من الإحساس الخاص بها والذي يدفعني أكثر لأعيش كل الأحاسيس المرتبطة بكل ما يتعلق بالطفولة. لذا لست بحاجة إلى ابتكار الوسائل لأكون صديقة عالم أنا جزءٌ منه.

بدأت الدوبلاج سنة 1989، وأول عمل دوبلاج شاركت به كان الوميض الأزرق بعدد من الشخصيات. لتتبعه أعمال أخرى بقيت في ذاكرتي وهي تجارب أسعدتني وأبقت لي من عالم الطفل صور جميلة خاصة عندما ألمس تأثر الطفل بما أؤدي وتكون هذه الشخصية محببة بالنسبة له، وأشعر بفرح كبير عندما أعرف أن أطفال كثر يميزون الصوت، ويبقى تخصصي بهذا المجال نابع من عالمي الذي لم تغادره الطفولة بكل ما فيها من جمال الروح والإحساس الرهيف والتفاعل السريع العفوي والقادر على التعبير، بوسائل لا تتلاقى مع التصنع أو اختلاق الفكرة هي روح العفوية والصدق الموسوم بصورة الطفل الذي نتمناه في داخلنا

لا تقارن بين الدوبلاج والمسرح بقدر ما تخلق حالة فيها كثير من التلاقي والتشابه من خلال تجربة أغنتها بالعمل والتفاعل المسرحي، وتضيف لتخبرنا عن تجربة مسرحية سارت على خط متواز مع الدوبلاج مرتبطة به ترسم تفاصيله بمنطق البحث عن الأفضل والأكثر تمكينا للتجربة وقالت: «من لم يدخل استوديو دوبلاج قد يظن أننا نقوم بمجرد تسجيل صوتي وحسب، لكن الحقيقة هي أن الأستوديو يغدو مسرحاً، بكل التفاصيل والغنى والاندماج مع النص، وأقصد من ذلك أن الدوبلاج و المسرح تجربتان متشابهتان بشكلٍ أو بآخر، فتجربتي في المسرح كان لها دور كبير في اغناء عملي في الدوبلاج، وخصوصاً الأعمال المسرحية التي نطقت بالعربية الفصحى مثل: "في انتظار غودو" "رجل برجل" "حمام شمس النهار" "فضيحة في الميناء" بالإضافة إلى أعمال أخرى لا يسعني ذكرها هنا».

الفنان المسرحي "سهيل الجباعي" جمعته معها مجموعة أعمال استطاع من خلالها التعرف على شخصية لها احترام خاص للفن وقال: «التقينا في عدة أعمال ويكفي أن أتذكر حالة التعاطي لديها مع النص ومقدار التفاعل الجميل والراقي للنص الذي يقع بين يديها "بثينة شيا" فنانة قلقة لأنها تريد أن تقدم أفضل ما لديها، مثابرة، ملتزمة، تُحب عملها وتحترمه كثيراً، وهذا ما رأيته ولمسته منها عندم جمعنا العمل سوياً مراتٍ كثيرة وكانت تجارب ناجحة فيها كثير من الصدق والاجتهاد للوصول للغاية المطلوبة.

هي تتعاطى مع عملها بكل احترامٍ وقداسة، فعندما تمسك بنص ما، يبدأ القلق وتتعامل معه وكأنه شيء من ذاتها فائق الأهمية والتأثير، فتهتم بكل جملة وكل كلمة وتحرص على أن يكون دائماً في المستوى المطلوب، فتبدل كلمات وجمل إذا ما كانت دون المستوى، تتبنى عملها كما لو أنه جزء من ذاتها، إلى أن تأتي لحظة التنفيذ، والتي تستعى لها بكل حواسها وشغفها وإحساسٍ بالمسؤولية، فتجد الشخصية التي تؤديها محكمة، وتفوح منها دائماً روح "بثينة" الصادقة أو المرحة والتلقائية تماماً كما هي في الحياة».

ما يجدر ذكره أن الفنانة "بثينة شيا" من مواليد "السويداء" 1964خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل، عام 1989، كرمت من محطة "سبيس تون" على تأسيس المحطة وإنجاحها ومن مديرية تربية "السويداء" على إخراج عمل مسرحي باللغة الفرنسية، وتم تكريمها من قبل "مهرجان السويداء المسرحي الأول" على مشاركتها في لجنة اختيار العروض.