قامة علمية مميزة بشهادة من عرفه وعاصره، أجرى عمليات جراحية تخصصية وعرف بكفاءته وإنسانيته، يجده البعض أنه كان يبالغ باهتمامه بمرضاه، ويتابع مراحل علاجهم بكثير من الاهتمام الممزوج بإحساس بالمسؤولية تجاههم.

الدكتور "حمود مزيد نصر" رئيس قسم الجراحة العامة في مستشفى "الأسد" الجامعي، الذي وافته المنية إثر حادث سير على طريق "دمشق - السويداء" بتاريخ 11 آب 2018.

أودّ الحديث عنه على الصعيد الإنساني؛ فقد عرفناه كطلاب سنداً ووالداً قدم لنا دعماً غير محدود، متواضع لدرجة كبيرة، أنا شخصياً أشرف على رسالتي الماجستير، وكنت على تواصل يومي معه، لم ألاحظ يوماً تذمره من الأسئلة والاستفسارات، حتى بالنسبة للمرضى كان يتابعهم حتى الشفاء التام

مدونة وطن "eSyria" التقت شقيق الراحل الدكتور "أمجد مزيد نصر" اختصاص تشخيص مخبري، بتاريخ 8 أيلول 2018، فحدثنا عنه بالقول: «نحن أسرة مكونة من أربع صبايا وثلاثة شبان، و"حمود" هو أكبر الشباب، هو من مواليد مدينة "السويداء" عام 1952، درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس المحافظة، وفي عام 1974 سافر إلى "روسيا" لدراسة الطب البشري في جمهورية "بيلاروسيا" في "مينسك"، ثم انتقل إلى "موسكو" لدراسة الاختصاص، وبعدها حاز شهادة دكتوراه دولة في الجراحة العامة والتنظيرية. وبعد عودته من السفر عمل في مستشفى "المجتهد" في "دمشق"، ثم انتقل إلى وزارة التعليم العالي أستاذاً في كلية الطب بجامعة "دمشق"؛ مدرّس مادة العلوم الجراحية، وعمل في مستشفى "الأسد" الجامعي في قسم الجراحة منذ عام 1996 حتى عام 2016، حيث عيّن رئيساً لقسم الجراحة. لديه ثلاثة أبناء؛ "ريم" دكتورة في الطب البشري اختصاص تشخيص مخبري، الدكتور "كنان" اختصاص عينية، "لين" دكتورة في الطب البشري اختصاص غدد صم وتعمل في مستشفى "السويداء"، كما أنه شارك في العديد من المؤتمرات الطبية في "سورية" و"الأردن" و"بيروت" و"إيطاليا"».

الدكتور "حمود نصر"

المحامي "فوزي نصر" صديق الدكتور "حمود" وزوج أخته، تحدث عنه بالقول: «أعرفه صديقاً منذ الطفولة قبل زواجي من شقيقته، وعلى الرغم من معرفتي به فوجئنا بعد وفاته بشهادات أصدقائه به، فقد كان من أصحاب الأيادي البيضاء المعطاء، محب للجميع، تحدث عدد من مرضاه عنه بأنه زارهم في منازلهم بعد إجراء العمليات مراراً وتكراراً حتى تأكد من سلامتهم، وذلك لنوعية العمليات التي كان يقوم بها ودقتها، كما تحدث العديد من الأشخاص عن مساعداته للفقراء وأخلاقه التي يحتذى بها».

الدكتور "سعد جبور" اختصاص جراحة عامة تنظيرية في مستشفى "صلخد"، قال: «التقيت الدكتور "حمود" للمرة الأولى خلال التدريب العملي لطلاب كلية الطب عام 2000 في الكلية بـ"دمشق"، وبعد مدة أجرى عملية ناجحة لأحد أقربائي، فتوطدت العلاقة أكثر، وبعد التخرّج سجلت دراسات عليا جراحة عامة تنظيرية عام 2002، لتبدأ لقاءاتنا اليومية مع الدكتور "حمود" حتى عام 2007، كما قمت بتدريب عملي بمستشفى "الأسد الجامعي" بالشعب الجراحية.

الدكتور "أمجد نصر" و المحامي "فوزي نصر"

الحقيقة إن الدكتور "حمود نصر" شخص نبيل مبدع في اختصاصه، أجرى عمليات جراحية تخصصية جداً، كجراحة الأورام؛ "أورام البنكرياس" و"أورام المعدة"، و"فتوق حجابية"، وجراحة البدانة التنظيرية التي تطور بها تطوراً ملحوظاً، وأجرى عدداً مميزاً من هذه العمليات، وكانت نتائجها مرضية جداً، فقد امتاز الدكتور "حمود" بمواكبته للتطور في كل ما يتعلق بعمله، وحافظ على مستواه، ونافس عدداً كبيراً من الأطباء في هذا المجال».

وتابع: «أودّ الحديث عنه على الصعيد الإنساني؛ فقد عرفناه كطلاب سنداً ووالداً قدم لنا دعماً غير محدود، متواضع لدرجة كبيرة، أنا شخصياً أشرف على رسالتي الماجستير، وكنت على تواصل يومي معه، لم ألاحظ يوماً تذمره من الأسئلة والاستفسارات، حتى بالنسبة للمرضى كان يتابعهم حتى الشفاء التام».

الدكتور "محمد الأحمد" أستاذ مساعد في الشعبة الجراحية في مستشفى "الأسد" الجامعي، تحدث عن الراحل بالقول: «الحقيقة كان الدكتور "حمود نصر" مثالاً للأخلاق العالية، محترماً يحب ويحترم الجميع، مضى على معرفتي به خمسة عشر عاماً، لا أذكر أنني أبديت انزعاجاً من أي موقف منه، فقد كان خلوقاً وحسن التعامل مع الصغير والكبير، يشهد له اهتمامه بمرضاه وسعيه الدائم لنقل خبراته العلمية إلى زملائه من الأطباء وطلابه أيضاً.

في مستشفى "الأسد" كان يستقبل عمليات نوعية، وأصبحت لديه معلومات وافية عن أمراض البنكرياس، وكان يستشار في هذا المجال، وكان شغوفاً بتطوير نفسه ومواكبة كل جديد. وفاته خسارة كبيرة لجامعة "دمشق" وأسرته في مستشفى "الأسد" الجامعي».