صعوبات الحياة الكثيرة كان لها أثر في تحقيق إبداع متواصل على مدى سنوات في حياة المهندس "حمزة سلام"، فكان ابتكاره الأخير قاعدة التحكم بالرشاش الآلي PKC، التي يمكن أن تساهم في حماية الكثيرين من الشباب المدافعين عن أرض الوطن.

عن حياته الدراسية والاجتماعية تحدث لمدونة الوطن "eSyria" بتاريخ 1 تشرين الأول 2018، قائلاً: «درست بمدرسة الثانوية الصناعية وبعدها في المعهد الصناعي في "السويداء"، ولرغبتي بدراسة فرع هندسة الميكانيك قرّرت إعادة الثانوية الصناعية مرة أخرى، ونجحت بترتيب الأول على المحافظة، الذي أهلني للقبول في الكلية فدرست في جامعة "دمشق"، كذلك كنت من الأوائل خلال مرحلة الدراسة الجامعية وأنجزت مشروعاً عبارة عن مخبر لاختبار حساسات المحرك في عام 2015، وما يزال هذا المشروع يدرّس للطلاب في الجامعة، إضافة إلى أعمال أخرى، كجهاز تحكم بعلبة السرعة، وجهاز إنذار ضدّ السرقات بميزات مهمة جداً».

تستطيع القاعدة إجراء عمليات المراقبة الذاتية من خلال رصد الحركات وإعطاء الإنذار المناسب عند الضرورة، إضافة إلى أنها قادرة على إطلاق النار بمهارة عالية

وأضاف المهندس "حمزة": «عملت بشركة للمولدات بعد التخرّج، وكنت رئيساً لأحد أقسامها فيها لمدة سنة ونصف السنة، ثم سافرت إلى "لبنان" وعملت فيها لدى شركة للمولدات لمدة سنة أيضاً، عدت إلى بلدي أثناء هجوم المجموعات المسلحة على مدينة "السويداء" منذ أكثر من شهرين، وبسبب ظروف القرية الصعبة وأحوال الطقس البارد، كان من الضروري إيجاد طريقة للحراسة تكون أكثر أماناً، فصمّمت قاعدة التحكم بالرشاش الآلي؛ وهي ما تزال في مرحلة التطوير».

حازم سلام

وعن مكونات القاعدة وآلية عملها، قال: «القاعدة تتحكم بالرشاش الآلي PKC؛ من خلال كبل كهربائي يصل طوله إلى 30 متراً أو أكثر، ومن خلال كاميرا مثبتة على القاعدة يمكن إجراء عملية الرصد الليلي والمراقبة 360 درجة، وإطلاق النار على الأهداف بدقة عالية جداً، وتحتوي القاعدة مدخرات تعمل بتيارها لمدة 40 ساعة من دون حاجة إلى الشحن، ويمكن استخدام شاشة الحاسوب أو التلفاز أو الهاتف المحمول للعرض، وهذا يعود إلى رغبة المستخدم، كما أنها تتسع لـ400 طلقة نارية كخزان ذخيرة للرشاش».

وتابع المهندس "حمزة" عن ميزاتها: «تستطيع القاعدة إجراء عمليات المراقبة الذاتية من خلال رصد الحركات وإعطاء الإنذار المناسب عند الضرورة، إضافة إلى أنها قادرة على إطلاق النار بمهارة عالية».

ثائر سلام

ولا تتأثر هذه القاعدة بالعوامل الجوية بحسب قول المهندس "حمزة"، مثل: الرياح، أو الماء، أو انخفاض درجة الحرارة، ويضيف: «ويمكن نزع الرشاش من القاعدة بسهولة وسرعة إذا ما رغبنا باستخدام الرشاش يدوياً، وهي أيضاً مزودة بعوامل أمان خاصة ضد الاستخدام الخاطئ للحركات أو إطلاق النار غير المقصود، وتحتاج إلى شخص لإطلاق النار من غرفة التحكم، ويعود ذلك لضرورة اتخاذ قرار الإطلاق أو عدمه، ويمكن تزويدها بشاحن للمدخرة إذا قررنا استخدامها في مكان واحد».

عن هذه الآلة وأهميتها قال الدكتور المهندس "ثائر سلام": «جهاز مهمّ في المعارك، وخاصة في الناحية الدفاعية، وملائمة للعمل في كافة الظروف، كما أنها تتمتع بالأمان والحماية اللازمة لمستخدميها، وبإمكانياتها العالية في تحديد الهدف وإصابته بدقة كبيرة بكافة الأوقات، عدا تكلفتها التي لا تقارن بالمنصات المشابهة لها، التي تستورد لذات الغرض.

كذلك فإن عملية صيانتها والتنقل بها سهلة وسريعة، وتؤمن الحماية الكافية للقطاع الذي ترصده، قد تكون هذا القاعدة وليدة الأحداث التي مرت بالمناطق التي يصعب حمايتها، وعليه فإن توفر مثل هذا الجهاز يحمي الجيب المحدد لها خلال أي هجوم بأقل الأضرار، ويمكن تطويرها لصدّ أي هدف معادٍ».

يذكر أن المهندس "حمزة" من مواليد "السويداء" عام 1988، حاصل على شهادة "الباسل" للتفوق من جامعة "دمشق"، وحلّ في المرتبة الثانية على دفعة الخريجين في اختصاصه.