رسمت في ذاكرتها فساتين الأميرات في برامج الأطفال، وأخذتها صور "الموضة" والأزياء إلى موهبة صقلتها "هيا عزي" بالتعليم والجهد، الذي جعلها إحدى المصمّمات الشابات للفنانات.

منذ الطفولة كان فستان اللعبة يشغلها؛ ترسمه وتميّز ألوانه وتغيّر تفاصيله، وبقيت في سنوات الشباب رفيقة الورق تخط عليه "اسكتشات" تعبّر فيها عن شخصيتها وعشقها لكل ما هو جديد، كما تحدثت خلال اللقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 تشرين الثاني 2018، وقالت: «كان لأزياء الأميرات والسيدات الراقيات جمال خاص يبهر عيني أنقله على الورق، أهتم بالتفاصيل؛ الخطوط، والطيات، والتطريز، والطول، وأجسّد في "الاسكتش" الذي أرسمه صورة مفصّلة لما رأيته، ليكون التصميم هوايتي الأولى متقصدة التماهي أكثر مع هذا العالم الجميل عالم الخيال والإبداع.

تجربة الدراسة لا تقارن مع أي تجربة عابرة، فقد كانت متعبة وفيها كثير من الجهد قدمته بمحبة ومتعة بالغة، تقودني إلى بحث طويل يبدأ من شخصية السيدة التي ترتدي هذا الزيّ أو ذاك، تعمّقت في كل ما خصص من مناهج اختبرت "المولاج" و"البترون" متعلمة لكل التفاصيل، وتخصصت في مجال "الهوت كوتور" والعرائس والأزياء؛ لأعرف أنني بدأت رحلتي الممتعة الغنية والملونة بألوان غنية. في كل لون أجد حالة تميّز تتفاعل مع أنواع الأقمشة وتتطور مع التطريز والشك، لأنال شهادتي المتخصصة متفوقة على دفعتي

بدأت أصمّم فساتين مختلفة جديدة الشكل عما أرى أوثّقها وأعمل على تجسيد أفكار فنية أراها مناسبة لهذه اللعبة أو تلك، مستعينة بما أراه في المجلات الفنية، واكتسبت خبرة جيدة في الرسم من خلال معهد "قمح" المتخصص بالرسم كي لا أنفصل عن موهبة قررت أنها ستكون الخطوة الأولى إلى المستقبل».

هيا عزي مع عروس ترتدي من تصميمها

عن الدراسة والتخصص بتصميم الأزياء، تضيف: «تابعت الدراسة الجدية وحصلت على معدل جيد جداً في الثانوية العامة، ولم يوافق أهلي على الانتساب إلى كلية الفنون الجميلة، فاخترت كلية التربية (معلم صف) وتخرّجت بتفوّق، لكن حلمي بقي خارج حدود التدريس والتخصص التربوي؛ لأعمل على فكّ الالتزام وأنطلق إلى مشروعي الحلم المتمثل بدراسة تصميم الأزياء والتخصص.

كانت البداية مع معهد "سميسم" الذي يديره الدكتور "فايز سميسم"، الذي ساعدني على خوض تجربة التصميم والتعامل مع تصميم الأزياء كعلم يبدأ من الأصول الحقيقية للتصميم وأهم أساليبه العلمية، التي تعتمد على موهبة المصمّم وقدرته على تقديم الأجمل والأزياء الأنيقة والمميزة».

ميس حرب ترتدي من تصاميم هيا

وتابعت: «تجربة الدراسة لا تقارن مع أي تجربة عابرة، فقد كانت متعبة وفيها كثير من الجهد قدمته بمحبة ومتعة بالغة، تقودني إلى بحث طويل يبدأ من شخصية السيدة التي ترتدي هذا الزيّ أو ذاك، تعمّقت في كل ما خصص من مناهج اختبرت "المولاج" و"البترون" متعلمة لكل التفاصيل، وتخصصت في مجال "الهوت كوتور" والعرائس والأزياء؛ لأعرف أنني بدأت رحلتي الممتعة الغنية والملونة بألوان غنية. في كل لون أجد حالة تميّز تتفاعل مع أنواع الأقمشة وتتطور مع التطريز والشك، لأنال شهادتي المتخصصة متفوقة على دفعتي».

وأضافت: «لم أتفاعل كثيراً مع الأزياء الغريبة؛ فمن وجهة نظري يكفي للمصمّم أن يقدّم شخصيته ويطبع من نفائس روحه في عمله كقطعة فنية تعبّر عنه، وتحاكي طموحه للوصول إلى تصاميم تتلاقى مع رؤية المجتمع وتذوقه الجميل للون والشكل الجميل المتآلف مع المناسبة والوقت، وهذا الأهم مع شخصية السيدة أو الرجل أو الطفل، أو أي شخص نصمّم له أي نوع من قطع الأزياء الفريدة.

الدكتور فايز سميسم

التجربة مع المجتمع على الرغم من قصرها بالنسبة لي، كانت رافعة حقيقية لعملي وعرّفت بموهبتي، وقدمت لي خطوات لاختبار الذوق العام وتقديم تصاميم أعدّها رسائل نقلت فيها من روح أزياء المنطقة، خاصة فستان الفنانة "ميس حرب" الذي عبّرت عن إعجابها به وارتدته في حفلتين وتميزت به، وأيضاً فستان العروس التي ستسافر معها إلى الإمارات العربية؛ لأنها اختارت أن تلبس من تصاميمي مع أنها مسافرة إلى إحدى الدول الغنية بهذا المجال، إلى جانب تجارب وقطع جميلة أنجزتها لعرائس وسيدات وصبايا وثقن بموهبتي، إلى درجة أنني اليوم لا أجد الوقت الكافي لأنفّذ تصاميمي تحضيراً لعرض خاص وتجارب أخرى أحلم بتطبيقها.

لكن المدة القصيرة بين الدراسة والتطبيق كانت كافية لأنطلق في خطوة واسعة لتأسيس مشغلي الخاص وأتحضّر لمتابعة دراستي في هذا المجال في الداخل والخارج في بحث عن معارف أحتاج إليها لأكمل حلماً رسمته طفلة وجسّدته شابة، وأتوقع أنني من خلاله قادرة على تقديم الأفضل بإخلاص وثقة».

الدكتور "فايز سميسم" أستاذ تصميم الأزياء ومدير معهد "سميسم" لتصميم الأزياء، تحدث عن تميّز "هيا" كطالبة تصميم وبدايتها المشرقة كمصمّمة أزياء، وقال: «كأستاذ في التصميم مختص بصناعة الشخصية العلمية المهنية الثقافية عن مهنة تصميم الأزياء، أؤكد أن موهبة التصميم لدى الشابة أو الشاب لا يمكن أن تعطي ثمارها من دون علم ودارسة، ودائماً أقول للموهوبين تلقوا التعليم اللازم لتتوّجوا مهاراتكم بالعلم، و"هيا عزي" بالفعل طالبة لديها وعي كامل لأهمية التعليم والتدرب على يد أصحاب الاختصاص، ولمست أن لديها صفاءً ذهنياً راقياً مدموجاً بأخلاق المتعلّم الراقي والموهبة التي صقلت بالعلم بتواضع ونبل العلم وجمال الأخلاق والشكل، وتكامل شخصية المصمّم مع المعلومة ورؤية الحياة.

جهدت طالبتي "هيا" للوصول إلى التكامل والسمو في الأداء والتلقي، شخصية متواضعة لديها قدرة على التفاعل مع العمل الناجح، أعتز بأبوتها المهنية، وهي شخصية محبوبة وخبرة علمية شابة تعبّر عن شخصيتها للوصول إلى تصميم بأبسط الطرائق وأسرعها والأكثر جمالاً».

ما يجدر ذكره، أن المصمّمة "هيا عزي" من مواليد "السويداء" عام 1992، خريجة (معلم صف)، صاحبة مشغل خاص، وتتابع في دراسة تصميم الأزياء، قدمت أول عروضها في أحد فنادق المحافظة.