تبعنَ بنات أفكارهنّ متجهات إلى عمل يدوي منتج، واستطعن تسويقه تبعاً لدرجة الجمال والجودة التي ميّزت الأعمال وساهمت في نجاح المشروع.

الأخوات الثلاث "الجغامي" المجدّات في العلم والدراسة، أبدعن في أفكارهن التي سعين إلى تطويرها من خلال تطبيق تصاميم ألعاب وأشكال فنية جميلة احتاجت إلى عمل يدوي دقيق، كما تحدثت المهندسة "أمل الجغامي" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 كانون الأول 2018، وقالت: «في أوقات الدراسة الطويلة كنّا نأخذ وقتاً قصيراً للراحة، نمضيه في الحديث الذي يكثر في هذه الأوقات تبعاً لعادات الطلاب المعروفة، الفكرة ليست للتندر أوردها للتعريف بالظروف التي أخذتنا إلى عالم العمل اليدوي الذي بدأ مصادفة، لأننا حاولنا أن نشغل الوقت حتى وقت الاستراحة بما هو مفيد لنا كفتيات دارسات ترهقنا ساعات الدراسة، لنرتاح في وقت يأخذ أفكارنا إلى عمل بسيط نعمل باليد والفكر لإنتاج الأجمل بالنسبة لنا ووفق احتياجات الشابات مثلنا».

في أوقات الدراسة الطويلة كنّا نأخذ وقتاً قصيراً للراحة، نمضيه في الحديث الذي يكثر في هذه الأوقات تبعاً لعادات الطلاب المعروفة، الفكرة ليست للتندر أوردها للتعريف بالظروف التي أخذتنا إلى عالم العمل اليدوي الذي بدأ مصادفة، لأننا حاولنا أن نشغل الوقت حتى وقت الاستراحة بما هو مفيد لنا كفتيات دارسات ترهقنا ساعات الدراسة، لنرتاح في وقت يأخذ أفكارنا إلى عمل بسيط نعمل باليد والفكر لإنتاج الأجمل بالنسبة لنا ووفق احتياجات الشابات مثلنا

وتضيف: «كثر يسألون عن الوقت والغاية من العمل، وبالنسبة لي فإن العمل في الوقت الذي يمكن لنا إدارته أكبر بكثير من الأوقات التي نشغلها بالحديث عن إدارة الوقت، وكان هذا خيارنا بالفعل، قطع بسيطة بدأت بها أختاي "غزالة" و"لمى" عبارة عن أغطية للهواتف المحمولة للاستخدام الخاص، وأخذنا نتشارك بصناعة ما نحتاج إليه من أشكال أنيقة نجدها في الأسواق بأسعار مرتفعة مع أن التقنية اليدوية لصناعتها بسيطة ولا تحتاج إلا إلى الذوق والدقة في انتقاء التصميم والمواد الخام، وقد تمكنّا من تسويق منتجاتنا على ساحة القطر عبر مواقع الإنترنت، وعلى ساحة المحافظة تردنا طلبات شبه يومية؛ فردية أو بالجملة؛ وهو ما دفعنا إلى البحث عن ماركة نحددها لقطعنا لنتمكن من تمييزها وعرضها تحت عنوان هذه الماركة».

أثناء العمل

توضح "غزالة الجغامي" العمل على صناعة القطع الصغيرة بأنها بسيطة ولا تعطلها عن دراستها، وتقول: «نتابع على شبكات التواصل عروضاً جميلة لنساء ينتجن أنواعاً مختلفة من الأعمال اليدوية البسيطة، والمطلوبة مثل الوسائد الناعمة وأغطية الهواتف المحمولة وغيرها، وإذا أعجبنا تصميم معين نحاول تطبيقه، وبعد وضع مخطط للعمل اشترينا المواد الأولية من أشرطة فرو وألوان وأنواع من الأشرطة المختلفة ومواد لاصقة وأقمشة بسيطة، وقد طبقنا عدة قطع بشكل جميل.

العملية كانت ممتعة إلى درجة أننا عرضناها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل وردتنا آراء عديدة؛ أولها أن العمل ناجح ومتميز، هذه التعليقات لم تكن عادية بالنسبة لنا، بل كانت مؤثرة لأنها بيّنت لنا أن لدينا فرصة جديدة للتجربة.

من إنتاج أمل وغزالة ولمى

قرّرنا أن نعدّ قطعاً جديدة بهدف تعلّم طريقة العمل، وكنّا في تلك المرحلة قد تلقينا طلبات للبيع، فوضعنا الخطوط العريضة لمشروعنا، خاصة أن أمامنا فرصة لتأسيس مشروع بسيط يستثمر وقتنا، وننتج ما يحقق هوايتنا بالعمل اليدوي الغني بالألوان والتصاميم، ونخلق كأخوات فرصة جديدة للعمل، وكانت فرصتنا الأولى للتعريف بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتتسع دائرة الانتشار».

اختيارات التصاميم تبدأ من الأشكال الكرتونية، لكن الخامات تتنوع كما أخبرتنا "لمى الجغامي"، وقالت: «في البداية أعدنا تصنيع قطع أغطية الهواتف المحمولة وفق المتوافر في الأسواق، حيث رسمناها وطبقناها، من بعدها أخذنا نبحث عن أفكار جديدة تثير اهتمام الشابات، حيث طرحنا أفكاراً ترتبط بالشخصيات الكرتونية؛ وهي من الأشكال المحببة لشريحة كبيرة، لنضيف إليها أفكار الوسائد وزينة الأسرّة وأسرّة الأطفال.

الصيدلانية تمارا كنعان

الفكرة بقدر بساطتها تحتاج إلى كثير من الوقت لنقدم تصاميم مميزة، وكان لدينا الثقة بأننا سنتقن إنجازها مع أننا لا نملك الكثير من الخبرة في هذا العمل، لكن خلال عام ونصف العام حاولنا اختبار تفاصيل العمل ومهارات الإنجاز المتقن واستخدام أنواع اللاصق وقصّ القماش لننجز قطعة نظيفة، إلى جانب توضيب الوسائد وانتقاء الفكرة لتكون مميزة هادئة وإضافة جميلة للأثاث. وأصبحنا نعرض عدداً من التصاميم ونتفاعل مع آراء السيدات والشابات، ونحاول تلبيتها لنشحن بضاعتنا إلى عدد من المحافظات، وكانت البداية من "دمشق". وتوسعنا على مستوى المحافظة بطريقة جميلة تضيف في كل مرحلة زبائن جدد، ونحقق من خلال مشروع من المنزل فرصة عمل جيدة لنا نحن الثلاث، حيث تساعدنا أمي في بعض التفاصيل، والحصول على دخل إضافي يدعم مصاريفنا ويحقق لنا نوعاً من الاستقلالية».

"عبير شاهين" من "بانياس" عبر شبكة الإنترنت تعرّفت إلى المشروع واستفادت من إنتاج الأخوات، وقال: «بالمصادفة تعرّفت إلى صفحة الأخوات الثلاث، ووجدت مجموعة من الأشكال والتصاميم غير المكررة، مثل: أشكال الغيوم، والنجمة، ووسائد ملونة مع ديكورات رائعة فيها تفاصيل شفافة ناعمة تدل على ذوق الشابات، وخيارات اختلفت عن المعروض في الأسواق.

سألتهم عبر مواقع الإنترنت عن أشكال جديدة، وفي كل مرة يقدمن نوعاً جذاباً جعلني أطلب منهنّ كمية جيدة من الأشكال، مثل وسائد وأغطية هواتف محمولة بعدة تصاميم، الجميل أن ما وصلني كان قطعاً نظيفة منجزة بدقة، ولا يمكن أن تتصور أنها عمل يدوي كامل.

بعدها أصبحنا نتحدث أكثر، واستعلمت منهن عن طرائق تطبيق القطعة والحشوات والصبر والهدوء الذي يشجع شابات بهذا العمر لينجزن قطعاً يدوية الصنع، لتنقلن جمال روحهن إلى كل من طلب قطعهن الجميلة وزيّن بها غرف الأطفال أو الصالونات».

إنتاج الشابات مطلوب لما فيه من مواصفات التميز، كما حدثتنا الصيدلانية "تمارا كنعان"، وأضافت: «مجموعة من الأعمال للأخوات "أمل" و"غزالة" و"لمى" كانت الأقرب إلى ميولي، لأن فيها فنّاً وتميزاً، وبعيدة عن التعقيد وقابلة للعرض، زرتهن وتابعت طريقة عملهن التي جعلت من الإنتاج مميزاً بكل التفاصيل ولا يحتاج إلا إلى ماركة محددة تلصق عليه تجنباً للتقليد، ويبدو أن الشابات لديهن اعتناء خاصاً بذوق الشريحة التي تشبههن، والقريبة من أعمارهن؛ وهذا ما ميّز العمل وأصبغ عليه صفة الجمال.

عدة قطع اشتريتها من الأخوات، حيث وضعن فيها أفكاراً جديدة، مثل انتقاء شخصيات وفق ذوق من يطلب القطعة واللون. عملهن منظم، ولديهن القدرة على الإنتاج السريع لتلبية الطلبيات والالتزام بالمواعيد، والجميل أن قطعهن المميزة تضاهي ما يردنا من مصادر مختلفة من "دمشق" وغيرها».

ما يجدر ذكره، أن الأخوات "الجغامي" من مواليد "السويداء"، والمهندسة المدنية "أمل" من مواليد عام 1992، و"غزالة" سنة ثالثة هندسة زراعية من مواليد عام 1997، و"لمى" من مواليد عام 1999، سنة أولى هندسة زراعية.