سعت "ردينة المغربي" لتقديم نفسها في مجال الرماية خارج إطار الصيد، لتعيش هواية التركيز وفصل الحواس وتحصد التميز مع المنتخب الوطني.

تجد في الرماية رياضة مختلفة؛ كما تحدثت من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 شباط 2019، وتقول: «تحتاج الرماية إلى التصميم والجهد الذي يختلف عن الكثير من الرياضات، ووجود المرأة في مضمار الرماية يخالف مفاهيم كثيرة منتشرة على ساحة المجتمع. أتصور وبعد التجربة أن المرأة قادرة على تغيير المفاهيم السائدة عن علاقة المرأة بالرماية والتسديد، وتحمّل الضغط مع العلم بحاجة الرامي إلى الصبر والتروي وامتلاك القدرة على فصل الحواس ليحصد نتائج متميزة تضاف إلى رصيده، وهذا ما تمكنت من تحقيقه بمفردي، وبعمل جماعي مع زميلات متمرسات.

لعبت مع المنتخب منذ عام 1998 حتى 2010، وعندما توقفت عن ممارسة الرماية بسبب عقد عمل مع قناة TRT، اعتذرت مضطرة عن عدم المشاركة مع المنتخب، وكانت المرة الأولى التي يشارك فيها من دوني. ولأنني بقيت مدة في "تركيا" لغاية العمل كمعدة ومقدمة لبرنامج تلفزيوني سياحي مكنني من تطوير خبرتي لعدة سنوات؛ انقطعت عن الرماية، وعدت بعدها إلى الوطن بشوق كبير للرماية والتدريب، وبالفعل بعد انتهاء العقد عدت مع زميلاتي، لكن -يا للأسف- بتجهيزات محدودة، وكأنني أبدأ من جديد، لكن الحماسة موجودة لتبقى الرماية هوايتي الأجمل إلى جانب عملي مع قناة "بروميدا"، وعمل تجاري بسيط أمارسه

كثر يتوقعون أن الرماية خارج إطار الرياضة لكونها لا تحتاج إلى الحركة، بينما حقيقة تعدّ من أصعب الألعاب التي تحتاج إلى الثبات وحمل وزن السلاح الذي يتجاوز وزنه 7 كيلوغرامات لوقت طويل.

ردينة المغربي

لكن الرامي حصته كبيرة من المتعة التي تقترن بالصفاء الذهني والهدوء الذي يعدّ أجمل ثمار هذه الرياضة التي عشقتها مع والدي، لكن كان لي خيار اختلف عن الصيد، لأنني لم أتمكن من التعامل مع فكرة الصيد وقتل روح لتحقيق هدف. فكان الاتجاه إلى الرماية والتسديد والتدرب على فنون الرماية بالبندقية الهوائية في الصالات، والاستمتاع بهذا كتجربة صقلت شخصيتي ووضعتني على طريق المشاركة مع المنتخب الوطني لعدة سنوات.

عن مشاركتها الأولى وتفاعلها مع التجربة، تقول: «خلال المرحلة الإعدادية بعمر الأربعة عشر عاماً كانت البداية من خلال دروس الفتوة والتدرب على السلاح ونتائج حققتها من دون تدريب، بعدها التحقت بالتدريب وشاركت ببطولة على مستوى المحافظة مع نادي "الرحا" عام 1995، وحصلت على الترتيب الثاني، وخلال البطولة حصدت نتائج جيدة، وفي البطولة التالية حصلت على المركز الأول الذي حافظت عليه لسبع سنوات».

في السباق مع راية زين الدين

عن مشاركاتها على مستوى الجمهورية والترشيح للمنتخب الوطني، تضيف: «أولى مشاركتي على مستوى الجمهورية كانت البطولة في مدينة "إدلب" عام 1997، وحصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية، وأتذكر أن التقنيات والمعدات كانت قليلة، فشاركت بسلاح بدائي. بعد أن أثبتت الجدارة تم تسليمي بندقية نظامية متطورة، وشاركت مع نادي "المحافظة"، ومنها على مستوى الجمهورية، وحققت المركزين الثاني والأول على فئة الناشئات، وشاركت في فئة السيدات وتفوقت.

وبعدها تم ترشيحي للمنتخب الوطني، وكنت متقدمة مع صديقاتي "راية زين الدين" و"وفاء رضوان" ومعنا فريق متميز، وكنا نحصل على المراكز الثلاثة الأولى، وكان فريق الجمهورية كله من نادي "المحافظة".

طارق نصر

تتابعت المشاركات على مستوى القطر، وفي تلك المدة لم تكن هناك مشاركات خارج القطر، وأول بطولة خارجية شاركنا بها كانت في "مصر" وحصلنا على درجات جيدة، لكن أيضاً كنا نفتقد إلى وجود تقنيات متطورة، وعلى الرغم من ذلك حصلنا على مراكز جيدة، وكانت لنا فرصاً للوصول إلى مراكز كثيرة على مستوى العرب و"آسيا". وبوجه عام، كانت فرصنا الوصول بالفردي إلى المركز الأول أقل، لكن كمنتخب حققنا المركز الأول، وأفضل النتائج كانت بطولة العالم الإسلامي عام 2005 برونزية، وكنت أنا و"راية زين الدين" و"وئام سليمان"، وكانت لنا كراميات في بطولة المرأة الإسلامية "طهران" فرصة عندما حققنا المركز الثالث».

العمل الإعلامي أخذها من مضمار الرماية، لكنها عادت بشوق، وقالت: «لعبت مع المنتخب منذ عام 1998 حتى 2010، وعندما توقفت عن ممارسة الرماية بسبب عقد عمل مع قناة TRT، اعتذرت مضطرة عن عدم المشاركة مع المنتخب، وكانت المرة الأولى التي يشارك فيها من دوني. ولأنني بقيت مدة في "تركيا" لغاية العمل كمعدة ومقدمة لبرنامج تلفزيوني سياحي مكنني من تطوير خبرتي لعدة سنوات؛ انقطعت عن الرماية، وعدت بعدها إلى الوطن بشوق كبير للرماية والتدريب، وبالفعل بعد انتهاء العقد عدت مع زميلاتي، لكن -يا للأسف- بتجهيزات محدودة، وكأنني أبدأ من جديد، لكن الحماسة موجودة لتبقى الرماية هوايتي الأجمل إلى جانب عملي مع قناة "بروميدا"، وعمل تجاري بسيط أمارسه».

"طارق نصر" عضو الاتحاد السوري للرماية، تحدث عن تميز "ردينة" وقال: «تنتمي إلى جيل من اللاعبات المميزات اللواتي يمثلن المنتحب الوطني وذلك بحكم المهارة والخبرة، التي سعين إلى امتلاكها بجهد ذاتي وتدريب مستمر أكد حضور اللاعبات، ومنهن "ردينة المغربي" التي تميزت برماية البندقية الهوائية.

نعتزّ بها كلاعبة في المنتخب الوطني للسيدات، وهي من أوائل اللاعبات المميزات، خلوقة متابعة لكافة التطورات في عالم الرماية. أعطت الكثير لهذه الرياضة، وصممت على الحصول على المراكز مع المنتخب بعمل جماعي منظم مع فريقها، وشاركت بالعديد من البطولات على المستوى المحلي والإقليمي على الرغم من الصعوبات وضعف الإمكانات. أدت دورها كلاعبة مخلصة حريصة على اكتساب الخبرة من خلال اتباعها دورات التدريب والتحكيم والمعسكرات الداخلية الخارجية.

اليوم نتوقع الخير والتوفيق لها وللمنتخب بعد عودتها إلى الرماية في بلدها، على أمل التحضير لموسم متألق مع فريق المنتخب القادر على تحقيق النجاح والتميز، ولدينا ثقة كبيرة بأنها ستعود بقوة إلى ميادين الرماية قريباً».

من ذكريات البطولات والمنتخب أخبرتنا "راية زين الدين" عن زميلتها "ردينة"، وقالت: «"ردينة" أخت وزميلة بمجال الرياضة، تتميز بأخلاق عالية، مع العلم أنها تميزت بالمجال الإعلامي، فقد جمعتنا ذكريات في مضمار اللعبة والرماية النسائية التي رسمنا فيها خطوطاً مشتركة، كان هدفها نجاح المنتخب وصعوده إلى أفضل الدرجات.

وبالنسبة للعبة الرماية، فهي من اللاعبات الخبيرات، كانت لها بصمة كبطلة حصدت نتائج متميزة على مستوى بطولة الجمهورية لعدة سنوات، لكن ظروفها الخاصة وعملها جعلها تبتعد لفترة طويلة. الآن بدأت ممارسة هذه اللعبة من جديد.

لديها خامة جيدة، لكن تنقصها المعدات، مثل السلاح والذخيرة الجيدة، والحقول المناسبة والمطابقة للمواصفات القانونية، ووجود مدرب، ومشاركة بمعسكرات خارجية، ومع ذلك أرقامها جيدة، على أمل أن تتجاوز هذه الصعاب وتعود إلى تألقها السابق كي لا نخسر خبرتها».

الجدير بالذكر، أن "ردينة المغربي" من مواليد "السويداء" عام 1982، نالت شهادة البكالوريا الزراعية، وعملت موظفة في مديرية الزراعة، استقالت ونالت البكالوريا الأدبي، ودرست في المعهد العالي للغات، ومعهد ضيافة جوية، ودبلوم الإعلام، أعدت وقدمت برنامجاً تلفزيونياً عنوانه: "جولة في استنبول"، حالياً رئيسة قسم البرامج وعضوة مجلس إدارة بقناة "بروميديا"، لها رصيد من الجوائز وشهادات التدريب والتحكيم.